الوضع الراهن نتيجة حتمية لكل سياسات نخبة ما بعد البشير:

د. معتصم أقرع :

الاختناق السياسي الراهن لم يهبط فجأة من سماء فما هو الا الثمرة الطبيعية لبذرة الأخطاء الفادحة التي ارتكبتها القيادات منذ يوم سقوط البشير قبل وبعد انقلاب نوفمبر 2021.

إضافة للفرصة التاريخية التي وفرتها الثورة واهدرها الطاقم السياسي الذي قاد من داخل وخارج الحكومة. نجم عن اخطاء التوجه علي سبيل المثال تقوية الدعم السريع وحماية الجنرالات من المحاسبة وسلام جوبا الابتزازي الاستسلامي وتعيين أهل الميليشيات المسلحة من مداومين ومرافيت في اعلي مناصب الدولة حتى صار السودان الدولة المهزلة التي تصرف من موازنتها ملايين الدولارات علي ميليشيات مسلحة وجودها في حد ذاته هو نفي لمفهوم الدولة.

وللأسف حينما انهمك زارعو بذرة الفشل في التأسيس للكارثة صفق لهم الكثير من المتعلمين وقادة الرأي باسم التفاؤل الأهبل ووفروا لهم مظلة حماية سمحت للبذرة ان تكبر وتمد جذورها وحين اكتمل نمو بذرة الكارثة سكت التفاؤليون وكأنهم لم يتورطوا في انتاج المأزق الحالي بتبرير سياساته حينها أو بالسكوت الفصيح أو بالتشكيك في سلامة الآراء التي حذرت من طريق الشيطان.

والان نفس المجموعات التي صنعت الفشل من جنرالات وميليشيات وأحزاب ومثقفين حولهم كلفوا انفسهم بإخراج السودان من الجب الذي حفروه اسفل جب البشير وبنفس العقليات والافتراضات والأفق المعطوب.