المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام : السلطات السودانية تمارس التعذيب ضد رجل أعمال معتقل

كسلا – الشاهد :

دعا المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام (ACJPS) السلطات السودانية للتحقيق العاجل في التعذيب المبلغ عنه السيد إدريس أحمد حمد ، وهو رجل أعمال يبلغ من العمر 33 عامًا يعيش في بورتسودان بولاية البحر الأحمر.

بتاريخ 17 يناير 2023 الساعة 09:00 صباحاً قامت مجموعة من رجال المباحث بولاية كسلا بشرق السودان باعتقال السيد حمد في سوق كسلا عقب وصوله من القضارف في اليوم السابق. كان الاعتقال غير قانوني لأن محققي الشرطة لم يكن لديهم مذكرة توقيف ولم يقدموا أسباب الاعتقال.

أثناء احتجازه لدى الشرطة ، تم استجواب السيد حمد حول قضية مسدس مسروق في ولاية القضارف الواقعة على بعد حوالي 223 كيلومترًا جنوب ولاية كسلا. ومع ذلك ، لا توجد سجلات لقضية رفعت في أي مركز للشرطة بالقضارف بخصوص المسدس المزعوم المسروق. تم احتجاز السيد حمد في ملجأ على سطح مبنى من قبل ثمانية محقق شرطة حيث زُعم أنه تعرض للتعذيب الجسدي والنفسي بما في ذلك الضرب .

في 17 يناير 2023 ، طلب السيد حمد الحصول على رعاية طبية بعد ملاحظته نزول دم أثناء التبول ، لكن طلبه رُفض. بعد ذلك بيومين ، في حوالي الساعة 03:00 مساءً ، تم نقله إلى مستشفى كسلا حيث تم إجراء الأشعة السينية والموجات فوق الصوتية ، وتم الإبلاغ عن النتائج. وأشار التقرير إلى أن السيد حمد كان يعاني من تورم في أجزاء مختلفة من جسده مثل الساقين والبطن، ثم أحاله الأطباء إلى أخصائي جراحة المسالك البولية ، لكن المحققين رفضوا ذلك ، وبدلاً من ذلك أعادوه إلى حجز الشرطة. في اليوم التالي ، في 20 يناير٠ ، نُقل إلى مستشفى راما داخل كسلا حيث أجرى الأطباء بعض الفحوصات وأكدوا إصابته بفشل كلوي ، وأمر على الفور بالبدء في غسيل الكلى.

يدعو المركز الافريقي لدراسات العدالة والسلام السلطات السودانية إلى الإفراج الفوري عن إدريس أحمد حمد في حالة عدم وجود تهم قانونية سارية المفعول منصوص عليها في القانون أو في حالة وجود مثل هذه الاتهامات، تقديمه على الفور إلى محكمة محايدة ومستقلة ومختصة. كما نحث السلطات على ضمان إجراء تحقيق فعال فيما ورد عن حمد من سوء معاملة وتعذيب. وينبغي أن يكون هذا التحقيق شاملاً وحيادياً بهدف العثور على الجناة ومحاسبتهم.

وإذ يحيط المركز علما بالتصديق على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة (UN CAT) وعملية الإصلاح القانوني الأخيرة ، ولا سيما إصلاحات العدالة الجنائية ، فإنه يحث السلطات الانتقالية على اعتماد عملية إصلاح شاملة لضمان التشريع بشكل كاف. يعرّف التعذيب إلى جانب العقوبات المناسبة بما يتماشى مع المعايير الدولية ؛ توفير الوصول الفعال إلى العدالة والتعويض المناسب لضحايا التعذيب ، وضمان إجراء تحقيقات محايدة وشاملة في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة من قبل سلطات الدولة. على السلطات التنديد صراحة باستخدام التعذيب من قبل سلطات الدولة لترهيب أو انتزاع اعترافات من الأشخاص المحتجزين لديها.
واصلت السلطات السودانية العمل مع الإفلات من العقاب ، وتعريض المعتقلين للتعذيب وسوء المعاملة في تجاهل تام للالتزامات بموجب اتفاقية مناهضة التعذيب التي صادق عليها السودان في أغسطس / آب 2021 ، حيث تعهد السودان بمنع ومقاضاة ومعالجة حالات التعذيب وسوء المعاملة. في سبتمبر 2021 ، وثق المركز الأفريقي لدراسات العدالة والسلام سوء معاملة ثلاثة أشخاص بينهم مدافع عن حقوق الإنسان من قبل الشرطة المجتمعية في الخرطوم. في 8 يناير 2021 ، وثق المركز العربي لدراسات العدالة والسلام التعذيب المزعوم لعز الدين حامد علي في أم درمان. وقد أصيب بجروح خطيرة في جسده بعد إطلاق سراحه وتعين نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. لسوء الحظ ، لم يخرج من المستشفى حياً. في 2 يونيو 2021 ، وثق المركز العربي لدراسات العدالة والسلام ما تم الإبلاغ عنه من اختطاف وتعذيب وقتل خارج نطاق القضاء للسيد محمد إسماعيل أبكر ، المعروف باسم “ود عكر” ، وهو ناشط شاب وعضو لجنة مقاومة في الجريف شرق. حي في الخرطوم.

ومع ذلك ، تقاعست الحكومة السودانية مرارًا عن ضمان إجراء تحقيقات سريعة وشاملة ونزيهة وفعالة في مزاعم التعذيب وسوء المعاملة ، وفشلت في ضمان سبل انتصاف فعالة أو تقديم تعويضات للضحايا.