تصاعد الأحداث وإنفلات أمني بمدينة الجنينة يؤدي إلى مقتل وجرح العشرات
الخرطوم – الشاهد
تصاعدت وتيرة الأحداث في مدينة الجنينة، حاضرة ولاية غرب دارفور، بشكل متسارع وتفاقمت الأوضاع على نحو وصفه البعض بالخطير، في أعقاب النزاع الذي نشب بين مجموعتين قبيلتين، أسقط قتلى وجرحى اضطرت معه القوى المسلحة لتعليق التفاوض مع الحكومة في جوبا، بينما فرضت السلطات المحلية حظرا للتجوال.
وجراء الأحداث الدامية قتل “5” أشخاص وأصيب “8” آخرين في حصيلة أولية، أعلنتها لجنة الأمن بالولاية ليل “الأحد” جراء الاشتباكات المسلحة التي وقعت بين “المساليت” و”العرب” على خلفية مقتل أحد شباب القبائل العربية بالقرب من معسكر “كريندينق” للنازحين .
وتفيد متابعات “الشاهد” أن غاضبون أحرقو معسكر “كريندينق” للنازحين، وشوهد العشرات من قاطنيه يفرون منه بعد تمدد النيران الى مساكنهم، وقالت مصادر موثوقة تحدثت للشاهد إن النزاع القبلي انتقل الى القوات النظامية التي انقسمت لمناصرة القبيلتين، وحذر ناشطون من وضع كارثي ينتظر المنطقة ما لم تتدخل السلطة المركزية لبسط الأمن.
وأغلقت كل المؤسسات الحكومية والمدارس والأسواق، أمام المواطنين، وخلت طرقات المدينة تماما من المارة، عدا السيارات العسكرية التي تجوب شوارع المدينة، وفي ذات السياق قالت منسقية معسكرات النازحين في بيان صدر عنها اليوم “الاثنين” تحصلت عليه “الشاهد” إن عددا من النازحين تم حرقهم داخل مخيماتهم، وأضافت “ما حدث لمعسكرات النازحين يؤكد غياب السلطات وسيطرة المليشيات على مسرح السلطة”.
وذكرت منسقية النازحين في بيانها أن المليشيات المسلحة “استخدمت سيارات دفع رباعي محملة بالدوشكا في هجومها على النازحين العزل” وأفادت المنسقية أن عدد القتلى بلغ ثمانية أشخاص وعشرات الجرحى، وأردفت “تم حرق المواطنين في مخيماتهم”.
فيما أصدر والي غرب دارفور، اللواء ركن عبد الله محمد عبد الله، قرار بحظر التجوال للحد من اعمال العنف، وطبقا للقرار الذي تحصلت عليه “الشاهد” فإنه تقرر “حظر التجوال وتحرك المواطنين في جميع أنحاء ولاية غرب دارفور وحاضرتها مدينة الجنينة اعتبارا من اليوم الاثنين، من الساعة الخامسة مساء حتى الساعة السادسة صباحا من يوم غد إلى حين إشعار آخر”.
ودعا القرار المواطنين للالتزام بالقرار، وعدم التحرك خلال فترة حظر التجوال حفاظا وتعزيزا للأمن والطمأنينة العامة، كما طالب القوات النظامية بكل مكوناتها والجهات الأخرى ذات الصلة، اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لوضع القرار موضع التنفيذ الفوري.
وفي سياق متصل بالأحداث أعلنت فصائل الجبهة الثورية تعليق المفاوضات مع الحكومة في مسار دارفور إلى حين معالجة الأوضاع والتحقيق في الجرائم المرتكبة في حق المواطنين وتقديم الجناة إلى المحاكمة، وأدانت الفصائل الجرائم والانتهاكات الجسيمة ضد المواطنين، وحملت الحكومة الانتقالية المسؤولية الكاملة للأحداث، وطالبتها بالقيام بواجبها الكامل في حماية المدنيين العزل وتوفير الأمن.
وفي ذات الاتجاه قال حزب المؤتمر السوداني، إن تجدد القتال بين المكونات الاجتماعية بولاية غرب دارفور، أدى إلى فقد البلاد عددا من أبناءها ضحايا للاعتداء على معسكر “كرينديق” بالجنينة وعددا من المصابين، وأوضح في بيان صادر عن الحزب تحصلت عليه “الشاهد” أن الأمر وضع ولاية غرب دارفور على حافة العودة للنزاعات القاتلة في ظل الوضع السياسي الهش بإقليم دارفور خاصة والولايات بصورة عامة، وذكر البيان أن نزع فتيل التوتر والمواجهات بإقليم دارفور ومناطق النزاعات المسلحة مسؤولية الحكومة وأجهزتها الأمنية، وأن استمرار الدور السلبي للأجهزة الأمنية في النزاعات في دارفور أمر مثير للقلق.
فيما قالت الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال قيادة مالك عقار إن الجنينة وثلاث من المعسكرات المحيطة بها تشهد منذ “الأحد” أحداث دامية وفاجعة على يد مليشيات نفذت اعتداءات بأسلحة ثقيلة ضد المدنيين العزل، ودعا المتحدث باسم الحركة بدر الدن موسى في تصريح تحصلت عليه “الشاهد” لوقف جريمة الحرب التي لا تزال تدور رحاها في معسكرات النازحين ووقف القتل والنهب وحرق المخيمات.
ودعت الحركة الشعبية قادة الدولة للتوجه فوراً لمدينة الجنينة، كما دعت قوى الثورة للخروج والتضامن والمطالبة بوقف المجازر ضد النازحين والمدنيين وحماية “100” ألف نازح ومدني محاصرين الان داخل المعسكرات، ورأى موسى أن استباحة الجنينة امام مرأى من العالم وفي وقت تبذل فيه مجهودات لتحقيق السلام يمثل “طعنة نجلاء” ضد السلام.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …