تسويق الوهم
حمزة بشير حمزة:
العملية السياسية هي صناعة توازن للقوى الفاعلة فيها
١/ مجتمع دولي واقليمي متعدد ومتقاطع المصالح الاستقرار الأمني والسياسي ورفاه وحقوق انسان السودان آخر اولوياته
٢/ قوى عسكرية ترى في التحول المدني الديمقراطي تجريدا من امتيازات القوى والسلطة (منجاة ومطمح)
٣/ قوى سياسية لا تملك تشخيص لازمة الدولة السودانية تتوهم الحلول ولا تملك أدوات الضغط الكافية لترجيح ميزان قوتها ومتقاطعة في مصلحتها تجاه التغيير تفترض أن استعادة السلطة كفيل بوضع السودان في مسار التحول المدني الديمقراطي وتعتمد على وعود المجتمع الدولي الذي يمارس اللعبة وفق قواعده وبناء على مصلحته
يمارس العسكر لعبتهم المفضلة في المماطلة والتعطيل والاجهاض وفق مناهج استراتيجية بينما يمتلك المجتمع الدولي سياسة الجزرة والعصا
قبول اي مشهد ما يعتمد بالضرورة على إرهاق الجماهير وتشتيت انتباههم بخلق بيئة اشغال جديدة عبر الخنق الأمني والاقتصادي حتى تبلغ القلوب الحناجر ويزيغ البصر ونتوهم الحلول.
على مستوى بنية العملية السياسية فقد بنيت بتمامها منذ توافق الفاعلين فيها. ما يحدث ما هو إلا تقبيل للمنتج
بنيويا بنيت بهيكلية سياسية مقلوبة بدا بدستور نقابة المحامين وعديد البنود والتعديلات التي أضافها العسكر ولم تظهر للعلن ثم الاتفاق السياسي الذي وقع عليه الاتحادي والشعبي وتمت تخبئته
ثم الاتفاق الإطاري الذي أقيم علي منهج البحث عن السلطة وتوهيم الجماهير بذهاب العسكر للثكنات وهم ممسكين بأهم قضية – اصلاح المنظومة العسكرية – ويمتلكون الاستقلالية الكاملة في كل ما يخص الجيش مع تصدير مشهد عدائي بين الجيش والدعم السريع قابل للانفجار بصورة كبيرة جدا
بينما لم يصل إلى اية صورة واضحة ومتوافق عليها حول القضايا الرئيسية غير تأجيلها واغراق السلطة التنفيذية بمزيد من المهام تلهيها عن وضع القواعد اللازمة لوضع السودان في مسار التحول المدني الديمقراطي مما يجعلها هدفا يصوب عليه الجميع سهامهم ويتيح للانقلابيين إعادة ترتيب صفوفهم وعمل التفاهمات اللازمة مع المجتمع الدولي عبر رعاية مصالحه ومكاسبهم التي جنوها من تفتيت القوى الثورية مما يجهض تماما مشروع الثورة
لكل من يرى في الإطاري او العملية السياسية الجارية فرصة لإخراج البلد من ازمتها أن يستدعوا الأحداث السودانية منذ الاستقلال وتحليل اخفاقاتها واسقاط نناتج التحليل على واقع اليوم مع الوضع في الاعتبار زيادة التعقيد في المشهد وتناسل الأزمة سيجد أننا نعيد منهج الحل بكل ادواته ونفس خيباته
لا تجعلوا من تعقيد المشهد وسؤ الواقع مطية لحلول متوهمة لا تستند على تحليل علمي يشخص الأزمة ويساعد على ابتدار الحلول وخلق الأدوات اللازمة لتحقيقه
اخيرا العملية السياسية برمتها خلقت تموضعا تنافسيا بين القوى الثورية فيما بينها والقوى الانقلابية بالتالي أنتجت صراع بين أدوات التغيير و البناء فيما بينها وادوات الهدم في آن واحد الذي بالضرورة في أفضل حالاته سيطيل أمد الأزمة وحالة اللا يقين.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …