خلاصة الحكمة
الرشيد احمد عيسى :
(نقيب الدراميين السودانيين)
(من يعلمنا خلاصة الحكمة.ويعلمنا كيف نعيش وجودنا الحق.عندئذ يكون الفعل التمثيلى بحق طقس من طقوس العبور من حال الى حال.من حال الجهالة الى المعرفة .من الظلمة الى النور.من الطفولة الى البلوغ والنصج..)
التمثيل فعل بحث عن الهوية.وهو بحث لايجد غايته الابان يفقده)
الانا والاخر ..ازدواجية الفن التمثيلى..د.صالح سعد..
الى استاذى ومولاى وسيدى ومعلمى هاشم صديق الملك..
الماعندو كبير يشوف ليهو كبير..
عندما تحاول الكتابة عن واحد من أعظم اساتذتك تهرب منك كل المفردات خاصة اذا كان معلمك شاعرا وكاتبا مسرحيا وممثلا كان له قدحا معلى فى بناء وجدان هذه الأمة ..ماذا وكيف وباى كلمات ستعبر عن عمق وثراء ماقدمه لشعبه..
ولاننى لست شاعرا..سأكتب عن أستاذى وماذا قدم على على المستوى الشخصى..
عندما قبلت فى المعهد العالى للموسيقى والمسرح فى العام 1981 ..كان هاشم صديق يدرس مادة دراسة وتحليل والمسرح السودانى ..درسنا هذه المواد فى الصف الاول والثانى..ولكن فى الصف الثالث كانت المفأجاة ..
اذا تولى أمر تدريسنا مادتى التمثيل والاخراج تلك كانت سنة التخصص ..كنا 21 طالبا فى تخصص التمثيل والاخراج..
كان المنهج الذى درسه لنا هو المنهج الذى تخصص فيه فى مدرسة جوان ليتلوود فى انجلترا فى E.St.15 تلك المدرسة التى تزامل فيها مع استاذنا يحى الحاج ابراهيم .استاذ انور محمد محمد عثمان..
كان عاما مفصليا ونحن ننتقل الى عام التخرج ..يرتكز منهج جوان على منهج التقنية النفسية.أو مدرسة المعاناة قسطنطين استانسلافسكى والذى يطلق عليه أيضا أعداد الممثل..
كانت التدريبات التى نقوم بها مع استاذنا هاشم ومساعده أستاذ السنى دفع الله..تبدا منذ السابعة صباحا وتستمر حتى الثالثة بعد الظهر…المنهج يرتكز على مستويين..العمل فى حقل الذات..
العمل مع ادوات الممثل الخارجية..الجسد..
العمل مع ادوات الممثل الداخلية..النفسى/الروحى
كل التدريبات المتنوعة كانت تنتهى الى الارتجال باعتباره السمة الاساسية فى تفجير الطاقات واكتشاف القدرات والعمل هلى تطوير ادوات الممثل الذهنية والنفسية والروحية..
تفاصيل مهولة كانت تجرى اثناء العمل فى هذا المنهج الذى ايضا يعمل الاكتشاف والتطوير..
سمة ايضا من سمات هذا المنهج وسيلة المعايشة التى تعمل على تطوير الممثل فى بناء الشخصية وتقمصها من هنا تبدأ حكايتى..
فى واحدة من أهم تمارين المعايشة كان لدينا تمرين المعسكر النازى ..
يبدا مشروع الارتجال بان يقدم الاستاذ قصة بسيطة
عن موضوع المعايشة ..ونعمل بعد ذلك على بناء المسرحية من خلال الارتجال..من خلال هذا التمرين نطور قدراتنا فى الخيال الذاكرة تركيز الانتباه الصدق .والاهم من ذلك مايسمى بالهيمنة والتى يقول قانونها.( مراقبة الشعور للاشعور بحيث لايعلم اللاشعور بانه مراقب من الشعور) وهذه عملية نفسية معقدة وهى اساس عملية التقمص والتى من خلالها يمنح الممثل ذاته للدور ولكن عليه الايتقمص تقمصا مطلقا لابد من مراقبة الانا شخصيتك الواقعية لذاتك التى تقوم بالدور لان انا الممثل لاتتحقق الا فى الذات..والممثل كمايقول توماسو سالفينى ..ممثل ايطالى..( الممثل يعيش حياة مزدوجة حياته وحياة الدور)على الممثل أن لايمنح ذاته بل عليه ان يراقب نفسه وقد تم تحديد هذه النسبة ب 75 مع الدور و25 للمراقبة..ولكن هذه امور يعود تحديدها للممثل..
ماأود ان أقوله هو أننى فى تمرين المعسكر النازى كنت قائدا لهذا المعسكر وقد صدقت هذه الشخصية طيلة ذلك التمرين الذى امتد ساعتان من الزمن.
بالأمس عندنا زيارتنا لاستاذى هاشم ذكر للشباب..كيف عانى هو والاستاذ السنى فى أخراجى من الشخصية..
أستاذى هاشم بعد هذا العام الذى تلقينا فيه هذا المنهج المهم كنت قد امتلكت ادواتى بوعى ومعرفة عميقة من خلال هذه التدريبات ..التى كانت خير معين لى فى منهجى فى تدريس فن التمثيل..
لولاكم سيدى ومولاى لما كنا..لولا محبتكم واخلاصكم وعملكم وتربيتكم لنا على تقاليد واحترام المسرح لما كان للمسرح ان ينهض ويتقدم..
نحن على طريقكم سنمضى لأعادة الحياة المسرحية ولننتزع حقوقنا ونعمل على تطوير ونهضة الدراما ..
لن تؤجل أحلامنا أكثر من ذلك..
شفاك الله وعافاك أستاذنا النبيل هاشم صديق..نراك قريبا معنا..
تلميذك
الرشيد أحمد عيسى..
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …