‫الرئيسية‬ آخر الأخبار دولة رئيس الوزراء ينعى فقيد البلاد المناضل فاروق ابوعيسي
آخر الأخبار - أبريل 12, 2020

دولة رئيس الوزراء ينعى فقيد البلاد المناضل فاروق ابوعيسي

الخرطوم – الشاهد

نعي دولة رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك إلى الشعب السوداني المناضل الجسور الاستاذ فاروق ابو عيسي الذي انتقل إلى جوار ربه اليوم الأحد بعد عمر حافل بالعطاء والصمود لأجل الوطن وقال الدكتور عبدالله حمدوك لقد فقدت بلادنا اليوم احد الرموز التاريخية للنضال في سبيل إرساء قيم الديمقراطية وسيادة دولة الحقوق والقانون في السودان.
كان للفقيد المناضل فاروق ابو عيسي عطاء وإسهام مقدر في مسيرة العمل الوطني، فقد واجه الاعتقال والملاحقات بصمود وشجاعة، وناضل في جبهات عديدة وعمل لتعرية النظام البائد سياسياً وقانونياً في كافة المحافل وسيبقى الفقيد في ذاكرة شعبنا الابي رمزاً ملهما وعظيماً.

وتقدم دولة رئيس الوزراء بأحر التعازي و المواساة لأهل الفقيد وذويه وأصدقائه الكُثر ولكل من عرف فضله وطيب معشره، ودعا له المولى عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته.

والجدير بالذكر أن المرحوم فاروق أبوعيسى، سياسي وقانوني سوداني، من مواليد مدينة ود مدني بوسط البلاد في العام 1933، درس المرحلة الأولية بمدرسة النهر الأولية، والتي كانت تعتبر المدرسة الحكومية الوحيدة في المدينة بجانب مدرسة أهلية أخرى، ومن ثم التحق بالأميرية الإبتدائية بو دمدني ثم مدرسة حنتوب الثانوية والتي فُصل منها خلال الأشهر الأخيرة من دراسته بسبب نشاطه السياسي المناهض للإستعمار البريطاني للسودان.

إنضم أبو عيسى للحزب الشيوعي السوداني أثناء دراسته بمدرسة حنتوب الثانوية، وذلك عبر رابطة الطلاب الشيوعيين، وكان جزء من مكتبها السياسي منذ عام 1950، وفي تلك الفترة كانت تسمى الحركة السودانية للتحرر الوطني (حستو).

في مطلع خمسينات القرن الماضي، شارك ابوعيسى في الإضراب عن الدراسة الذي نفذه عدد كبير من الطلاب السودانيين، وذلك من أجل أن ينال الطلاب السودانيون إتحاداً عاماً، لكن المستعمر البريطاني رفض هذا الطلب، وتم فصله من المدرسة وحرمانه مع عدد من الطلاب من الإمتحانات.

امتحن أبو عيسى الشهادة الثانوية من مدرسة الأحفاد بأمدرمان، وكانت رغبته هي دراسة القانون في جامعة الخرطوم، إلا أنه لم يتمكن من ذلك، ما دفعه للإلتحاق بكلية الآداب، لكنه لم يستمر بها، ليقرر بعدها الذهاب إلى مصر حيث تم ترشيحه لدراسة الطب في القصر العيني بالقاهرة، إلا انه فضّل دراسة الحقوق في مدينة جامعة الإسكندرية والتي تخرج منها في العام 1957.
عقب أيام من نجاح ثورة أكتوبر 1964 التي اطاحت بالرئيس إبراهيم عبود، من الحكم في السودان، إشتهر أبوعيسى خلال أحداث ما باتت تُعرف في الأدب السياسي السوداني بـ (ليلة المتاريس) حيث قاد الجماهير إلتى أغلقت الشوارع أمام تحركات ضباط من الجيش للإنقلاب على الثورة الوليدة.

شارك ابوعيسى في حكومة مايو، التي جاءت بعد الإنقلاب العسكري الذي قاده العقيد جعفر نميري في مايو من العام 1969، بالتحالف مع قوى اليسار المكونة من الحزب الشيوعي السودان والقوميين العرب، وتولى خلال تلك الفترة عدة مناصب وزارية منها وزارة الخارجية.

في العام 1970 تم فصله من الحزب الشيوعي السوداني عقب اتهامه وعدد من قيادات الحزب بالمشاركة في الإنقسام الذي حدث في ذلك العام، وفي ديسمبر من العام 1983، فاز ابوعيسى بمنصب الأمين العام لإتحاد المحامين العرب، بعد أن هاجر من السودان واستقر في جمهورية مصر العربية، وتكرر فوزه في دورات متتالية استمرت حتى العام 2003.

وخلال توليه منصب الأمين العام للإتحاد رفض قبول عضوية اتحاد المحامين السودانيين، بحجة استناده على قانون العمال، ولم تفلح جهود الحكومة واتحاد المحامين السودانيين من الانضمام لاتحاد المحامين العرب إلا في عام 2005 بعد اجازة قانون الاتحادات المهنية لسنة 2004.

ظل ابوعيسى خارج السودان منذ استيلاء الجبهة القومية الإسلامية على الحكم عبر الإنقلاب العسكري الذي نفذته في العام 1989، وعاد للبلاد في العام 2005، عقب اتفاق السلام الذي ابرمته الحكومة السودانية مع الحركة الشعبية لتحرير السودان، واصبح أبو عيسى عضوا في البرلمان السوداني في ذلك العام ضمن المقاعد التي التي خُصصت للتجمع الوطني الديمقراطي، الذي كان يشغل فيه منصب مساعد الرئيس.

بعد رجوعه للسودان اعاد الحزب الشيوعي السوداني عضوية أبوعيسى، دون الإعلان عن ذلك، ليتولي رئاسة الهيئة العامة لتحالف قوى الإجماع الوطني، الذي يضم الحزب الشيوعي السوداني وأحزاباً أخرى.

تعرض ابوعيسى للإعتقالات المتكررة خلال عهد الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وذلك بسبب نشاطه الفاعل في معارضة حكومته.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …