نحو مركز تنسيقي موحد ، و كتلة حرجة لتفكيك دولة التمكين!!!
د. احمد عثمان عمر :
السادس و العشرين من ديسمبر ٢٠٢٢م و الشوارع اكثر تماسكا في مليونيتها. الجماهير ممسكة بقضاياها و رافضة لاي تسوية او شراكة دم جديدة. الحراك يتقدم بثقة ، في مقدمته الكنداكات وزغاريد الثقة بالنصر ، تحفه الشجاعة و الصمود و الاصرار على انتصار حتمي، طالما استمر الرفض و نجح الثوار في توحيد صفوفهم و بناء مركزهم الموحد التنسيقي ، ليمثل مركز الثقل والقيادة الموحدة للكتلة الحرجة اللازمة لاسقاط سلطة اللجنة الامنية و من يلتحق بها من التسويين. و لتكوين هذا المركز الموحد ، لا بد من القيام بما يلي:
١- العمل على انضاج عملية الفرز و الاصطفاف على أساس الموقف من الإتفاق الإطاري، الذي على الأرجح سيصبح اتفاقا نهائيا، تركب عليه سلطة شراكة قائمة على مشروع الدستور المنسوب للجنة تسيير نقابة المحامين، المعدل وفقا لملاحظات اللجنة الامنية الحاكمة. مع عدم التردد في اعتبار أي من القوى الداعمة له خارج إطار القوى الثورية، بإعتبار انها قوى تسوية وشراكة دم مع العسكر ، و عزل هذه القوى ذات الأثر السلبي على الثورة، والتي تشكل خطرا حقيقيا عليها وتمنع انتصارها. استنادا الى معرفة تامة بأن الوحدة تبنى على اساس الصراع وفي اطار التناقضات، لا بإخفاء الصراع وتجميع الناس كيفما اتفق.
٢- الانتباه للاثر المدمر لقوى التسوية التي مازالت ضمن مؤسسات الثوار كلجان المقاومة ، و لمناوراتها الرامية لتصفية اللجان و تحويلها لادوات تابعة لسلطة التسوية والشراكة القادمة. مع ضرورة حسمها وخوض الصراع الفكري والسياسي معها بوضوح و بدون مجاملة.
٣- طرح القضايا المختلف عليها بوضوح و احراج القوى التي فرزها الإتفاق الإطاري وعدم مجاملتها ، و توضيح ان اتفاقها الاطاري عفا الانقلابيين من المحاسبة على انقلابهم ومن جرائم اخرى ، ولم يلغ مفاعيل انقلاب القصر الأول ، وشرعن الجنجويد ، و اعترف بإتفاق جوبا وعفا عبر ذلك الحركات من المحاسبة عن دعمها للانقلاب الاخير ، ومكن اللجنة الامنية من السلطة عبر مجلس الامن والدفاع ، واشركها في اختيار رئيس الوزراء ومجلس السيادة عبر النص على التشاور بالرغم من الزعم بأن المؤسستين مدنيتين ، و سمح لها بالانفراد بكل ادوات العنف و المؤسسات العسكرية و اخرجها من سلطة الحكومة الانتقالية.
٤- توسيع دائرة اتصال لجان المقاومة بالجماهير الثائرة وتوسيع مواعينها بشكل ديمقراطي ، يسهل هزيمة التيار التسووي و المترددين والمشاركين في التآمر على الثورة عبر تسويق التسوية وشراكة الدم الجديدة.
٥- تفعيل ميثاق تاسيس سلطة الشعب و إدارة صراع حقيقي لتوحيد كافة لجان المقاومة، والعمل على هزيمة عناصر التيار التسووي التي منعت توحيد المواثيق وخلق القيادة التنسيقية الموحدة، لتمرير تسوية شراكة الدم.
٦- اشتراك لجان المقاومة من مواقع السكن فيالتعبئة من اجل تكوين النقابات الفئوية في مواقع العمل ، لتجاوز ضعف النشاط النقابي و هزيمة التيار الانتهازي التسووي، الذي منع صدور قانون للنقابات على اساس فئوي، و مازال يعطل نشاط الجمعيات العمومية الراغبة في تكوين نقاباتها.
٧- المبادرة لخلق جسم تنسيقي مابين لجان المقاومة و تجمع المهنيين ( التجمع الشرعي لا تجمع “قحت”)، و النقابات التي انتخبتها جمعياتها العمومية كنقابة الصحفيين.
٨- اشراك الإتحادات الطلابية التي يقودها طلاب وطنيون في الجسم التنسيقي المنوه عنه أعلاه ، ودعم نشاط تكوين النقابات الفئوية، لاهمية الحركة النقابية في تنفيذ الاضراب السياسي العام.
٩- اهتمام الجسم التنسيقي بالرصد و جمع المعلومات وتبادلها و بناء قاعدة بيانات تمكن من تقييم سليم للموقف.
١٠- توسعة الجسم التنسيقي بصورة مستمرة حتى يستوعب كافة القوى الثورية المتفقة على التغيير الجذري، و التفكير في الاشكال الملائمة لتنظيمها وفقا لظروفها واوضاعها. و لا شك في ان هذا الجسم التنسيقي يجب أن يمثل فيه تنظيم اسر الشهداء ، والمفصولين من الخدمة المدنية و العسكرية ، والنازحين ، و منظمات المجتمع المدني الداعمة للتغيير الجذري.
١١- العمل مع منظمات المجتمع المدني الأخرى الداعمة للتغيير الجذري ، و تحديد كيفية تمثيلها و مشاركتها في الجسم التنسيقي.
و من المهم عدم توهم ان هذا الجسم سيولد مكتمل النمو وكامل العدد ، لأنه سيولد من نواة صلبة خارجة من معركة فرز و اعادة اصطفاف صعبة ، لا تسمح باستصحاب اشخاص كانوا ضمن معسكر المناضلين ضد الانقاذ ، لكنهم لم يستطيعوا تجاوز حالة السيولة التي تتخلق فيها عملية الفرز ، فسقطوا في براثن التسوويين الذين قادوهم لقبول الشراكة مع اعداء الثورة ، و تمكين القوى المضادة للثورة من احتوائها وتصفيتها. وان كان مثل هذا السقوط محزنا ، الا انه طبيعي في حالات الصراع الإجتماعي المعقد ، ولا يجب التساهل مع من سقط او التعامل معه بشكل عاطفي ، لأنه اختار معسكره بوعي و إن كان وعيه زائفا.
ومفاد ما تقدم ، هو ان التقدم في اتجاه المركز الموحد التنسيقي ، يستلزم الوعي بطبيعة الفرز الاجتماعي و عدم التخوف منه او التعامل معه بشكل عاطفي، وضرورة خوض معركته بوضوح، لخلق الاصطفاف الجديد، وبناء نواة المركز وفقا له، وتوسيعها عبر ضم المنظمات التي ترتضي الانضمام إليه في اطار عملية الصراع، كلما اتضحت طبيعة شراكة الدم الجديدة في الممارسة، وانفضحت أكاذيب التيار التسووي ودعايته اكثر.
يقيننا ان شعبنا قادر على بناء مركزه الثوري التنسيقي الموحد، لقيادة كتلته الحرجة القادرة على اسقاط نظام شراكة الدم الجديدة، و أنه طويل النفس وسديد الرأي وعالي الإرادة ، وواثق من النصر.
وقوموا الى ثورتكم يرحمكم الله!!!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …