اختيار الضحيتين بهذه المواصفات ليس صدفة

هشام عباس:

قبل قليل خبر عن مقتل صاحب طبلية (كشك ) بموقف جاكسون قلب الخرطوم طعنا بسكين والان الشرطة تطوق المكان .
بالامس مقتل حارس عمارة بمنطقة الطائف بالخرطوم بعد ان تم تقييده وتهشيم رأسه باداة صلبة ( ليس ذبحا كما انتشر )
قبلها العديد من الاخبار المشابهة فى نوع الجريمة والمختلفة فى التفاصيل مثل الشابة التى وجدت مقتولة فى شقة بمنطقة بحري يقال انها فنانة راب قتلها ابن صاحب العمارة ووووووو غيرها ..
لكن تشابه خبر الامس وخبر اليوم فى ادق التفاصيل غريب جدا ومثير للانتباه …
الضحيتان ( ضحية الطائف بالامس وضحية ميدان جاسكون الان ) يشتركان فى انهما يعملان كباعة عشوائيين اى رزق اليوم باليوم احدهم يمتلك طبلية بموقف جاكسون والاخر يعمل حارس عقار بالاضافة الى بيع اشياء بسيطة فى طبلية امام العقار اى باعتبار ان الغرض السرقة لا شئ يغري الى درجة ارتكاب جريمة قتل من اجل السرقة !
الضحيتان اجتماعيا حسب الاخبار يعيشان بصورة فردية ان جاز الوصف ( مقطوعين من شجرة ) .
استهداف شخصين بهذه الاوصاف الاجتماعية وعملية قتل لاسباب لا تستحق كل هذه القسوة والاجرام ان كان الهدف السرقة امر مريب ومثير ويرجح على انها عمليات مقصودة والهدف منها ابعد بكثير من مجرد سرقة . الامر اشبه بعمليات الغرض والهدف من وراءها اثارة الرعب وخلق صورة ذهنية محددة من جهات لها مصلحة فى ذلك .
الملاحظ فى وتيرة الجرائم بانواعها المختلفة انها ترتبط بحالة السيولة الامنية وهذه السيولة الامنية دائما تصاحب اى عملية سياسية بالبلاد اى شخص ولو بسيط يلاحظ بسهولة ان القبضة الامنية والاستقرار الامني تشتد وترتخي مع الحالة السياسية للبلاد فان كانت الامور لا تسير فى مصلحة جهة ما تبدا السيولة الامنية وموجة الجرائم والانفلات والحوادث وان كان الوضع السياسي يسير فى مصلحة او الاتجاه المرضى لتلك الجهة تشتد القضبة الامنية وتختفى العصابات من الشوارع وتخف حالة الانفلات والجرائم .
اضف الى ذلك ان السيولة الامنية تتبعها الجرائم والجرائم تتبعها جوقة اعلامية قوية جاهزة ومتهيئة بل احيانا تشك ان بعض المواقع الاخبارية تعلم بالجريمة قبل وقوعها .
هل هذه صدفة ؟ بالتاكيد لا خصوصا انها تكررت وبصورة ملحوظة
عليه فى ظنى .. ان هاتين الجريمتين تحديدا ليس الهدف منها السرقة بل هى جرائم قتل متعمدة واختيار الضحيتين بهذه المواصفات ليست صدفة بل مرتبة ومنظمة والرسالة وصلت .

هشام عباس

#دولة_الهمباتة