
في محبة إبراهيم إسحق
نصر الدين عبد القادر :
إنَّ الكاتب العظيم إبراهيم إسحق واحدٌ من أهم ركائز السرد القصصي والروائي في السودان، وبذات القدر نجده باحثًا رصينًا مجتهدًا لأبعد ما يكون الاجتهاد والتفاني في البحث التنقيب عن التراث والفلكلور، وكأنما شخصية الأديب هي مكملة لشخصية الباحث، لذلك يجد القارئ أنّ كاتبنا يكتب عن وعيٍ وفكرٍ ورؤية لم تجد حظها من الدراسة والذيوع بين أهل السودان.
ومن سوء حظ أديبنا الكبير أنه نشأ في بلدٍ تموت فيها الأحلام في مهدها، وإن كتب لها الحياة، فهي حياةٌ موغلة في التراجيديا التي لا يشعر بها غير صاحبها، فمثل إبراهيم إسحق كان ينبغي أن ينصب له تمثالٌ كبيرٌ في مدخل وزارة الثقافة، فضلًا عن إدراج اسمه في المناهج الدراسية، وهو جديرٌ بما وصفه به أديبنا العالمي الطيب صالح بأنه كاتب كبير حقًا لكنه لم يُعرف على نطاقٍ واسعٍ.
إبراهيم إسحق مشروع أدبيٌّ كبيرٌ، كانت طريقه مرصوفةٌ بالأشواك والمتاريس، غير أنّ إيمانه ظل ثابتًا، وكأنه مقاتلٌ وهب حياته ترسًا من أجل قضية سامية.
اللغة التي استخدمها في سرده والتي احتوت على لغة الحكي المحلي في دارفور كانت تمردًا على السائد، وهو ما جعله في صدامٍ مع مثقفي الوسط الرافضين لكل ما هو غير عربي فصيحٍ، رغم ذلك لم يزده الرفض إلا إصرارًا، وبذلك يستطيع القارئ أن يتعرف على اللهجات المحلية في إقليم دارفور الحبيب، وهو ما يعزز التنوع الثقافي في البلاد وما يساهم بدوره في تعزيز الترابط بين أهل هذا الوطن الملكوم.
وإذْ رحل هذا الرقم المتفرد، فإنّ أعماله التي كتبت من أجل أجيالٍ قادمة، سوف تمثل مستقبلًا مشرقًا في الكتابة الإبداعية في السودان، ومدرسة متفردة مثل فعل الطيب صالح، الذي يلمس القارئ لهجة من شمال سوداننا الحبيب. هنا أناشد أن تقام مسابقة في الأدب القصصي والروائي، والبحوث عن التراث السوداني باسم إبراهيم إسحق.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












