حقيبة الخارجية في قبضة سيدة سودانية للمرة الأولى في تاريخ البلاد
الخرطوم: الشاهد
تاريخ جديد يسطره السودانيون باختيار أسماء محمد عبد الله، كأول امراة تتولى حقيبة وزارة الخارجية في تاريخ البلاد، وذلك في الحكومة الانتقالية التي أعقبت الإطاحة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
اختيار عبد الله سلط الضوء على أبرز المحطات التي مرت بها تلك الوزارة السيادية وشهدت عبرها أحداثاً غير مألوفة خلال عهود الأنظمة السياسية التي مرت على حكم البلاد عقب استقلالها عن بريطانيا في العام 1956. حيث تعاقب على الوزارة (32) وزيراً، أبرزهم أول وزير للخارجية مبارك زروق، ومحمد أحمد المحجوب ومنصور خالد.
وظلت وزارة الخارجية تحمل هذا الاسم حتى تم تغييرها الى وزارة العلاقات الخارجية قبل أن تتم إعادة الاسم القديم (وزارة الخارجية) في العام 2001. وخلال عهد الرئيس المخلوع عمر البشير الذي بدأ في 30 يونيو 1989م، مر على الوزارة (9) وزراء أبرزهم مصطفى عثمان إسماعيل.
تعد الخارجية هي الوزارة الوحيدة التي تولى حقيبتها أبرز السياسيين السودانيين بعد الاستقلال منهم مبارك زروق ومحمد أحمد محجوب و احمد خير المحامي وبابكر عوض الله وفاروق ابوعيسى ومنصور خالد والشريف زين العابدين الهندي و مأمون سنادة وحسن عبد الله الترابي وسيد احمد الحسين وعلي عثمان محمد طه.
ويعتبر محمد أحمد محجوب، هو السياسي الوحيد الذي تقلد منصب وزير الخارجية لـ (3) مرات خلال عهود الديمقراطية الأولى والثانية، الفترة الأولى كانت من 7 يوليو 1956 وحتى 17 نوفمبر 1958م، أما الفترة الثانية فقد كانت من 30 أكتوبر 1964 وحتى 6 يوليو 1965م، بينما كانت الفترة الثالثة من 27 مايو 1967 وحتى 25 مايو 1969م، وقد شهدت إثنان من فترات تولى محجوب للوزارة وقوع إنقلابي نوفمبر ومايو العسكريين.
يلي محجوب في عدد مرات تولى منصب وزير الخارجية منصور خالد، الذي تولاها مرتين خلال العهد المايوي فقد تم تعيين خالد وزيراً في 3 أغسطس 1971 واستمر حتى 25 يناير 1975م، ثم أعيد تعيينه مرة أخرى في 10 فبراير 1977 ليستمر حتى 10 سبتمبر 1977م، كذلك تولى حسين سليمان أبو صالح حقيبة وزارة الخارجية لمرتين الأولى كانت خلال عهد الديمقراطية الثالثة واستمرت من 15 مايو 1988 وحتى 31 ديسمبر 1988م، أما الفترة الثانية فقد كانت خلال عهد نظام الحكم الحالي واستمرت من 13 فبراير 1993 وحتى 9 فبراير 1995م.
من الأحداث النادرة التي شهدتها الوزارة هي تولى الرئيس جعفر نميري، لحقيبة الوزارة بنفسه وذلك خلال الفترة من 21 يوليو 1970 وحتى 22 ديسمبر 1970م، ويعتبر هو الرئيس السوداني الوحيد الذي تولى المنصب خلال فترة حكمه، فيما يعتبر الوزير مصطفى عثمان إسماعيل، هو أطول وزراء الخارجية بقاءً في المنصب الذي استمر فيه من 17 فبراير 1998 وحتى 20 سبتمبر 2005م، ليتنازل عنه عقب اتفاقية نيفاشا للوزير لام أكول، عقب أيلولة الوزارة للحركة الشعبية لتحرير السودان، بموجب برتوكول قسمة السلطة، ليستمر أكول في المنصب حتى 16 أكتوبر 2007م، ليتولاه بعده دينق الور والذي استمر فيه حتى 30 مايو 2010م، قبل أشهر من إعلان انفصال دولة جنوب السودان.
ويعتبر كل من أكول والور هما السياسيان الوحيدان من جنوب السودان اللذين شغلا المنصب قبل الانفصال، فيما كان الدرديري محمد أحمد، هو آخر من تولى حقيبة الخارجية في عهد نظام المخلوع البشير، وقد سبقه في الوزارة إبراهيم غندور الذي تمت إقالته بصورة مفاجئة عقب إنتقادات وجهها لأوضاع الوزارة في البرلمان.
تخرجت وزيرة الخارجية الحالية اسماء محمد عبدالله، في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة الخرطوم في العام 1971، والتحقت فور تخرجها بالعمل في الوزارة ضمن أول 3 نساء يتم استيعابهن في السلك الدبلوماسي الذي تدرجت فيه حتى وصلت درجة “وزير مفوض” ونائب رئيس دائرة الأمريكتين، إلا أن سيف “قانون الصالح العام” الذي أصدره البشير، كان لها بالمرصاد مع استيلاء الإسلاميين على السلطة في العام 1989، حيث تم فصلها من الوزارة باعتبارها من العناصر غير الموالية للنظام.
عملت اسماء في عدد من المنظمات الدولية في اوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ونتقلت بين العديد من البلدان الأفريقية والعربية قبل أن تعود مؤخراً للسودان ليتم اختيارها كأول امرأة سودانية تشغل منصب وزير الخارجية.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …