
إدراكوها قبل أن تشحب
مأمون على محمد خير
تهليلكم والتكبير ما طالع من ضمير وانا أصلى من صغير معارضك يا البشير.
هكذا كنا نردد عندما تعلو أصوات المطبلاتية وتجار الدين وهم يرفعون سباباتهم مع كلمة (الله أكبر) …. وحلاقيمهم تشق عنان السماء بالدعوة للتكبيييييير
والآن ليس هناك ما يستوجب الشكر بعد !!!
سيدى ومعالى رئيس وزرائنا د.عبدالله حمدوك..لا تركن لجملة (شكرا حمدوك) فهى اما صادرة بعين المحب وهى عن كل عيب كليلة، أو صادرة من بعض الهتيفة المطبلاتية، وفى كلتا الحالتين لا تعرها أذن !!!! فالمهام الجسام التي وضعت على طاولة مكتبك منذ قدومك على راس الوزارة والتى تهم السواد الأعظم من جماهير الشعب السودانى لم ينجز فيها ما يذكر لم نر حتى الآن غير تغير الشخوص، ذهب بعض من نكره لسابق أفعالهم، وأتى بعض من نحب لسابق أفعالهم أيضا !!!!!! والوضع قائم على ماهو عليه بل أسوأ فى بعض الجوانب (لاجديد يذكر بل قديم يعاد)
سيدى بوجود هذه الصفوف الممتدة بالمخابز وتوكيلات الغاز و الازدحام الشديد بمحطات المواصلات !! لا أرى إى جدوى من فرض حظر التجول ليلا وحتى الراغبين فى عزل أنفسهم نهارا، فإن انقطاع التيار الكهربائى اخرجهم قسرا إلى رحاب الشارع المزدحم !!!!!
أسكن بالقرب من مخبز يسمى العالمى، الازدحام فيه سيدى عالمى، يفوق الازدحام فى العديد من صالات الأفراح، ويتجاوز بعشرات المرات الجالسين على المقاهى وأمام ستات الشاى .الناس فى هذه الصفوف لا فواصل بينهم أجسادهم وأنفاسهم فوق بعضهم البعض !!!! ما لم نجد علاج لهذه الصفوف و الإمداد الكهربائى (ولو ببرمجه معقولة وواضحة) وبشكل عاجل فلا معنى لأى إجراءات إحترازية.
نعلم سيدى أن التركة الملقاة على عاتقكم ثقيلة والأوضاع معقدة والعقبات والمتاريس التى تعترض طريقكم عظيمة … لكن بالدرب الذى نسير فيه الآن لعلاجها حتما لن نتجاوزها ولا يمكننا أن ننجز منها شيء ولن نعبر إلا لأوكار البوم والغربان !!!! نقول ذلك بكل وضوح ولا نرى فيه ما يعيب ولا تهمنا شماتة تجار الدين ولا الساقطين واللصوص الذين أوردونا مورد الهلاك والضياع، وجعلوا مستقرنا السحيق من القاع، هؤلاء لا تعرهم اهتمام فهم الآن خارج محيط اهتمامنا ودوائر تفكيرنا ..
سيدى كل الأحرار من جماهير الشعب السودانى معك عازمين على إنجاح حكومتك التى هى بالطبع حكومتهم والوصول بها إلى الغايات المأمولة.. وهنا دوركم في توظيف هذا الالتفاف الهائل وتسخيره إيجابا لخدمة الوطن وعدم الركون للحلول التقليدية لوضع غير تقليدى و سرعه البت فى القضايا العالقه و البعد عن الروتين فى الفعل والقول..
المطلوب منك الآن سيدى أن تطل برأسك خارج مكتبك وتسمع شعبك ما تريد، وتسمع منه مايريد….. ما نراه الآن سيدى لا يبشر بخير فنحن نأكل من رصيد الصبر الثورى، ولا أظن أن حبله متين، ادركه سيدى قبل أن ينقطع.
مع السلامة
الطيب عبد الماجد لا أدري من هو هذا المسافر ولكن بالحب والدموع كان الوداع على عتبات المطار …