خطاب تاريخي لحمدوك يطلق فيه حملة القومة للسودان للبناء والتعمير
الخرطوم – الشاهد
أطلق دولة رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك حملة قومية كبرى للتبرعات لدعم الاقتصاد أسماها حملة القومة للسودان للبناء والتعمير وفور إطلاق الحملة تدافع عشرات الآلاف من السودانيين للتبرع عبر الحساب المصرفي المخصص وعبر تحويل رصيد المكالمات ليتخطى إجمالي التبرعات حاجز العشرين مليون جنيه في ساعات قليلة ويتوقع المراقبون نجاحا منقطع النظير للحملة.. ليس في حشد الدعم المادي للحكومة الانتقالية وحسب وإنما في حشد قوة سياسية غير مسبوقة للسلطة المدنية في البلاد.
وفيما يلي نص الخطاب التاريخي لحمدوك :
شعبنا الصابر الصامد المنتصر،
أقف أمامكم اليوم بتواضع وآمل كبير ونحن نشهد فترة عصيبة في تاريخ بلادنا، وتواجهنا مسؤولية جماعية لحماية أمتنا ومجتمعاتنا وكُلنا ثقة بأننا سنتغلب عليها بالتكاتف والتعاون والعمل المشترك.
مع ظهور فيروس كورونا المستجد تستمر المساعي المختلفة في شتى بقاع العالم من سياسيين وكوادر طبية وناشطين وقطاع خاص ووسائل إعلام وتتضافر جهودهم ساعة بعد ساعة وتتضاعف لمحاربة انتشار هذا الوباء، وكلي ثقة بأن التماسك والتآزر الذي ظهر في الفترة الماضية هو نقطة الإنطلاق الحقيقية التى من خلالها سنتمكن من تجاوز هذه المرحلة الصعبة.
شعبنا العظيم،
أقف اليوم هُنا لاخاطب فيكم نفس القيم المجتمعية والعزم الأكيد، لن نكذب على الشعب السوداني ونقول إننا لا نواجه تحديات جسام، فمنذ أن أدينا القسم كحكومة واجهتنا قائمة طويلة من التحديات والمشاكل والعقبات التي عقدنا العزم على التغلب عليها. وكان ابرز هذه التحديات هي الازمة الاقتصادية التي جاءت نتاجا لارث كالح من الفساد وسوء الإدارة والتبديد والاهدار لموارد الدولة، فضلاً عن آثارعقود طويلة من العزلة الإقتصادية عن العالم نتيجة لسياسات النظام المخلوع.
وبينما كُنا نكافح هذه التحديات الإقتصادية ظهر فيروس كورونا الذي أثر بشكل هائل على الإقتصاد العالمي ولن يكون السودان إستثناءً، وفي هذا الصدد نحن في حكومة الفترة الإنتقالية نعمل مع شعبنا وكل شعوب العالم لهزيمة هذا الوباء الخطير.
في خضم هذه التحديات أود أن أطلق مبادرة (القومة للسودان- الحملة الشعبية للبناء والتعمير) وهي دعوة للتبرع الجماعي الذي سيُساعد السودان على مواصلة تجليات وإرث الثورة المجيدة، وكما وقفنا متحدين لإسقاط النظام السابق، نقف الان مرة اخرى لإعادة بناء وإعمار البلاد بعد عقود من الدمار والإنهيار. ان معركة البناء والاعمار هي استكمال للخطى المجيدة التي مشى عليها ابناء وبنات الشعب السوداني في ثورته المستمرة والتي تتوجت باسقاط النظام المخلوع، والان سنكمل هذا الطريق الي المستقبل المشرق لشعبنا وامتنا وبلادنا عبر الانخراط الجاد في مشاريع التنمية الديمقراطية والمشاركة في بناء واعمار الوطن.
هذه االحملة الشعبية جاءت نتيجة لتضافر من الجهود والمبادرات الشعبية المستمرة من شعبنا الملهم وهي تستهدف مشاركة كل سوداني و سودانية داخل وخارج البلاد وستقف دليلاً على وحدتنا وتماسكنا وعزمنا الجماعي على إخراج السودان من هذه الأوقات الصعبة وإعادة بنائه،
لقد حددنا القضايا رئيسية طارئة يجب معالجتها بصورة عاجلة وهي اول مرحلة من الحملة
بكل تأكيد فإن هذه القضايا ليست هي التحديات العاجلة الوحيدة للسودان ونحن نعلم أن حلها لن يتم بين عشية وضحاها ولكن ما نعرفه أيضاً أن الشعب السوداني شعب معلم وصبور، وقادر على مواصلة المسير ما دام الهدف ومعالم الطريق واضحة نصب عينيه.
أود أن أُؤكد ايضاً أن عمل هذه الحملة لن يتوقف عند حالات الطوارئ وبمجرد أن نتغلب على معالجة القضايا الملحة سوف نطرح لجماهير شعبنا الأبي المشاريع الإستراتيجية القومية طويلة الأجل في مجالات الزراعة والصناعة وتطوير الموانئ وتأهيل السكة الحديد والسدود وغيرها والتى تبنتها الدولة وسنشرع في تنفيذها بتضافر الجهود الرسمية والشعبية.
حفظ الله السودان وشعب السودان
د.عبدالله حمدوك
رئيس مجلس الوزراء
٢٠٢٠/٤/٢م
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …