قطار الثورة السودانية يتجه من الخرطوم إلى عطبرة

الخرطوم – الشاهد
بحلول التاسع عشر من ديسمبر، تكون ثورة الشعب السوداني المجيدة أكلمت عامها الأول، وعلى الرغم من العثرات التي إعترت طريقها، إلا أنها ظلت تسير في الإتجاه الصحيح لتكون ثورة مكتملة البهاء، ولتحكي للأجيال القادمون بأن ثورة ديسمبر المجيدة كانت بعثاً جديدا للشعب السوداني التواق للحرية والسلام والعدالة، وفي سياق متصل بأعياد ثورة ديسمبر، أعلن تجمع المهنيين السودانيين، أحد مكونات قوى الحرية والتغيير التي قادت الثورة في السودان، عن تسيير قطار في  19 ديسمبر يتجه من الخرطوم إلى مدينة عطبرة، إحدى المدن السودانية التي أطلقت شرارة الثورة.
ويتجه قطار الثورة، في رحلة عكسية من مدينة الخرطوم إلى مدينة عطبرة مدينة الحديد والنار التي بادرت بتسيير قطار إلى الخرطوم في الثالث والعشرين من أبريل الماضي ليقف الثوار إجلالا وتقديراً، ويرفعوا التمام لثوار عطبرة بأن الثورة محروسة، وشهدت مدينة عطبرة بولاية نهر النيل اندلاع شرارة الثورة في 19 ديسمبر العام الماضي، عندما خرج طلاب مدرسة عطبرة الصناعية احتجاجاً على زيادة أسعار الخبز وسوء الأوضاع الإقتصادية، ورددوا هتافات شهيرة “شرقت شرقت.. عطبرة مرت”.
وأفاد بيان صادر عن تجمع المهنيين، بإن قطار الخرطوم المتجه إلى عطبرة يأتي في إطار فعاليات إحياء الذكرى الأولى لثورة ديسمبر التي ستستمر حتى 25 ديسمبر بفعالية سيعلن عنها لاحقاً بحسب تجمع المهنيين، وقال التجمع في بيانه “تمر علينا ذكرى ديسمبر المجيدة ونحن نقف لننظر من علٍ فنرى ما كُنا فيه فنزداد يقينا بألا مستحيل أمام هذا الشعب، وننظر لما نصبو إليه وما تعاهدنا عليه فنشعر بعظم المسؤولية، وبألا مناص من وقوفنا جميعاً لحراسة ثورتنا”.
وأضاف البيان “نحن نستشرف ذكرى الثورة المجيدة ننظر برضا لقانون تفكيك التمكين الذي صدر مؤخراً، ونؤكد أنه قد وضع الثورة في مسارها الصحيح، عطفاً على ما تبعه من قرار بحل النقابات” وتابع “إن طريق ثورتنا واضح، سنسير فيه حتى نبلغ منتهاه بتكوين نقاباتنا الحرة، ولجان أحيائنا القوية، وأحزابنا المدركة لدورها كقائدة للجماهير”.
وفي هذه الأيام تستعد جميع مدن السودان للإحتفال بإحياء الذكرى الأولى لثورة ديسمبر المجيدة، ومنذ وقت مبكر بدأ كل من تحالف قوى الحرية والتغيير، وتجمع المهنيين السودانيين، في الإستعداد المبكر للإحتفال بالعيد الأول للثورة، وفي السياق أعلنت الحكومة الانتقالية في الأيام الماضية إحياء الذكرى الأولى لثورة ديسمبر يوم (الخميس) الموافق 19 ديسمبر، بالتزامن مع الذكرى الـ( 64) لاعلان الاستقلال من داخل البرلمان، ودعت الحكومة الانتقالية في بيان لها إلى مواصلة العمل من أجل إنفاذ مبادئ الثورة وشعاراتها (حرية، وسلام، وعدالة) ووجهت المؤسسات والدواوين الحكومية والرسمية في العاصمة والولايات، بتوفير المتطلبات اللازمة لإحياء الذكرى الأولى لثورة ديسمبر.
وأفاد رئيس مجلس الوزراء المفوض، عمر بشير منيس، في بيان تحصلت (الشاهد) على نسخة منه إن “حكومة الثورة تستأذن شعبها لإعلان انطلاق فعاليات إحياء الذكرى الأولى لثورة ديسمبر السلمية المجيدة مع بزوغ شمس اليوم الأول من الشهر تواصلا حتى خواتيمه، كي تتزامن نهاية هذه الفعاليات مع احتفالات الذكرى الثالثة والستين للاستقلال” وأضاف قائلا “يا شعبنا الغلاب، تمر علينا الذكرى الأولى لثورتنا المجيدة ونحن نشد الخطى نحو شواطئ الديمقراطية، وأيادينا تمتد لحمل شعلة الخلاص وفي قلبها مرجل التغيير، وعلى حوافها تمتد ألسنة من لهب الثورة لتضيء أرض بلادنا الأليفة، والجلال للوطن وللشهداء آلاف التحايا”.
وأضاف “ولما جاء السلام كأولوية بالرقم واحد في برنامج الفترة الانتقالية، ولما للسلام من خصوصية في هذه الفترة من فترات السلطة الانتقالية، ومع التواصل الجيد للسلطة الانتقالية وقوى الكفاح المسلح، والشعور المشترك لدى جميع أطراف عملية السلام على ضرورة إنجاز سلام شامل، ولأهمية أن تشارك كل فئات الشعب السوداني بكافة أطيافه ومناطقه في إحياء ذكرى الثورة الأولى بعد أن حققوها معا كحزمة واحدة استكفاء للمهازل”.