آخر الأخبار - الرئيسية - أبريل 26, 2023

رايات كاذبة

فتحي محمد الحسن:

في الحرب الدائرة الان في البلاد تستخدم رايات كاذبة عديدة… كل طرف يرفع شعارات براقة يبرر بها حربه ويحاول بها التغطية على أهدافه الحقيقية واستمالة الرأي العام الي صفه.
برز الخلاف بين البرهان ونائبه حميدتي بعد فشل انقلابهما على الحكومة الانتقالية في أكتوبر ٢٠٢١ حينما واجه الشارع انقلابها بجسارة وعزيمة غير مسبوقة أحكمت عزلة الانقلاب الي حد عجزه عن تشكيل حكومة بأي كيفية حتى الآن. هذا الفشل تسبب في بروز تناقضات الطرفين وتحولها الي خلاف علني عبر عن نفسه بوضوح بعد بدء العملية السياسية… ومع أن الطرفان وقعا مرغمين على الاتفاق الاطاري فقد سعى كل منهما لتوظيف هذا الاتفاق ضد الآخر ففي حين أعلن حميدتي دعمه لانسحاب الجيش من السياسة صرح البرهان أن أهم ما يدفعه لدعم الاطاري هو نصه علي دمج الدعم السريع في الجيش … من هنا بدأ توظيف الرايات الكاذبة والخداع الإعلامي
رايات البرهان الكاذبة:-
—————————-
مع دخول العملية السياسية مراحلها الأخيرة تصاعد الخلاف بين الطرفين وتعثرت ورشة الإصلاح الأمني والعسكري في الوصول إلى اتفاق حول تفاصيل عملية الدمج في الوقت المحدد وبدأ البرهان وابواقه في التشديد على على أهمية وجود جيش واحد في البلاد مع تكرار القول إنه لا توجد دولة محترمة بجيشين . وهو قول صحيح بكل تأكيد لكنه كلمة حق اريد بها باطل فالبرهان أراد استغلال نصوص الاتفاق الاطاري للتخلص من خصمه ووضعه تحت ابطه والبرهان نفسه هو من الغي المادة ( ٥ ) من قانون الدعم السريع التي تجعل الاخير يخضع لقانون القوات المسلحة وبذلك جعلها قوات مستقلة مما سمح لها بالتمدد والنمو دون حسيب أو رقيب. والبرهان نفسه هو من رفع حميدتي الي مجلس السيادة كنائب له وأطلق يده في ملفات سياسية و اقتصادية عديدة وحينما كانت انتقادات الشارع للدعم السريع تتصاعد وهو يهتف العسكر للثكنات والجنجويد ينحل كان البرهان يدافع عنها بوصفها قوات نظامية ولدت من رحم القوات المسلحة وكان جنرالات اللجنة الأمنية يرفعون من قدرها في لقاءات جماهيرية موثقة
لم يتذمر البرهان وجنرالاته من تجاوزات الدعامة بحق ضباط رفيعين في الجيش ناهيك عن تجاوزاتهم بحق المدنيين في مناطق ومناسبات عدة
اذا الدعم لم يظهر كقوة موازية فجأة ولم يصبح مليشيا بين يوم وليلة فتلك حقيقته منذ تكوينه قبل عشرين سنة لكن البرهان وجنرالاته لم يروه كذلك الا بعد أن دب الخلاف بينهما فموقفهم من الدعم ليس مبدئيا وانما فرضته ملابسات الصراع بين الطرفين
رايات حميدتي الكاذبة:-
——————————-
منذ بداية العملية السياسية أعلن حميدتي دعمه لها ودعمه لخروج الجيش من السياسة نكاية في البرهان ومتهما إياه بإعادة الفلول وتمكينهم . ومع اندلاع الحرب أعلن أنه يقاتل من اجل التحول الديمقراطى والدولية المدنية….. في واقع الأمر لا يتحلي حميدتي بأي درجة من الايمان بهذه المبادئ بل إنه لا يؤمن الا بمبدأ القوة لذلك عمل على مضاعفة عدد قواته وتضخيمها بسرعة كبيرة وحميدتي نفسه كان الاعلي صوتا في الصراع مع دعاة المدنية ممثلين في قوي الحرية والتغيير وهو الذي أقسم الا يجلس معهم ابدا في طاولة واحدة في تمهيد صريح لانقلابه هو والبرهان علي الحكومة الانتقالية وهو يعلم أن سجل قواته حافل بالقمع ومعاداة الحركة الجماهيرية
في هذه الحرب التي تدور حول السلطة والثروة والسيطرة وتهدف في حقيقتها الي تصفية الثورة وأهدافها وتبديد حلم الدولة المدنية كل ما يقوله الطرفان ليس سوي أكاذيب للتضليل وتبرير الحرب بهدف نبيل لكن ذكاء جموع شعبنا ومعرفتها بتاريخ كلا الطرفين وتكوينهما المعادي للديمقراطية والمدنية كشف خداعهما وخداع ابواقهما وراياتهم الكاذبة .

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …