هواء طلق … الراحلون إلى حميدتي … انظروا هذا ثعلب بذيل !!
فتحي البحيري :
القصة مشهورة وواضحة المغزى … تلك التي وجد فيها ثعلب مكار ذنبه مقطوعا بغتة ولم يهتم حينها الا بتعليقات زملائه من الثعالب وسخريتهم من النيولوك الذي سيظهر به عليهم واهتدى بمكره الخبيث إلى حيلة.
انفرد بأحد هؤلاء الرفاق وحكى له عن السعادة الرهيبة التي وجدها واحس بها بعد أن قطع ذيله … ولم يزل به حتى أقنعه أن يجرب هو الآخر الطعم المدهش لهذه السعادة ولكن المسكين اكتشف بعد فوات الأوان ان الأمر وهم لانهايي عريض وأنه لا توجد اي متعة ولا سعادة ولا شتين … بذنب مقطوع
فما كان من الماكر الأول الا أن (جنده) لتنفيذ ما بقى من الخطة اللئيمة وقال له … الان انا وانت الوحيدان هاهنا باذيال مقطوعة … ولكيلا يضحك علينا بقية رفاقنا ويسخروا منا … يجب أن نجتهد في إقناع أكبر عدد ممكن منهم بأن يقطعوا اذيالهم مثلنا!
وبالفعل انخرط الثعلبان الماكران في ورش سياسية واجتماعات ومخاطبات ولقاءات تمخض عنها آخرة المطاف ان معظم الثعالب بالناحية أصبحت مقطوعة الذبول. وصارت تتنادى بدهشة وذهول ومجون كلما تراءى لها ثعلب غير مقطوع الذيل .. ان انظروا انظروا … هذا ثعلب بذيل !
من المشاهدات غير المنكورة ان معظم من تواصل واتصل بقائد الدعم السريع حميدتي بعد يونيو 2019 قد تحسنت اخوالهم المالية بشكل مذهل .. سواء كان بالانخراط المباشر في قواته او الانضمام الصريح إلى مليشياته الإعلامية التلميعية او “الحليفة” المغلظة انه لم يشارك قط في مجزرة فض الاعتصام او غير ذلك من ألوان التواصل والاتصال الخفي وشبه الخفي … وتحدث الناس عن احزاب تتمول قياداتها بشكل شهري من رجل البر والاحسان حميدتي
ليس معنى هذا ابدا ان كل من يدعوك إلى حميدتي هو بالضرورة راحل إلى هناك لأجل المال فثمة مبررات موضوعية جعلت الكثير من الصادقين والمبدئين ييأسون من إمكانية تحقيق نصر نهائي وكلي على الفلول والكيزان الا بهذا التواصل والاتصال ويضرب واحدهم لك الأمثال (اذا انت ماشي في الطريق لامر هام عربيتك تعطلت وتبرع شخص من نفسه أن يدفرك وقبل كده كان دقشك .. تقول ليهو دقشتني قبل كده ما تدفرني ؟؟ )
والمعنى ان المنطق بحسب هذا المبدئي الصادق يفرض عليك ان تقبل الاستعانة بالذي دمر عربتك سابقا في تحريكها حاليا لا سيما وأنك أمام خصوم كثيرين متعددين مدججين بالسلاح جميعهم لكن هذا المثل المضروب يفترض للاسف الشديد ان هذا المتبرع بالمساعدة قد دمر عربتك في السابق فضاءا وقدرا وبغير إصرار ولا ترصد ولا سوء نية ولا شتين … ويفترض أنه يهرع لمساعدتك الان محبة محضة لمحض الخير … وهاشمية سااااي … او على الأقل ان نيته وقدرته على تحريك عربتك بعد اصلاحهها في اتجاهه هو أضعف بكثير من نيتك وقدرتك على تحريكها في اتجاهك وهذه كلها أوهام لا يشتريها فطن حصيف حتى لو كان طفلا في الحضانة او التعليم قبل المدرسي
نقول أنه لو اجتمع 70 رجلا وحزبا وكيانا والخ لميقات حميدتي وكان فيهم 67 جاءوا للحق والوطن والحقيقة و3 فقط بفهم (عشان تستفيد ) وهي نسبة “يعكسها” الواقع المعاش وطبايع الاشياء وجاذبياتها كما ترون … لأصبح هؤلاء ال67 مطالبون منطقيا ان يقدموا اغلظ البراهين والأدلة على أنهم لم يحملوا في هذا الميقات لوزارا من زينة القوم ودولاراتهم المنهوبة من موارد السودانيين والمغموسة في دمهم الطاهر الذكي …. ثم لم يكن هناك جناح على من اختاروا عدم تصديقهم بعد ذلك
ونقول انه كيف تريد أن تنتصر على الكيزان بمؤسسة الدعم السريع التي لا تزال كيزانية التكوين من أخمص قياداتها إلى قمة قاعدتها؟ ولا حاجة لايراد الأسماء الضاربة الجذور في التعذيب والقتل وما هو انكى من القيادات الكيزانية داخل الدعم السريع … وتريد أن تنتصر بمن على من ؟ والأهم من ذلك كله ان الانتصار على كيزان النهب والفساد لا يكون مؤزرا اذا تم بكيانات غارقة حتى اذنيها في النهب والفساد والانتصار على كيزان القتل والابادة لا يمكن ان يتم اصلا باجسام منشؤها وضبط مصنعها لقتل والابادة
ونقول ان الغرض من مسرحيات اقتراب الاكشن بين مليشيات الانقلاب فيما بينها الغرض منه التسويق لتسوية لا تخدم غير اهل الانقلاب والغرض منها دفع السودانيين دفعا أما للرحيل الى الكيزان ممثلين في حميدتي او إلى الكيزان ممثلين في برهان …. وهيهات هيهات لما يمكرون
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …