ولد في مثل هذا اليوم ١٥ يوليو السيد عبد الرحمن المهدي
ولد في مثل هذا اليوم – الشاهد
ولد بأمدرمان بعد وفاة والده الإمام محمد أحمد المهدي ببضعة أسابيع وذلك غرة شوال 1302هـ الموافق 15 يوليو 1885م. وحفظ القرآن الكريم في سن باكرة.
بعد واقعة كرري، حيث استشهد من استشهد وتفرقت الأسرة توجه السيد عبد الرحمن مع الخليفة شريف إلى الشكابة مع أبناء المهدي الآخرين. وفي الشكابة تم إعدام الخليفة شريف وابني المهدي البشرى والفاضل وجرح السيد عبد الرحمن.
تم تحديد إقامته في الشكابة وجزيرة الفيل لمدة تسع سنوات مع والدته وما بقي من أسرة والده وأسرة الخليفة شريف وتولى السيد عبد الرحمن قيادة الأسرة وكان وقتها لم يبلغ من العمر العشرين عاما.
في سنة 1912م صرح السيد عبدالرحمن المهدي بأن الإدارة البريطانية في السودان قد قامت ببعض الإنجازات الطيبة في البلاد وأن أعمالها بناءة. ووجد تصريحه هذا قبولاً حسنًا لدى البريطانيين. فكان أن سمحوا له بزراعة القطن في الجزيرة.
سمح له بالحضور لأمدرمان حيث كان يحضر مجالس العلم وبخاصة مجلس الأستاذ الشيخ محمد البدوي واشترى منزلا بجواره في العباسية ورحل إلى أمدرمان مع أسرته بعد إلحاح من جانبه.
في عام 1908 سمحت له السلطات بزراعة أراضي المهدي في الجزيرة أبا بمنطقة النيل الأبيض، حيث شرع في تعميرها وعاونه جماعة من أنصاره ومريديه، وكانت تلك البداية لأعماله الزراعية والاقتصادية.
خلال فترة الحرب العالمية الأولى 1914- 1918م بزغ نجم الإمام عبد الرحمن المهدي كزعيم وسياسي ورجل مال واقتصاد. وبعد نهاية الحرب كان ضمن الوفد الذي سافر إلى بريطانيا، عام 1919، لتهنئتها بالانتصار على ألمانيا. وكان الوفد بقيادة السيد علي الميرغني، فكان المهدي أصغر أعضاء الوفد سنا. حينها أهدى الملك جورج الخامس سيف والده، رامزا إلى أنه هجر الجهاد بالسيف الذي دعا له والده، وقد التزم في خطته لنيل الاستقلال الوسائل المدنية. ذلك التصرف نال النقد من الكثيرين الذين كانوا يحبذون مواجهة الاستعمار بالقوة. ووصل إلى حد رميه بالعمالة للإنجليز.
بعد نهاية الحرب العالمية الأولى عمل بفاعلية ونشاط في تطوير أعماله ومشروعاته الزراعية مما وفر له عائدا ماليا مجزيا استخدمه في دعم الحركة الاستقلالية والمناداة باستقلال السودان.
أسس صحيفة “حضارة السودان” في عام 1919م وأسس صحيفة “النيل” في عام 1935م وأسس حزب الأمة الذي كان شعاره “السودان للسودانيين” في عام 1945م. والحزب كان يدعو لدمج السودان في الامبراطورية البريطانية تحت التاج البريطاني (بدلاً من الحكم المصري البريطاني المشترك).
وقف عبد الرحمن المهدي طول الوقت ضد الدعوة إلى الاتحاد مع مصر والدخول تحت التاج المصري.
أنشأ دائرة المهدي الاقتصادية والتي ظلت تقود العمل الاقتصادي والزراعي والتجاري فكانت مثالا للتنظيم الإداري وصرف كل عائدها المالي على أسرته والحركة الوطنية وقام برهن العقارات والأراضي الزراعية للحصول على التمويل اللازم لخوض المعارك السياسية وبعد وفاته كانت الدائرة مدينة لعدد من البنوك التجارية.
في عام 1940 وفي أثناء الحرب العالمية الثانية ساند السيد عبدالرحمن الحلفاء وذلك بتقديم بعض الهدايا لجنودهم الذين كانوا في حرب مع الإيطاليين في إرتريا وإثيوبيا. وخلال تلك الحرب ازدادت يقظة السودان وتطلعه إلى الحرية والاستقلال. ونشأ مؤتمر الخريجين في عام 1938م، وحدث الشقاق في صفوفه عام 1942 حين أيد بعض أعضائه سياسة التفاهم الودي مع الإدارة البريطانية، بينما وقف أعضاء آخرون ضد السياسة الودية مع البريطانيين وطالبوا البريطانيين بالإعلان صراحة عن اعترافهم بحق السودان في السيادة والاستقلال. واتجه المؤيدون لسياسة الود إلى السيد عبدالرحمن يطلبون مساندته في سياسته تلك. ونشأ حزب الأمة تحت رعاية السيد عبدالرحمن المهدي ونادى بشعار المطالبة باستقلال السودان، بينما رأى الحزب الآخر، وهو حزب الأشقاء ومن معهم من الاتحاديين، بزعامة إسماعيل الأزهري أن تقوم في السودان حكومة ديمقراطية باتحاد مع مصر تحت التاج المصري.
وعندما اتفق إسماعيل صدقي باشا رئيس وزراء مصر مع المستر بيفن وزير الخارجية البريطانية، وأعلن صدقي باشا أنه أحضر معه وثيقة سيادة مصر على السودان، ثار أنصار المهدي في أنحاء السودان على هذا الإعلان الذي مالبث أن تعثر حتى في القاهرة بين المصريين الذين لم يرضوا عن تفاصيل الاتفاق، وبذلك نجح حزب الأمة في مسعاه للعمل على استقلال السودان.
في عام 1953م، سافر السيد عبد الرحمن المهدي إلى القاهرة والتقى برئيس الجمهورية المصري آنذاك اللواء محمد نجيب، وتوصل معه إلى اتفاق رضيت به سائر الأحزاب في السودان كما رضيت به بريطانيا بعد أن قبله رئيس حزب الأمة.
وكان أهم ما في هذا الاتفاق هو إقامة حكومة ديمقراطية بعد إجراء انتخابات حرة في السودان، وعلى أن يخرج الإداريون البريطانيون من البلاد وأن يسحب كل من الجيش البريطاني والمصري من الأراضي السودانية، ثم يجرى استفتاء في السودان ليقرر أبناؤه ما يريدون لمستقبل بلادهم.
ولما رأى الزعيم السياسي إسماعيل الأزهري أن لا شيء يقف أمام استقلال السودان، اتفق مع السيد عبد الرحمن المهدي وأنصاره على إعلان استقلال السودان من داخل البرلمان. فكان لهم ما أرادوا، وأعلن استقلال السودان. وبذلك حقق السيد عبد الرحمن ما كان يصبو إليه هو وبقية الزعماء السياسيين السودانيين.
لم يعترض السيد عبدالرحمن عندما استولى الفريق ابراهيم عبود على الحكم. بل إنهما اجتمعا، وأعلن السيد عبدالرحمن أنه يثق في قدرة عبود على حكم البلاد والحفاظ على استقلالها.
انتقل إلى جوار ربه في 24 مارس من عام 1959م. ودفن جثمانه بقبة الإمام محمد أحمد المهدي بأمدرمان. وخلفه ابنه الصديق المهدي.
ولد مثل هذا اليوم… مديحة كامل
ولد مثل هذا اليوم – الشاهد ولدت في مدينة الإسكندرية في 3 أغسطس 1948 وانتقلت عام 1962…