جدل وشبهات حول تعاقد وزارة الثقافة والإعلام مع شركة دال

الخرطوم – الشاهد
شهدت الايام الماضية جدل كثيف حول العقد الذي ابرم بين وزارة الثقافة والاعلام وشركة دال وفي السياق قال المحلل السياسي والكاتب الصحفي “التقي محمد عثمان” لصحيفة “الشاهد” “مثل هذه الاتفاقيات التي لا تراعي شروط التعاقد ولا تلتزم بها تضر بالحكومة الانتقالية كثيرا وتضعها في دائرة السوء” واضاف قائلا “ليس من المنطقي ان ترفض ممارسات النظام البائد وتأتي وتطبقها كما هي وكأن الثوار لا انتصروا ولا شافوا النصر” وتابع “مهما كانت الفوائد والمكاسب التي تجنيها وزارة الثقافة والاعلام من هذه الاتفافية والعقد فان ذلك لا يبرر توقيعه بهذه الصورة الشائهة والعويرة خصوصا اذا علمنا انه تم بناء علاقات شخصية بين الوزير ومسؤول صغير في شركة دال” .
من جانبه قال الكاتب والناشط القانوني والسياسي صديق أنصاري أن توقيع وزارة الثقافة والإعلام مع شركة دال ما هو إلا الجزء الظاهر من جبل الجليد على حد تعبيره، أما الجزء الأكبر المخفي فإن “النيو ليبرالية” تحاول أن تغرس مخالبها في كل شي عبر ممثلها الرسمي أسامة داود ومخالبها ابراهيم البدوي و باقي “الايدي المتامر” .
وكانت وزارة الثقافة والإعلام قد وقعت مؤخرا مذكرة تفاهم مع شركة دال تقوم بموجبها الشركة بارشفة ورقمنة الصور الموجودة بمركز التصوير الفوتوغرافي والبالغ عددها أكثر من 70 مليون صورة، ووقع عن الوزارة وكيل وزارة الثقافة والاعلام دكتور جراهام عبد القادر، فيما وقع مدير ادارة الاتصال المؤسسي عن شركة دال فتحي عثمان بحضور وزير الثقافة والاعلام فيصل محمد صالح ووكيل أول الوزارة رشيد سعيد وعدد من المسؤولين بالوزارة والشركة.
وكان وزير الثقافة والإعلام فيصل محمد صالح قد أشاد بما أسماه مبادرة شركة دال ومشاركتها الدولة في اطار المسؤولية المجتمعية، مبينا ضرورة حفظ هذه الصور بطريقة حديثة لما لها من أهمية تاريخية.
فيما قال وكيل الوزارة جرهام عبدالقادر ان الاتفاق يأتي في اطار سعي الوزارة لرقمنة الصور الفتوغرافية والتي تم حفظها قبل عشرات السنين بصورة تعرضها للتلف، مشيرا الى ان حفظ هذه الصور بطريقة حديثة يؤدي الى عرضها في وسائل الاعلام المتطورة مما يحقق الانتشار والترويج لمكتسباب ومقومات السودان على المستوى الاقليمي والدولي، مبينا ان الصور تضم كل الحياه السودانية سواء كانت السياسية والاقتصادية والاجتماعية والموارد الطبيعية الامر الذي يصب في مصلحة الوطن والاجيال المقبلة.
واكد جرهام ان التوقيع مع شركة دال بداية لتعاون مثمر مع القطاع الخاص في مجال السياحة والتراث وانشطة الوزارة الاخري للتوثيق واخراج منتوج من الصورة ورقمنتها والاستفادة منها في عمل المعارض والترويج لامكانيات البلاد.
وفي ذات السياق جدد مدير الاعلام بشركة دال عمر احمد استعداد الشراكة وتعاونها التام والمستمر مع وزارة الثقافة والاعلام، مشيرا الى أن الاتفاقية تأتي في مجال الارشفة الالكترونية لمركز التصوير الفتوغرافي بالوزارة وتحويلها الى صور رقمية تفيد الاجيال المقبلة وتحفظ مكتسبات البلاد وتوثق لتاريخ السودان بصورة حديثة ولضمان عدم تعرضها للتلف.
وانصب جام غضب الناشطين والمتابعين على هذا التوقيع الذي يرون أنه كان من المفترض أن يتم عبر مناقصات تنافسية عامة وليس “بالعلاقات” التي لا تجعلنا كحكومة ثورة نختلف كثيرا ً عن النظام الذي أسقطته ذات الثورة.