من أكثر حزنا من ايفانكا؟
عمر عثمان :
لم يجد البرهان وحميدتي من الضمانات التي تبقيهم بعيدين ليس من الملاحقات القانونية فحسب، بل من التنازل عن كرسي الحكم بزيهم العسكري في بلد يستشهد شبابه برصاصهم من أجل قيادتها لصناديق الاقتراع، في سبيل الوصول لحكم ديمقراطي، بمثلما وجوده من ترمب الذي وفر لهم من التطمينات مالم يجدوه عن المخلوع الذي صنع من الاول قائدا للجيش ومن الثاني أسطورة قبلية عسكرية أراد بها الخروج عن المألوف المؤسسات العسكرية في تبني الدولة للمليشيات خارج إطار القانون وإعلان ذلك صراحة بل والتفاخر بقائد مليشيا خصما على المؤسسة التي انجبته والتي ينتمي لها البرهان نفسه.
فبقاء الرجلين في الأضواء وعلى رأس السلطة لأطول مدى دون إخضاع البلاد لتجربة ديمقراطية على طريقة السيسي مربوط بشكل كامل ببقاء ترمب رئيسا للولايات المتحدة، الشئ الذي تكذبه نتائج الانتخابات التي ستعلن اليوم او غدا على أسوأ الفروض، لذا تبقى التنازلات التي قدمها الرجلين في سباق الزمن في الأسابيع الماضية ليست ذات قيمة بالنسبة إليهما كما لكنت ليست ذات قيمة للشعب السوداني التواق للديمقراطية وقد خرق الرجلان كل الأعراف والمواثيق والعهود السودانية تجاه العلاقة مع إسرائيل فقط من أجل بقائهما على كرسي السلطة، ذلك الوجود الذي يشكل حصنا منيعا لهما من الملاحقات القانونية الداخلية والخارجية، ويظهر ذلك في احتفائهم بالتطبيع أكثر من سعادتهم برفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وسارعوا بالتبشير لذلك ولم يخفوا سعادتهم وهم يتحدثون مباشرة للقنوات والاذاعات الإسرائيلية التي وعدوها وزادوها تطمينا بأن التطبيع نافذ سوى مر من داخل قبة البرلمان أو لم يمر.
وما من أحد حريص على فوز ترمب في العالم بأسره اكثر من البرهان وحميدتي واللذين تفوق أمانيهما واشواقهما لذلك الفوز ابنته ايفانكا التي تعلم أن الانتخابات قابلة للفوز والخسارة حسب تجربتها وتجربة مجتمعها الذي تعيش فيه، بينما لاينظر الرجلين لغير الفوز فقط لضمينهما ترمب، فخسارته تعني انهيار كل الأحلام والآمال وقبلها الضمانات، التي لن تستطيع بنسودا المواصلة فيها بعد سقوطه.
وفي المقابل سيسعى الديمقراطي بايدن العمل على معالجة جميع الأخطاء التي وقع فيها خصمه في الأربع سنوات الماضية بخصوص العلاقات الخارجية والجميل في أن مشروع ترمب تجاه السودان بدأ في آخر عهده والا لكنا اليوم غرقى في المشاكل والحروب الداخلية والخارجية وما فتنة (الوقوف مع مصر ضد إثيوبيا) في المحادثة التاريخية، الا إشارة لتحويل المنطقة لقطعة لهب في المستقبل القريب ومعركة طويلة ساحتها بلادنا، هكذا يفكر ترمب الأمريكي الساعي للبقاء لأربعة سنوات أخرى على جماجم ودماء السودانيين وللأسف وجد الطربق ممهدا ونحمد الله أنه لن انتهى قبل أن يبدأ بفوز بايدن والذي لا نتعشم فيه كثيرا ونتفاءل بوقوفه مع السودان، أكثر من كف شر لغة المحاور التي تقودها دول الجوار التي لاتريد خيرا للسودان.
سودان مابعد ترمب لابد أن يسير نحو صناديق الاقتراع بعيدا عن اتفاق جوبا المشروخ.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …