‫الرئيسية‬ آخر الأخبار صراع المال و العقل فى السودان
آخر الأخبار - يناير 6, 2023

صراع المال و العقل فى السودان

د. محمد صديق العربي :

معلوم النفق الذي دخل فيه السودان بعد قرارات الخامس والعشرين من اكتوبر من العام 2021م ومنذ ذلك التاريخ ويسير السودان داخلا فى نفق على امل ان يجد ضؤ فى اخره او مخرج جانبي حتى ولو كان مطلا على محيط مائي ، ولكن الوضع الان على الذين اتخذوا هذه القرارات ودخلوا فى هذا النفق بدأ لهم انعدام قلة وانعدام الاكسجين كلما ساروا فى هذا النفق، والظلمة والعتمة وانعدام الرؤية، وهذه العوامل جعلت الكل يتخبط ويصطدم بعضهم ببعض والكل يبحث عن النجاة والخروج من النفق بعدما حملوا معهم ما وجدوه داخل هذا الممر من ذهب وحلي ومجوهرات ولكنها بلا فائدة ان لم يجدوا المخرج الامن.
نشرت احدى الصحف المحلية مقالا عن زيارة عباس كامل مدير جهاز المخابرت العامة المصرية وورد فى المقال النصائح التى قدمتها مصر للبرهان بالتريث وعدم التعجل على امل ان يحدث اكبر توافق سياسي بين القوى المدنية المختلفة وبذلك تريد مزيدا من الفرقة والشتات، فجمع المكونات السياسية المدنية السودانية فى راي واحد، كمن يحاول صف مجموعة من الصيصان فى خط مستقيم وهى فى كامل وعيها ونشاطها، ولكن كما قال هشام عباس لن نتحدث عن الاتفاق الاطاري فاليمضى الرفاق فى المجموعات السياسية الموقعة عليه قدما ان كانت القوى المسيطرة على المشهد السياسي صادقة فيما تقول!
المخابرات المصرية تعمل فى السودان كاحد البخلاء حينما اشتري جهاز مسجل يعمل على اشرطة الكاسيت وكان معجبا ومزهوا به فقام بدسه والاحتفاظ به فى مكان آمن ولا كثر من ثلاثين عام وحينما اخرجه للاستمتاع به لم يجد اشرطة الكاسيت متاحة، وهاهو حال المخابرات المصرية ارسلت مولانا محمد عثمان الميرغني ليكون الفاعل والمؤثر فى المشهد السوداني ؟ فهل يجد اليوم عقول من يمنحونه الارض مقابل المشي عليها ؟ فهل اعرف من هو الميرغني كما كان يعرفه جدى ولن يكون صلاح قوش فعالا بعد مضي عام اخر كما تحتفظ به مصر على امل ان تستخدمه لاحقا ؟ الصراع الذي يدور لا يبعد من كونه صراع استخباراتي بمساعدة بنى جلدتنا، كما اعتقد الامارات متقدمة على مصر بمراحل بعيدة كالذي يملك المال بشراء احدث الاجهزة المطروحة مؤخرا والاستمتاع بها فى وقتها، غير البخيل الذي يحتفظ بها لوقت لاحق , ظهر قائد قوات الدعم السريع فى فيدوهات تم نشرها مؤخرا من دارفور ويبدو عليه الارهاق والتعب والاعياء وقال نحن تعلمنا وخاصة بعد فض اعتصام القيادة ، فهو صادق حميتى يتعلم بسرعة عكس البرهان الذي ظل جامدا ويقتله التردد ولا يعرف ماذا يريد او انه يحتفظ بمستشارين من الطراز القديم كاجهزة تسجيل تعمل على اشرطة الكاست ،وكذلك حركات دارفور التى ظلت ومازالت تغنى (كل القوى الخرطوم جوة) ثم ماذا بعد الخرطوم ؟! اليوم انتم بالخرطوم لماذا لم تنتقلوا للمحطة التى تليها من برامج سياسية فاعلة وبرامج تنموية واعدة ودراسات بان السودان يسع الجميع , وكما انكم فقدتم دارفور نفسها لن تستطيعوا الدخول او العيش فى دارفور فالواقع هناك يقول ان الدعم السريع مسيطرا عليها تماما كما ورد فى حديث حميتى فى احداث زالنجى قائلا لن يمنعنى احد الوصول والدخول اليها.
خلال اعوام قليلة مقبلة سوف تتغير التركيبة السكانية فى دارفور ولن سيتطيع احد سكان دارفور القدماء السير فيها بدون اوراق ثبوتية تثبت انه سوداني وسوف يظلون كالغرباء فيها فقد طاب لهم العيش فى معسكرات اللجوء وقد يطول امدهم فيها فالانسان الذي لا يغيير فى نمطية تفكيره لن يستمر وجوده، فعقلية الهامش والتهميش التى تم شحنها طوال العقود المنصرمة جعلتهم يعيشون دور الضحايا وما تمنى الانسان شيء الا واردركه ولن يكون المستقبل ارحم باهل دارفور من السابق فسوف يعيشون ضحايا نتيجة جراء سياسات قادة اتبعوهم واوردوهم موارد الهلاك فقد عرفهم قائد الدعم السريع ماهم الا متسلقى مستلذين بسلطة المال والسلطان.
وقد يطول الانفلات الامنى بالعاصمة والمدن الكبرى والسيولة الامنية المفرطة والغلاء الطاحن جراء سياسات الجباية وكل ذلك والبرهان يغض الطرف حتى لا يغضب قلة مناصرين له من يحملون السلاح ويشتركون مع البرهان فى فهم ان القوى من بيده السلاح ولكن حميتى متفوق عليهم جميعا بانه يعرف ماذا يريد واين يقف الان ولا يخشى من المستقبل بانتخابات مشتراة او بتحالفات او بتاييد شعبي حقيقي فالذين قتلوا في فض اعتصام القيادة لن يتذكرهم بعد عامين الا امهاتهم ، وكما ان عقلية الجيش بفهم البرهان لن تتقدم ظنا منه بانهم يمثلون بوابة الحفاظ على وحدة السودان، فالتقسيم واقع اليوم اكثر من اي يوم مضى، لا يستطيع فرض هيبة الدولة داخل اطراف العاصمة فما بالك بمناطق كاملة تسمى محررة وبذلك يسوق حميتى عبر الحملة الانتخابية بان الخرطوم سوف تكون اكثر امانا فى عهده وسوف يضرب مثلا بذلك المناطق التى تسيطر عليها قواته فى دارفور وكما قال محدثا قواته عليكم بالتعامل الصارم بمن يركبون الدراجات النارية ولا يستجيبون لتعليمات التوقف ويمثلون الانفلاتات الامنية فى درافور، وهذا ما يطلبه اليوم الكثير من اهل الشمال فقد ضاق بهم الحال من عمليات النهب والقتل في الطرقات والمحطات وبالمجان فهنيئا لك حميتى فالبقاء للذي يتعلم ولديه قابلية التعلم السريع.
اما الاحزاب السياسية الموجودة الان فلن يكون لها اي وجود فى مستقبل السودان القريب فهم ابعد من كراسي الحكم من العسكريين انفسهم فهم ايضا سوف يظلون كاشرطة كاسيت قديمة ولن يجدو اجهزة تسجيل يركبوا عليها ويعيدوا ما حملوه بداخلهم من احاديث مكرورة ووعود براقة مكذوبة.

د. محمد صديق العربي
5 يناير 2023م

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …