هواء طلق : كن أي شيء و لا تكن كوزا و لا جنجويدا و لا مرتزقة

فتحي البحيري :

عندما يجتمع الله والناس على كراهية ولعنة من يفعل فعلة ما فإنك عزيزي القارئ الكريم مطالب أخلاقيا وانسانيا ووجدانيا وحتى غريزيا بالابتعاد عن الاتصاف بهذه الفعلة وعن من يتصف بها بعد السماء عن الارض ولا توجد فعلة أتفق الله والناس على لعنتها ولعنة من يرتكبها أشد من جريمة إزهاق الأرواح واراقة الدماء بغير حق وهي الفعلة التي يتوافق عليها منهجيا … وان اختلفوا حول المغانم النتنة بعض الوقت .. الكيزان والجنجويد والمرتزقة

ومنذ انقلاب 25 أكتوبر المشؤوم او اللحظة التي يصفها البعض بإعادة الكوزنة ReKizanization
للدولة أصبح واضحا ان هذا الثالوث الشرير ماض في التحالف العميق والجذري ضد أشواق وتطلعات السودانيين ولا يمكن بعد تلك اللحظة على الأقل النظر لأي من هؤلاء بغير عين الادانة والتجريم الصارم الجاد

يضع القانون الدولي تعريفات وتوصيفات واضحة وقاطعة لجريمة المشاركة الارتزاقية في الحروب بواسطة جهات او أفراد ليسو طرفا في تلك الحروب وهناك جهات سودانية للاسف الشديد تورطت في مشاركات موثقة في حروب اهلية في اليمن وليبيا وجنوب السودان وتورطت نفس هذه الجهات في جريمة الانقلاب التي سيأتي اليوم الذي تعرض فيه للمحاكمة العادلة وان أبى البعض واستبعد البعض وتغاضى عن ذلك البعض.

معلوم ان هناك سودانيون فضلاء شرفاء والماجد انضووا (بنية النضال المشروع ضد ديكتاتورية الكيزان) حينا من الدهر تحت لواء هذه الحركات التي تورط بعض قادتها في الارتزاق ثم في انقلاب إعادة الكيزان … لكن هؤلاء الشرفاء الاماجد مطالبون بإلحاح الآن للتبرؤ من هذه الحركات التي لا يستطيعون ان ينفواعنها وصمة أنها صارت حركات انقلابية وحركات مرتزقة وجنجويد بامتياز

ومن نافلة القول أيضا ان اي صراع حقيقي او مفبرك بين أي من أضلاع هذا الثالوث الملعون لا مكان فيه مطلقا للثوار الحقيقيين ولا لأصحاب المبادئ ولا حتى لأي سياسي حاذق ومحترم يخشى الوقوع في التناقض او الخيانة او ما هو أضل واخزى

لا يوجد هناك مبرر لارتداء قبعة الجنجويد بذريعة القضاء على الكيزان ولا العكس ومساعدة مجرم على الامعان في الإفلات من العقوبة وتمكينه من ارتكاب مزيد من الجرائم والفظاعات هو في حد ذاته جريمة بشعة لن يجدي ازايها اي تبرير مهما كان

واعلم عزيزي القاري ان المرء يكون كوزا او جنجويدا او مرتزقة اذا تحالف مع أيا منهم سرا او علانية ولو لمدة 10 دقائق فإن فعل فهو من القتلة فهو من القتلة فهو من القتلة و(غضب الله عليه ولعنه واعد له عذابا عظيما) وأرواح شهداء هذه الثورة هي … الى الأبد … مهمة.