ماذا فعل الجبير في الخرطوم؟!
تعد زيارة وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي، عادل الجبير، واحدة من أبرز الأحداث التي رافقت حفل التوقيع أمس السبت وظهوره في مؤتمر صحفي مع إبراهيم الأمين عضو قوى التغيير وصلاح عبد الخالق من المجلس العسكري بجانب الوساطة الافريقية والاثيوبية.
الجبير تعهد بدعم بلاده للسودان في المرحلة المقبلة متحدثاً عن علاقات وثيقة بين الدولتين وهو ما أعطى أملا للعديد من الخبراء الاقتصاديين، أن الرياض لن تدير ظهرها للحكومة الانتقالية كما فعلت مع حكومة الرئيس المعزول عمر البشير.
وتعزز تصريحات القيادي في قوى التغيير، إبراهيم الأمين، من صحة تقديرات الخبراء حول وجود أرضية مشتركة بين القوى المدنية والسعودية، سيما بعدما صرح محمد ناجي الأصم عضو سكرتارية تجمع المهنيين أن سحب الجنود السودانيين من اليمن «غير وارد » أي أن قوى التغيير لا تعطي أولوية لهذا الأمر في الوقت الراهن وذلك في يوليو الماضي.
مع وضع اقتصادي متدهور في البلاد وصعوبة تأمين السلع الأساسية بعد سقوط البشير في أبريل الماضي حصل السودان على مساعدات سريعة لا تزال مستمرة حتى الآن بقيمة 3 مليارات دولار مناصفة مع أبوظبي والرياض، حيث أودعتا نصف مليار دولار في البنك المركزي السوداني .
تطرح قوى ليبرالية ويسارية مطالب بإقامة علاقات خارجية متوازنة وتتزامن هذه المطالب مع ذروة استقطابات في منطقة الخليج بين السعودية والإمارات من جهة ودولة قطر من جهة أخرى، وفي هذا الصدد قال ابراهيم الأمين عضو قوى التغيير للصحفيين أمس إن « إيران تهدد أمن البحر الأحمر والسودان عضو فاغل لضمان أمن المنطقة ». هذا التصريح يؤكد مساندة قوى رئيسية داخل قوى التغيير للرياض سيما مع التقاء المصالح بينهما في تفكيك الأنظمة الإسلامية حيث حفلت بعض وسائل الإعلام الخليجية من السعودية والإمارات اليوم الأحد بعناوين تشير إلى وداع عهد الإخوان في السودان في إشارة إلى نظام البشير.
تصريحات الجبير في الخرطوم وظهوره في مؤتمر صحفي مشترك تحمل رسائل للعديد من الأطراف الإقليمية مقترنة مع تصريحات عضو المجلس العسكري الفريق أول صلاح عبد الخالق الذي شن هجوما على الجماعات الحوثية ووصفها بالفئة الباغية وعبر عن قلقه من أن السودان يشعر بالخطر من تهديد هذه الجماعات أمن السعودية، مشددا على أن « الرياض تعتزم تحقيق السلام في اليمن لكن الفئة الباغية ترفض ذلك ».
ومع هيمنة العسكريين على مجلس السيادة في الشهور الأولى من الفترة الانتقالية ترجح كفتهم في إحداث تقارب مع السعودية وبالتالي لا مفر لقوى التغيير من الانحناء للعاصفة كما يقول أحمد مختار المحلل في العلاقات الدولية والذي يعتقد أن « السودان عمليا في المحور السعودي وفي ظل الأزمة الاقتصادية لا مفر من استمرار الخرطوم في هذا الحلف » .
ويرى مختار أن « المحور السعودي لا يعني تكرار سياسات نظام البشير ويمكن إدارة علاقة متوازنة حال تعيين وزير الخارجية شريطة التناغم مع مجلس السيادة خاصة الجانب العسكري من هذه الهيئة الانتقالية العليا التي تتيح لها الوثيقة الدستورية التأثير على العلاقات الخارجية».
ويضيف مختار أن « الدول تبنى بالتراكم لا الانفعالات.. أن تضع مصالح بلادك فوق كل شيء لكن محتار يظهر قلقه من عدم تناغم العسكريين مع المدنيين خاصة مع تباعد الشراكة الإعلامية والسياسية حتى الآن رغم محاولاتهما الظهور بشكل مختلف ».
يحتاج السودان إلى مليارات الدولارات لتحسين اقتصاده المنهك وإنشاء بنيات تحتية ولم يتوانى إبراهيم الأمين عضو قوى التغيير من الدعوة إلى استثمارات دول المنطقة في السكك الحديدية على البحر الأحمر قال ذلك وبجانبه يجلس عادل الجبير وزير الخارجية السعودي على ما يبدو أنها دعوة صريحة للارتقاء بالإستثمارات السودانية والسعودية، فيما يوضح مختار أنه « لا غضاضة في الاستثمارات والارتقاء، لأن السودان بحاجة إلى مساعدات طارئة تخرجه من دائرة الفقر والأزمة الاقتصادية ».
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …