أما آن لهذا المارد أن ينهض
كمال عبد المنعم الحكيم
كان والدى يجوب بقاع الوطن الشاسعة بحثا عن رزق يعيل به اسرته وكنت اشاركه الرحلات فى اجازاتى الدراسية واقود معه السيارة فى رحلة طويلة تمتد فيها الأرض ولا تنتهى ، وكنت اتساءل وقتها لم هذه الارض الخصبة بور ندوس عليها باقدامنا وتمسك بها من فرط خصوبتها قائلة انا السر الذى لا تعلمون .
إن الشعب لا يلام على مشكلات الاختلال الاقتصادى لانه لا ينظر بعمق للمستقبل وليست مسؤوليته التخطيط الاستراتيجى إنما هى مسؤولية الحكام والقادة .
ما الذى غيب عقول النخب السياسية فى السودان وجعلها قاصرة عن خلق مشروع وطنى يستوعب التنوع و يدير الموارد المتنوعة ؟ ما الذى جعل الاحزاب السياسية بلا مشاريع تنموية تصارع لاجلها بدلا من الصراع على مقاعد السلطة و الحكم . سأجيب انا على هذا السؤال بأن الاحزاب التقليدية و الطائفية مصلحتها فى هذا الركود لأن النهضة و التنمية تحدث تغييرا جذريا فى المجتمع يفقدها قواعدها التقليدية فى مناطق الهامش لأن التعليم والنهضة تخلق واقعا جديدا فى المدن و الريف .
إن قصور القائد عن الرؤيا السليمة فى التخطيط للمستقبل وعجزه عن خلق مشروع وطنى قومى يدير التنوع الاثنى والثقافى و يستنهض الأرض النائمة و الثروات الهائلة فى السودان دليل على أنه فى المكان الخاطىء . فالقائد يجب ان يضحى لأجل وطنه و خير شعبه بتوفير احتياج الناس بفرص عمل ونظام تعليمى رائد يؤسس لجيل منتج و مبدع مع رعاية صحية كاملة تعبد طريق المستقبل للأجيال ، إن القائد الحقيقى هو الذى يقدم حوكمة رشيدة و تقوم عقيدته السياسية على كسب قلوب الناس وجمعهم فى مشروع وطنى جامع .
فى طريق النهضة الاقتصادية الشاملة علينا أن نستصحب كل مشاكل الاقتصاد والتخلص منها مرحلة بعد مرحلة بإقامة المشاريع الانتاجية ذات الكثافة العمالية لمعالجة مشكلات البطالة و كذلك اقامة المصانع فى مناطق الانتاج لتقليل تكلفة المنتج وتحقيق التنمية المتوازنة .
إن تفعيل كل عناصر المعادلة الاقتصادية من استثمار منتج و صناعة و زراعة بعد معالجة مشاكل الطاقة هى إجراءات لابد من اكتمالها حتى نضع اسس النهضة السليمة مع معالجة قضايا السلام حتى يصبح السودان كاملا هدفا لمشروع شامل قوى ووطنى وقوده نسبة سكانية أعلى من الشباب بدافع ثورى قوى على أنقاض مشروع اسلامى فاشل .
إن توفر ثروات ضخمة ومساحات شاسعة من الأراضى الزراعية الخصبة وثروة حيوانية تعد الأكبر عالميا بمحصلة اقتصادية سالبة دليل على ضعف الإرادة السياسية لأن ادارة دولة التنوع لا تتم إلا بنظام حكم رشيد يحترم هذا التنوع و يشيع العدل و المساواة و يحترم حقوق الانسان جاعلا من هذا التنوع قوة دافعة .
إن كبح جماح التعدد الاثنى و الثقافى و ضبط الصراع القبلى وثورات الهامش مع استثمار المد الثورى وصهرها فى بوتقة السودان الجديد هى اسس نجاح مشروع وطنى شامل لا تنقصه ثروات وطنية ضخمة توقظ المارد من غفوته .
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …