الانسحاب التدريجي للقوات السودانية من اليمن.. ماذا وراء الخطوة؟
الخرطوم: الشاهد
على الرغم من المؤشرات العديدة لقرب انتهاء وجود قوات سودانية بالأراضي اليمنية، إلا أن تصريحات نائب رئيس المجلس السيادي السوداني؛ محمد حمدان “حميدتي”، التي أشارت إلى عودة عشرة آلاف من الجنود السودانيين الذين كانوا باليمن وتأكيده على عدم وجود نية لإرسال قوات بديلة، وهو الأمر الذي قد يشير إلى أن الانسحاب الكامل للسودان من حرب اليمن، صار مسألة وقت.
وحسب تلك التسريبات الإعلامية، فقد سمى حميدتي خطوته، بأنها بداية فعلية للانسحاب التدريجي من اليمن، الأمر الذي قوبل بدهشة من البعض وربما بانزعاج من متابعين آخرين، سواء أولئك الذين ظلوا ينتقدون وجود هذه القوات في اليمن أو الذين ظلوا يجدون المبررات والمسوغات لهذه المشاركة.
وكانت مصادر متطابقة قد كشفت لصحف محلية، أن حميدتي أعلن عن سحب “عشرة” آلاف من قواته الموجودين باليمن.
ونقلت عنه قوله خلال اجتماع ثلاثي لـ(المجلس السيادي، مجلس الوزراء وقوى الحرية التغيير)، بالقصر الرئاسي يوم الإثنين، إن “عشرة” آلاف من قواته انتهت مدتهم باليمن، وعادوا إلى البلاد، وأكد بأنه لن يرسل قوات بديله عنهم، مضيفاً “أن الانسحاب التدريجي لقواته من اليمن قد بدأ فعليا”.
وتأتي هذه الخطوة بعد أيام قلائل من “مطالبات” أطلقها الكاتب الصحفي والسياسي الحاج وراق بالخرطوم بالكف عن التصريحات غير المسؤولة حول هذا الأمر، قائلا إنه لا يمكن عمليا سحب الجنود السودانيين من اليمن، لأن هذه القوات تعتمد في اقتصادها على المشاركة في اليمن وإذا استدعيت لن تستجيب.
وللمقارنة، فإن السعودية كانت قد طلبت باكستان إرسال جنود للمشاركة في الحرب في اليمن وعندما أرسل رئيس الوزراء الباكستاني طلب السعودية للبرلمان لمناقشته والبت فيه، رفض البرلمان المشاركة في الحرب، وقال البرلمانى المعارض، غلام أحمد بيلور: “جيشنا ليس جيشا للإيجار”.
وسبق أن رأى القيادي بقوى الحرية والتغيير، بابكر فيصل بابكر، في مقال له نشر العام الماضى أن “الأمة السودانية لم تتم مشاورتها في قرار المشاركة في تلك الحرب لمعرفة مدى رغبتها فيها”.
مضيفاً: “يدرك غالبية السودانيين أنها حرب سياسية وصراع على السيطرة والنفوذ بالدرجة الأولى، وهي ليست حربا دينية من أجل الدفاع عن أرض الحرمين ولو كانت كذلك لكان من الأجدر أن تشارك فيها دول عربية وإسلامية أخرى أكبر وأقوى من السودان”، لافتاً ـ أي ـ بابكر، أن هذه الحرب هي “نوع الحروب التي لا يمكن حسمها بالآلة العسكرية، وأن الخسائر البشرية والمادية للأطراف المتحاربة ستكون مرتفعة للغاية، وهذا هو الدرس الذي استوعبته مصر من تاريخ مشاركتها السابقة ولذلك رفضت المشاركة بقوات برية في هذه الحرب واكتفت بمشاركة جوية وبحرية رمزية”.
وفي وقت سابق من العام الحالي، أكد رئيس المجلس السيادي الانتقالي بالسودان، عبد الفتاح البرهان على “بقاء القوات السودانية في مهامها ضمن العمليات العسكرية باليمن بقيادة السعودية”.
ويشارك السودان ضمن قوات التحالف العربي بقيادة الرياض باليمن منذ 26 مارس 2015، في جبهات ساخنة من الساحل المطل على البحر الأحمر الممتد من باب المندب، حيث ممر الملاحة الدولي وصولا إلى مدينة ميدي القريبة من الحدود السعودية، فيما تشارك ألوية أخرى في جبهات صعدة المعقل الرئيسي لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي.
وفي بواكير شهر مايو الماضي، أصدرت قوات التحالف التي تقود الحرب في اليمن تعميماً للمقاومة في المنطقة الجنوبية وإلى جميع النقاط العسكرية الممتدة على طريق المخا ــــ عدن بمنع مرور أي جندي سوداني لا يحمل تصريح مرور من عمليات الساحل الغربي، وأن تعيد كل من يضبط متنقلا دون تصريح إلى وحدته في الجيش فورا خشية هروب أعداد كبيرة من تلك القوات.
وقالت مصادر من القوات السودانية في اليمن وقتها لصحف سودانية، إن أعداداً كبيرة من الجنود السودانيين أبدوا رغبتهم في التوقف عن القتال والعودة إلى بلادهم، و أن بعض هؤلاء حاولوا إخلاء مواقعهم العسكرية حول مدينة الخوخة، إلا أن الإمارات دفعت بتعزيزات عسكرية إلى محيط معسكر القوات السودانية لمنع ذلك وأبلغت الجنود السودانيين بأن قرار وقف مشاركتهم القتالية بيد حكومتهم وفق اتفاق التعاون بينها وبين التحالف.
الإعلان المفاجئ عن بداية للانسحاب من اليمن له ما وراءه بكل تأكيد، وسواء كان ذلك يتعلق بالمشهد السياسي الداخلي أو الإقليمي، فإن الأمر جدير بالوقوف عنده وتتبع تداعياته وأسراره.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …