زيارة إنجمينا والعيون على بانغي
د. محمد صديق العربي:
تعريف
تشهد افريقيا الوسطى عدم استقرار ومنذ العام 2013م بها اضطرابات امنية وحرب اهلية من قبل مجموعات مسلحة ولديهم ثلاث مجموعات متمردة على الحكومة شكلت بما عرف بجماعة سيليكا ، وهي جماعة مقاتلة وأغلبهم من المسلمين، واستولت على السلطة عام 2013م بعد دحرها للقوات الحكومية وتولى زعيمها ( دجوكوديا) الرئاسة كأول رئيس مسلم لهذا البلد الأفريقي، غير أنه استقال بعد دخول البلاد في حرب بين المسلمين والمسيحيين مما أدى لمقتل الآلاف خصوصاً من المسلمين واتهمت القوات الفرنسية حينها بالتحيز للمسيحين ضد المسلمين وذبح على اثرها مئات المسلمين وتناقلت فى حينها مقاطع فديوهات توضح ذبح المسلمين كالاغنام والرمي بهم فى حفر وعلى يد قوات ترتدى الزى العسكرى وبعدها ارسلت الامم المتحدة قوات حفظ السلام وسميت (مينوسكا) وكانت بمثابة ثاني اكبر قوة حفظ سلام تابعة للامم المتحدة فى العالم اذ يبلغ تعدادها 15 الف جندى و ثلاث الف شرطي ، وبميزانية تفوق المليار دولار سنويا وبالرغم من ذلك لم تتوقف الهجمات حتى على القوى التابعة للامم المتحدة وتم التمديد لهذه القوة وحتى نهاية العام 2022م ،ولم تصدر حتى كتابة هذه الاسطر فترة تمديد اخرى، واستعانت افريقيا الوسطى ايضا بالمليشيا الروسية المسماه فاغنر وقوات رواندية وصدت حركات التمرد وتم دحرهم تماما حتى لجأوا الى الغابات والاحراش.
مساحة جمهورية افريقيا الوسطى حوالي 623 الف كلم مربع ، عدد سكانها حوالى 5 مليون نسمة، لديها حدود مع السودان وتشاد ، يشكل المسلمون ربع سكان افريقيا الوسطى اي حوالى 750 الف نسمة ويشكلون الديانة الثانية بعد المسيحية، نصف المسلمون فيها مع حدود تشاد الجنوبية ولديهم امتدادات عرقية فى اقليم دارفور، بالمقارنة باقليم دارفور المجاور لها نجده اقل بقليل منها من حيث المساحة اي حوالي 500 الف كلم مربع ولكن تعداد السكان فيه يفوق سكان افريقيا الوسطى اذ يبلغ سكان الاقليم حوالى 6 مليون نسمة وعليه دخول اي قوات من هذا الاقليم لجمهورية افريقيا الوسطى سوف يقلب الموازين راسا على عقب بحسابات الحرب العادية والتى تفتقر للتكنلوجيا والتطور الحربي كما انه عُرف عن افريقيا الوسطى بانها من افقر دول العالم، ومنذ 2020م حققت انتصارات للقوات الحكومية ومليشياتها والتى تعرف (أنتي بالاكا) وهى مليشيا اغلبها من المسيحيين اسوة بمجموعة سيليكا ومستعينة بمجموعة فاغنر وقوات رواندية.
*تغيير الاحداث*
مع نهايات العام المنصرم وفى شهر نوفمبر بدات الاحداث تتغير على الارض بانتصارات عسكرية للمعارضة، اشرنا الى بعثة الامم المتحدة لحفظ السلام وموعد انتهاء فترة عملها وبالرغم من وجود مجموعة فاغنر الاكثر تدريبا ولديها القدرة على هزيمة جيش مثل جيش افريقيا الوسطى والمليشيات الاخرى المتحالفة معها والتى ضدها فحدوث التغييرات العسكرية يدل على:
1. قد تكون الاحداث الجارية حاليا هناك بغرض التمديد لبعثة الامم المتحدة وخاصة اذا علمنا بان بعض دول الاقليم مشاركة بقوات كبيرة فى قوات حفظ السلام فمثلا مصر من أكبر الدول المساهمة بقوات في بعثات الأمم المتحدة لحفظ السلام فهي من الدول العشر الأولى على مستوى العالم، والأولى عربياً ( الارتزاق النضيف) اذا يبلغ راتب الجندى المشارك بهذه القوات ما يعادل عشرين او ثلاثين ضعف ما يمكن ان يتقاضاه فى بلده وقد تزيد عن ذلك ومثال للمناطق الافريقية التى شاركت فيها القوات المصرية الكونغو ، كوت ديفوار ، الكنغو ، افريقيا الوسطى ، انغولا ، موزمبيق ، ليبريا ، رواندا ، جزر القمر ، سيراليون ، الكنغو الديمقراطية ، ليبريا ،بورندى ، الصومال واقليم دارفور.
2. كانت لفرنسا اليد المطلقة فى مستعمرتها افريقا الوسطى ولكن امتداد نفوذ الروس وفاغنر وشركات التعدين فى الذهب والالماس واليورانيوم جعلها تطمع بالمزيد وقد يكون لعب رجلها بالسودان دورا اساسيا فى عدم دعم الروس للقوات الحكومية ودعم المجموعة الاخرى بعد ضمانات مزيد من التمكين والتعدين وتضيق الجانب الفرنسي الاوربي وماتم تداوله مؤخرا باعتقال استخبارات الدعم السريع للفريق شكرت الله على خلفية الاتهام بتكوين مجموعات مقاتلة على الشريط الحدودى فالرجل متعهد تكوين مجموعات قتالية وتجيشها كما قام بانشاء المجموعة التى اعتقلته نفسها.
3. تدخل قوة خارجية جديدة وخاصة قبل اشهر قليلة تم قصف معسكر لمجموعة فاغنر وقوات حكومية بطائرة حربية وهذه القوة تعمل ضد النفوذ الروسي وتعمل على تقوية المعارضة بمقاتلين من جنوب تشاد واقليم دارفور وتداول الاخبار بمقتل عدد من السودانيين فى المعارك الجارية هناك.
*الخلاصة*
عليه نخلص الى سباق البرهان، حميتى نحو العاصمة التشادية يرمى الى المشهد الجيوسياسي بافريقيا الوسطى، فالبرهان يود تمديد بعثة الامم المتحدة ولابد من حراك جديد وعليه يتم التمديد ومزيدا من الرواتب الدولارية لا كبر دولة مشاركة بقواتها او لديه معلومات استخباراتية بتحركات نائبه الاقليمية ودعم العرقية التى ينتمى اليها وبذلك امتداد ابناء عمومته فى كل من النيجر ومالى وافريقيا الوسطى ومستقبلا تشاد ومن ثم السودان فالاخير الان بين كماشة وتخطيط نائبه باستلام السلطة وذلك بانتخابات حرة ونزيهة، فقد مكنه عمل سنتين كرجل الدولة التنفيذي الاول والثاني سياديا من تمكين عرقيات من خارج السودان والحصول على الجنسية والاوراق الثيوتية السودانية وفيهم من لا يتحدث اللغة العربية وفيهم من يحمل الجواز الفرنسي ولا شماتة فى اهالي دارفور ومجموعاتهم المقاتلة التى حملت السلاح سوف ياتى عليهم زمان لن يستطيع الدارفورى السكن فى اي ارض باقليم دارفور او ممارسة النشاط الزراعى او التجاري بها وعليهم التوجه والسكن فى دار جلابة او الهجرة.
سوف يشمت الجميع من رئيس( الغفر) بمسمى عضو مجلس سيادة والذي يتجول مع من يحمر له (بصلة الكشنة)، ولن يصيب قادة ومدافعي عن حقوق الهامش والمهمشين ضد ابناء الشريط النيلي اي تعب او نصب فيها فقد اشتروا الفلل الفخيمة بدول اختاروها وارسلوا ابناءهم اليها وعلى ساكني معسكرات اللجوء والنازحين الاستمتاع بغبرة فارهات قادة المهمشين والى حين.
د. محمد صديق العربي
2 فبراير2023م
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …