هواء طلق … هل يسعى السيد فولكر لإعادة تمكين الذين يهددون بقتله؟

فتحي البحيري :

قامت الثورة السودانية بالاساس ضد اولئك الذين يستسهلون قتل الناس بغير الحق انتصارا لمصالح ضيقة أو انطلاقا من مشاعر مريضة وطرائق تفكير مهووسة وعندما يطالب الثوار الاماجد والثائرات الاماجد بالقصاص من حميدتي وبرهان وبقية القتلة بإصرار مدهش عظيم وعبر عمل منهجي دؤوب لا يكل ولا يمل وقد كان في المتاح استخدام أقل من واحد في المائة من هذه الطاقة لإنجاز أخذ هذا القصاص العزيز باليد …ولكن لأنهم عرفوا بصدق وبعمق ماذا يريدون بالضبط اختاروا الطريق اللاعنفي الآمن الأمين لأنه هو حصريا ما سيقودهم في اخر المطاف إلى تحقيق أهداف هذه الثورة المجيدة

وبالمقابل …. فإن واجهات وجيوب وفلول النظام السابق (من الفسدة والقتلة والمتطرفين والمهاوييس والمجرمين مدفوعي الأجر مقدما) يختارون دائما طريق العنف وسفك الدماء والتهديد به كلما شعروا أن مملكة مصالحهم التي شيدوها خلال سنوات النظام السابق مهددة بالزوال والامحاء إلى غير عودة

وليس شيئا من ذلك بمستغرب ولكن المستغرب أن يكد السيد فولكر ويكدح هو وبعثته ولجنته الثلاثية او التساعية ( لا لتأييد الأمر السوداني الواقع الآن والمتمثل في قدرة الثورة والثوار على الصمود كل هذا الوقت برغم ما تعرضت له من مجازر مهولة وخذلانات وخيانات ومؤامرات أشد هولا وانما ) لدعم وتاييد ذات الفلول والجيوب والواجهات العنفية الإرهابية التي جؤؤت على التلميح علنا بنيتها في قتلها لانها تطمع ببساطة في ان تنال اكثر مما أعطاها اتفاق العملية السياسية الذي تم تصميمه بالأساس لإنقاذ انقلابهم على الثورة المجيدة في 25 أكتوبر المشئوم قبل عام ونصف تقريبا فتأمل بالله عليك عزيزي القارئ هذه المفارقة

ستندهش اكثر وأكثر بعدما تعرف انه تم منح جهاز أمن هؤلاء المهاوويس سلطة الاعتقال المنافية لبديهيات حقوق الإنسان الأمر الذي يشكل اكتمالا واضحا لعودة النظام السابق ودون اي خجل او مواربة وعلى مراى ومسمع من فولكر ولجنته ومجتمعه الدولي بأسره

وعزاء الثورة والثوار ان كل هذا الضجيج حبر على ورق او بندق في بحر على احسن تقدير … وان الحقيقة والواقع هي انتصار يومي متراكم ومتصاعد لهذه الثورة السلمية العظيمة المجيدة وانكشاف وانفضاح يومي متصاعد ومتراكم لكل جهة ادمنت خيانتها وخداعها والغدر بها.