الخرطوم الجديدة تحتفي بمائتي عام لقيام الدولة السودانية الحديثة

الخرطوم – الشاهد :

تحتفي مجلة (الخرطوم الجديدة) هذا الشهر – بعدد تحت الطبع – بمرور مائتي عام للدولة الحديثة في السودان، منذ بداية الغزو التركي للسودان عام 1821. ويقول مدير هيئة الخرطوم للصحافة والنشر، يوسف حمد، عن العدد: “المقولة التي وصلتنا من درس التاريخ هي أنَّ السودان واجه – خلال تاريخه الطويل – انقطاعات حضارية متعددة، هذا بالنظر إلى واقعه منذ الممالك المسيحية القديمة وما قبلها، مروراً بالدولة السنارية (315 سنة)، ثم الاستعمار التركي (65 سنة)، ومن بعده دولة وطنية قصيرة العمر (13 سنة)، تلتها حقبة استعمارية لأكثر من نصف قرن، ثم الاستقلال في 1956، ومن بعد الاستقلال دولة وطنية متعثرة”.

يضيف: “وببدء العام الجاري 2021؛ يكون السودان قد أنهى (200) سنة منذ أن اجتاحه إسماعيل باشا في 1821 بغزو تركي مصري عنيف ومتوحش، استمر لـ (65) سنة. ويشار دوماً إلى ذلك الغزو باعتباره بداية الدولة الحديثة في السودان، فإذا كانت الـ (200) سنة الماضية بدأت باستعمار خارجي بشع، فإن الـ (200) سنة الجديدة بدأت بثورة وطنية سلمية ذات سؤدد، يأمل السودانيون أن تخلصهم من أذى الماضي البعيد وعذاباته القريبة”.

واستكتبت المجلة عدداً من الكتاب في هذا العدد للتنقيب في تاريخ السودان المعاصر: أحمد الشريف، ومعز الزين، ومحمود المعتصم. وعقَّب حمد: “عندما نأتي إلى أكثر لحظات الحاضر السياسي تأثيراً؛ سنتذكر أنَّنا شيعنا الزعيم السياسي والديني الأبرز، الإمام الصادق الصديق المهدي، الذي غيَّبه الموت في شهر نوفمبر الماضي متأثراً بالمرض، وما كان لنا إلا أن نقترب أكثر من هذه الزعيم الذي رحل، وذلك عبر أقلام الدكتور فتح الرحمن التوم، والصحفي عبد الله رزق، والمؤرخ الدكتور عبد الله علي إبراهيم. ونأمل كذلك أن يضيء لنا حاتم الكناني قليلاً في هذا الجانب، ويستعرض لنا أصداء المهدي في الصحافة العالمية القديمة”.

في العدد أيضاً؛ تفكرات في حصيلة سنة من الأداء السياسي والتنفيذي للحكومة الانتقالية، وكذلك ما في هذه السنة من أحزان. وسنقرأ بالداخل لعوض صديق، وحسام حيدر، والدكتور محمد قرشي عباس، وجمال حسن، وحسام هلالي الذي أدار محاورة مهمة مع الآخرين للنظر إلى ثورة ديسمبر من جهة السياسة.