‫الرئيسية‬ آخر الأخبار البشير داخل قفص الاتهام بعد 3 عقود في الحكم
آخر الأخبار - تقارير - أغسطس 19, 2019

البشير داخل قفص الاتهام بعد 3 عقود في الحكم

 

 

“تلاتين سنة بترقص الليلة رقصتنا”، هكذا احتفل المعتصمون رقصاً في الحادي عشر من أبريل الماضي، قبالة المقار الرئيسة للجيش السوداني بالعاصمة الخرطوم، عشية إطاحة الجيش بالرئيس المعزول عمر البشير.

اليوم الإثنين وبعد ثلاثة عقود من حكمه نُقل البشير 75 عاماً من سجن كوبر، إلى محكمة بالخرطوم، لمواجهة تُهم تتعلق بالفساد المالي، رغم أن البشير وحزبه المؤتمر الوطني لطالما أنكروا وجود فساد في دواوين الدولة وكانوا يطالبون بإثبات ذلك بالوثائق.

تهمة الفساد المالي الموجهة للبشير والتي توجه لأول رئيس في تاريخ السودان، تنضم لقائمة طويلة من التهم الخطيرة، أبرزها تلك التي وجهتها له المحكمة الجنائية الدولية، وهي ارتكاب جرائم حرب والإبادة الجماعية والتطهير العرقي، خلال الحرب التي اندلعت في إقليم دارفور، غربي البلاد سنة 2003.

استولى البشير على السُّلطة في البلاد بعدما انقلب على النظام الديمقراطي عبر انقلاب عسكري مدعوم من الحركة الإسلامية في 30 يونيو 1989، وفي اعتراف نادر قال عرّاب الانقلاب، وزعيم الإسلاميين التاريخي الراحل، د. حسن الترابي، للبشير، تعليقاً على كيفية التخطيط للانقلاب، “إذهب إلى القصر رئيساً وسأذهب أنا لكوبر حبيساً”.

وفي عامي 2009 و2009 أصدرت محكمة الجنايات الدولية مذكرتي توقيف بحق البشير، بمعية عدد من قادة حزبه، بينهم وزير الدفاع الأسبق، عبد الرحيم محمد حسين، ومساعد البشير السابق، أحمد هارون.

لكن، محاكمة البشير بتهم الفساد المالي لا تلق صدى لدى النازحين بولايات دارفور، مقروناً بحجم الجرائم المتهم بارتكابها هناك.

يقول نائب الأمين العام لشباب النازحين واللاجئين في دارفور، آدم عبد الله جمهوري، “محاكمة البشير بتهم الفساد شيء هزيل، مقابل آلاف الأرواح التي أزهقها بدارفور، هذه الماحكمة لا تعنينا في شيء، هي مجرد سيناريو أعده المجلس العسكري لتبرئته لاحقاً”.

ويضيف جمهوري لـ”الشاهد”، ” إذا كانوا يريدون محاكمته حقاً، فعليهم إرساله إلى مقر المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، هو وكل من تورط في قتل الأبرياء في دارفور”، موضحاً “محاكمته بتهم الفساد، لا تشف غليلنا ولا تعني أن أمراً جديداً قد حدث”.

مقابل تهم الفساد المالي التي تلاحق البشير، والتي تبلغ عشرات الملايين من الدولارات والتي قال الإدعاء إنها وجدت بمنزل البشير، أعدم نظامه في عام 1990 أحد الشباب السودانيين، مجدي محجوب، بتهمة حيازته النقد الأجنبي، بملغ لم يتجاوز بضعة آلاف دولار.

وقال البشير في حوار مع مجلة المصور نشر في 7 يوليو 1989 إن الفساد في عهد حكومة رئيس الوزراء المخلوع، الصادق المهدي، كان هائلاً بل وبصورة خرافية، كان فساداً مدمراً لا يمكن أن نغفره”.

وأضاف إن “غفرنا لهذه الجرائم وجعلناها تمر دون عقاب فسوف يكون ذلك عاملاً  مشجعاً على إفسادنا وعلى إفساد العناصر التي تتعاون معنا، ومعنى ذلك أننا سنكرر نفس السياسات التي من أجلها قامت الثورة”.

ومضى قائلاً: “نحن نريد أن نضع مبدأ يقوم على أن كل من يتولى السلطة ويفسد مهما كان حجم الفساد صغيراً فيجب أن يعاقب عقوبة رادعة. مهما كانت درجته ابتداءً من أعضاء مجلس قيادة الثورة”.

عُرف البشير الذي تخرج في الكلية الحربية عام 1967، خلال فترة رئاسته البلاد بغزارة الخطابات السياسية والتي دائماً ما يُصحابها رقص وإطلاق الوعود، وتحدي المعارضة في قدرتها على الإطاحة بحكمه، وخلال عقد التسعينات الماضي، كان يقول “الزارعنا غير الله الليجي يقلعنا”.

ولد البشير في الأول من يناير سنة 1944 ببلدة حوش بانقا شمالي البلاد، وعاش لفترة بولاية الجزيرة، قبل أن تستقر عائلته بمنطقة كوبر بالعاصمة حيث درس الثانوي بمدرسة الخرطوم القديمة، قبل أن يلتحق بالكلية الحربية.

كان الترابي قال في مقابلة تلفزيونية، إنه لم يكن يعرف البشير قبل وقوع الانقلاب، والتقاه فقط قبيل أيام من الانقلاب على النظام الديمقراطي برئاسة زعيم حزب الأمة القومي الصادق المهدي.

 

 

 

 

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …