إتفاق لتمثيل أصحاب المصلحة في مفاوضات مسار دارفور

جوبا – الشاهد
وقعت الحكومة السودانية والأطراف المشاركة في مسار دارفور من الجبهة الثورية السودانية الاثنين على اتفاق خاص بمشاركة النازحين واللاجئين والمجتمع المدني في محادثات السلام الرامية لإنهاء النزاع في إقليم دارفور، وتأتي الخطوة في الوقت الذي تطالب عدة جماعات من دارفور بإشراكها في محادثات السلام باعتبار إنها تمثل النازحين واللاجئين وأن الحركات المسلحة المشاركة في المفاوضات لا تمثلهم.
ويهدف الاتفاق الموقع من رئيس الوفد السوداني محمد حمدان دقلو (حميدتي) ورئيس الجبهة الثورية الهادي ادريس الى إشراك أصحاب المصلحة في المفاوضات وإتاحة الفرصة لهم لطرح مطالبهم وتطلعاتهم، ونص الإتفاق على أن الاختيار للمشاركة يقوم على أساس الشمولية والشفافية وعدم التسيس، وبموجب الاتفاق الذي تحصلت عليه “الشاهد” يتم تكوين لجنة ميدانية مشتركة بين الحكومة السودانية والجبهة الثورية – مسار دارفور تضم “8” أعضاء من الحكومة و”16″ من الحركات المشاركة في المحادثات للإشراف على اختيار الممثلين من داخل معسكرات النازحين والتجمعات في دارفور.
وسيعقد مؤتمر تشاوري حول قضايا النازحين في الفاشر بالعاشر من يناير المقبل، ونص الإتفاق على ان يكون عدد الممثلين المشاركين “200” شخص نصفهم من النساء، وسيختار المشاركون في مؤتمر الفاشر “25” امرأة و”25″ رجل للمشاركة في اجتماعات تعقد بجوبا لعرض مطالب النازحين التي اتفق عليها في اجتماعات الفاشر، وسيختار المشاركون “4” نازحات و”4″ نازحين ممثلين لهم كمراقبين في محادثات السلام للدفاع عن قضايا النازحين، وفيما يتعلق باللاجئين، فسيتم اختيار “20” لاجئ من تشاد وأفريقيا الوسطي والنيجر للمشاركة في مؤتمر جوبا لأصحاب المصلحة.
وفي ذات الاتجاه، سيعقد مؤتمر في الفاشر يضم “100” ممثلا لقيادات الإدارة الأهلية و “32” ممثل لمنظمات المجتمع المدني و”28″ من المهنيين و”40″ من الرعاة والمزارعين، ويختار المؤتمر المستقل عن اجتماعات النازحين “25” ممثلا للإدارة الأهلية و”8″ ممثلين للمجتمع المدني و”10″ للرعاة والمزارعين للمشاركة في اجتماعات جوبا التي ستكون مدتها أربعة أيام.
وأوضح رئيس الجبهة الثورية الهادي إدريس في تصريح صحفي أن هذا الاتفاق يرمي لضمان وجود ممثلين حقيقيين للنازحين واللاجئين المتضررين من النزاع المسلح في دارفور لطرح رؤيتهم ومطالبهم، وشدد على أن النازحين واللاجئين سيرفضون مخرجات محادثات السلام في حالة عدم وجود تمثيل حقيقي لهم يعبرعن مطالبهم ويعكس تطلعاتهم.
وأفاد الهادي أن أعضاء اللجنة الميدانية من الجبهة الثورية ستصل الخرطوم الثلاثاء 24 ديسمبر وينتقلون بعدها للفاشر لترتيب الاجتماعات المتفق عليها، وأشاد الهادي بالتعاون الذي أظهرته اليوناميد في التكفل بنفقات تنظيم هذه المؤتمرات ونقل ممثلي أصحاب المصلحة واعتبرها دعم حقيقي لعملية السلام في دارفور.
وفي ذات المنحى قال محمد حسن التعايشي عضو مجلس السيادة الانتقالى عضو وفد الحكومة لمفاوضات السلام بجوبا بين الحكومة وحركات الكفاح المسلح أننا متفائلون بالنتائج التي تمت خلال جولة التفاوض، وعبر التعايشي في تصريحات صحفية بمطار الخرطوم اليوم عقب وصول وفد التفاوض بعد تعليق جولة التفاوض ليومين عبر عن تفاؤله بأن هذه النقاشات ستنتهي لاتفاق سلام مستدام.
وقال التعايشي إننا في هذين اليومين سندير نقاشات داخل مؤسسات الدولة تعضيدا للرؤية الحكومية حول تصورها لعملية السلام، وكشف عن وصول وفد تشادي رفيع لجوبا يوم أمس يحمل رسالة دعم لعملية السلام في جوبا، مضيفاً أن ذلك مهم جدآ، وأوضح أن مسار التفاوض في جوبا وجد دعماً من الاتحاد الأفريقي والايقاد والامم المتحدة، وأن موقف تشاد كدولة له نتائج كبيرة وأنه دور كبير لايمكن تجاهله في دعم عملية السلام، وأشار الى أنه اذا نجحت هذه الشراكة في إنهاء الحرب في السودان ستؤسس لعلاقات استراتيجية لحسم الصراعات والتفلتات الأمنية الموجودة في الإقليم.