‫الرئيسية‬ آخر الأخبار في التحليل السياسي والاجابة على ما العمل
آخر الأخبار - رأي - فبراير 6, 2021

في التحليل السياسي والاجابة على ما العمل

صديق فاروق الشيخ :

*تفاقم الازمة المعيشية بفعل سياسات التحرير الاقتصادي لا حدود لها ولا نهاية لها لنصبر عليها، ولن تتوقف عند سعر صرف محدد، بل ستظل أزمة المعيشة متفاقمة هذا ما تعلمناه من هذه السياسات طيلة الخمس عقود الماضية!*
*الانقسام في ثورتنا هو تمايز طبقي، ونكوص اليمين عن المواثيق، الاصطفاف واضح لقوى الهبوط الناعم مع الثورة المضادة لقطع الطريق امام التغيير*
*سيظل الطريق الى محطة(التغيير) عبر الحبة الحمراء*
*كيف نسقط تحالف اللجنة الامنية وقوى الهبوط الناعم*
*٣٠ يونيو ٢٠١٩ كانت معركة الجماهير نحو الخلاص ولكنها اليوم هي الدرس!*

هل هذا انتقال أم تأسيس لانتقام؟ نعلم إن طرفي المقصلة هما اللجنة الامنية والحكومة الليبرالية والمذبوح شعبنا الثائر وإرادته الحرة والمستهدف ثورته السلمية المستمرة: حقاً في مسرح الفترة الانتقامية، هنالك مقصلة نصبت لنا ولثورتنا طرفها الاول الانهيار الاقتصادي بتنفيذ الروشته الليبرالية التي لم يتبناها شعبنا يوماً، وظلت تُفرض عليه منذ سبعينيات القرن الماضي، فلم تلقى توصيات المؤتمر الاقتصادي والسياسات البديلة أو الاسعافية التي اجتهد ابناء شعبنا بمختلف مشاربهم في إعدادها اية اهتمام، وفي المقابل تم تنفيذ توصيات مؤتمرات اصحاب المصلحة من مجموعات الشاتهام هاوس، وبصورة وحشية متبعة نهج الصدمة، صدمة الشعب في ثورته وحمدوكه ، ليتم تنفيذ أجندة صندوق النقد والبنك الدولي في تزامن وتناغم مع تآمر طرف (المقصلة) الآخر المتمثل في اللجنة الامنية والذي يتكتك وصفة الانهيار الامني، وتأليب الادارات الاهلية، وتعزيز الافلات من العقاب فكل يوم يتسرب كوز ويخرج آخر من جحره، بينما تزدهر الرأسمالية الطفيلية وتتمدد مشروعات العودة بالدولة للعشائرية ومنصة القبيلة ربما بحثاً عن تأسيس مملكة (دقلو).

انا اقولها بوضوح علينا مواصلة الثورة السلمية بإقتدار وبإصرار على استمرارها و سلميتها بكل السبل وان لا نسمح بأن تنجر ثورتنا نحو العنف مهما فعلوا؟! نعم هم يسعون نحو الاتجاه النهائي الثاني وهو الانهيار الكامل للدولة وانتشار الفوضى:
تبقى التساولات مشروعة حول كل المزاعم لماذا قبل جميع من وقع على سلام جوبا بأن يحتفظ الكل بجيوشه؟!
كيف يوقع السلام وتستمر الجيوش ويتمدد العنف وتتسع رقعة عمليات التجنيد؟!
ألهذا جائت الامم المتحدة بفولكر الذي عاصر انفجار الاوضاع بسوريا وانتشار الفوضى بها؟!
لماذا سارعت روسيا بقبول عرض البشير ببناء قاعدة في البحر الاحمر؟! وتوقيعه مع لجنته الامنية ؟ ولماذا هرولت استخبارات الافريكوم لتحتوي جنرالات القوات المسلحة؟! نعلم ان الكيزان استماتوا لكي تحدث الفوضى ليستعملوا اسلحتهم المخزنة! وليتبروا للبطش والعنف ولضمان استمرار الدكتاتورية، الكل يحشد للمقصلة! ، كما شاهدنا تنظيم القاعدة يسير مواكباً ضد الثورة!… ورأينا علما السلطان يتنافخون لكي يحكم البرهان، ونعاصر ونعاني كل يوم المكيدة الاقتصادية بقذف السياسات البديلة في سلة المهملات وسحق المنتجين عبر سياسات تراكم ثراء الطفيليين في ظل الازمة. وتضيق وتكتمل حلقات التآمر ضد مصالح شعبنا وثرواته يومياً. إن سيناريو الفوضى هو الطريق نحو تأسيس الدكتاتورية والانقضاض على الحريات وعلى رأسها الحق في الحياة ومؤشراته الاستمرار بالعنف منذ محاولات فض الاعتصام وفض الاعتصام بالفعل والاستمرار في نفس الطريق..يتحدث كل من البرهان وحميدتي عن الفشل ويتحدث الكيزان عن حكومة الشيوعيين وهم في الحقيقة يقصدون هامش الحريات التى انتزعتها الثورة.

كُتب على علبة الحبة الحمراء الاجابة على سؤال هل هذا حقاً انتقال؟! ترتبط بالاجابة بسؤال هل سيستلم السلطة شخص مدني ام سيستمر العسكر في انقلابهم لخنق الثورة السودانية؟ لقد كان جلياً منذ البداية ان لن يعقب البرهان احد مدنيي مجلس السيادة، والامر غير المقبول ان يبقي العسكر على سدة الحكم، فلن يترأس الانتقام اقصد الانتقال شخص مدني. والا فاخبرني كيف ستجري الانتخابات التي يزعمون في ظل تمدد رقعة العنف وانتشار الجيوش والسلاح وفتح معسكرات التجنيد؟ سيظل الطريق الى محطة(التغيير) عبر الحبة الحمراء وهي حبة الاستفاقة واليقظة عبر الوعي ومواجهة الواقع الاليم بكل تحدياته وتحمل مشاق البناء.

أُيُقن مثل القليلين أن برنامج الهبوط الناعم بعد أن تكشف بوضوع بحيث يراه الاعمى ولا يختلف عليه اثنان “إلا من أبى وتناغم”، قد اصبح امراً واقعاً ومستجداً، وينبغي أن ننظر لمحصلته وإنعكاسه على واقعنا بمحاصصاته وأقتسام وزاراته،على انه الفوضى فمساره في تقديري يقود الى إنهيار الدولة بالكامل، وتقسيمها بواسطة المخابرات الى حدود ونزاعات جديدة فهي تعبث كل حسب مصالحه ومشروعه، والطريق الي الفوضي يمر عبر إفشال الثورة السودانية في إحداث التغيير بالابقاء على جميع سياسات الكيزان الليبرالية، والحيلولة دون قيام برلمان الثوار واسترداد الحركة النقابية الموحدة بنسخة قانونها التي تواضعت عليه، وقد يحدث هذا بوعي (خونة في حسابي قليلون جداً عكس ما يذهب إليه كثير من الثوار في تلقف موجة التخوين التي استشرت وهي موجة هدفها تكسير وحدتهم وتصالحهم مع بعضهم البعض حين يخطئون)، أو قد يحدث بدون وعي عبر إستلاب (قيادات جهلة ومضللون [فاعل ومفعول] بدعايات الليبرالية) فلا أحد يرغب في تفتيت وتمزيق بلاده بوعي.

*اغراق الثورة في المستنقع الاستخباراتي*
كنت قد كتبت (علاقات مع الامارات ام مستنقع استخبارات)، ونشرت الاسافير حديث فاغنر ، وتتحقق الان كما اوردت دورة اللجنة المركزية يوليو ٢٠١٨ المعنونة (نحو الانتفاضة وإخراج السودان من المستنقع الاستخباراتي)، وتستمر السلطة الحالية فيما بدأه البشير من تطبيع وتبعية وأوفد لها الجنرال جمال عدوي، مخططات تتبيع قواتنا المسلحة للأفريكوم وهو مشروع قهر شعوب القارة بجيوشها وسحقها بجنودها، فالغربيون لن يخوض حروباً على ارض القارة بجنودهم منعاً لاحلام التحرر والانعتاق، بينما تواصل الشركات الامبريالية لاستنزاف موارد القارة ومن ضمنها بلدنا السودان.
ومن ينكر نشاط الامبريالية إضرب له مثلاً بكشف الفاينانشيال تايمز عن مأساة عمال الطق من أجل الصمغ وعن ثروات كارتيلات المشترين وسحق النساء من أجل تراكم ثروة خمسة أجيال من اسرة “ألاند الفرنسية”، ويتربص من صنعته الانقاذ بالصمغ تايكوناً محلياً في وجه الاجنبي، ما لهذا ثرنا بل لأجل المسحوقين، نعلم جيداً أن التنمية تصنعها الشعوب ويقودها المواطنون بأيدي شبابها وليس شباب الغربيين أو الامريكان وغيرهم فهم لن يصنعوا للشعوب التنمية لكنهم سيسحقون الافارقة بالسياسات للحصول على الموارد والمعادن وعلى رأسها اليورانيوم والذهب والوقود ومشروعهم الزراعي تسمده جثث المواطنين في معارك الشركات لتنفيذ مخططات الاستيلاء على الارض، لم يكن توريط الجيش بواسطة جنرالاته في فظائع صدمة الاعتصامات الا فض للجيش نفسه ولاستقلاله، فالجيش الذي تحلقنا حوله في القيادة بحثاً عن الحماية من الكيزان وجدناه في الموعد، تغنى معنا وحملناه فوق رؤسنا أما جنرالات اللجان الكيزانية اطلقوا فينا المليشيات وأغلقوا الابواب وقالوا الموت لك (وحدث ما حدث وهم في غاية الاسف لما حدث) وإخضاع الجنرالات لمستنقعات الاستخبارات مسألة يتندر بها الامراء وبالشيئ اذكر أن حميتي اول من طبع مع الكيان الصهيوني بتعاقده مع ضابط الاستخبارات الاسرائيلية لتجميل صورة الدم السريع في عيون السودانيين. جميل جداً وجه الامبريالية عندنا يرفع اسم السودان من قائمة الارهاب فنحن كشعب لم نكن يوماً ضمن المفجرين ولا دعاة الحروب فنحن شعب البحث عن السلام وصناع الثورة السلمية، لم نخطي التقدير حين قلنا أن مكان الجيش في الثورة اصلاح ذاته وإعادة بناء نفسه وأن الجنرالات يريدون الحكم، و عندما اطالع خبراً أن الادميرال هايدي بيرج، رئيسة استخبارات الافريكوم خاطبت كبار الجنرالات بأكاديمية النميري [ومن اسم الاكاديمية فقط تدرك اية منزلق ينزلقون فالمخاطبون تحت الاسم يجتمعون، أوليس النميري جنرال دكتاتور سوداني ثار عليه الشعب ونفاه] ايقن تماماً اننا نبتعد عن اصلاح المؤسسة العسكرية السودانية بهذا، والطريق الى اصلاحها وضحناه، فهل تمت إعادة المفصولين من العسكريين الشرفاء وصار على رأس الجيش قيادات تخضع للمدنيين، هل تم دمج الجيوش السودانية (٨ جيوش على الاقل)، في المقابل تطالعك الاسافير أن جنرالاً اشترى منزلاً قيمته مليون دولار، [ يغمزك السمسار بكم سيشتري لوردات الحرب]، تخبرك التقارير أن الموقعون على اتفاق سلام جوبا مع الجنرالات يفتحون المعسكرات للتجنيد (يا هذا نستحلفك بما سال من دماء أن ثورتنا سلمية).

جرد حساب:

الحساب السريع لاعلان الحرية والتغيير و ماذا انجزت السلطة الانتقامية:

استبدلت رئاسة البشير برئاسة قادة لجنته الامنية،

فاقمت الازمة المعيشية لافرق بين البدوي الدولي ومعتز صدمة وهبة جنجويد (فلا تعيب عليها يا أقرع [ paste & copy ] من ميزانية ٢٠١٦ لميزانية ٢٠٢١)، من يتسلق كرسي الحكم ويسحق شعباً انتقاماً من ثورته [اخبره ان الثوار قادمون] فليس هنالك فرق بين حمدي وحمدوك كلاهما طبل لاقتصاد السوق، لقد جربنا السوق ٣٠ عاماً يا هذا وانتهينا ان باعنا الجنرلات نِخاسة لأمراء النفط بل ببيعنا يتباهون، فالنتيجة واحدة مزيد من سحق الفقراء وتوسيع الطبقة الدنيا، الشأن ليس اشخاص وإنما سياسات، والسياسات لم تتغير لكنها اصبحت أكثر وحشية وأكثر تضليلا عما قبل وتغبيشاً للوعي بالايدي الكمبرادورية.

عززت التبعية واندغمت بشقيها المدني والعسكري في التبعية والمحور. بلادنا عرضة للتفتيت واعادة التقسيم اكثر من ذي قبل!

وحدهم الثوار القادرون على صناعة التغيير بإصرارهم على المواصلة والاستمرار، فالقدر من الحريات والحقوق الذي انتزعه الثوار وفرضوه بمطلق المسئولية ظلت تراوغه اللجنة الامنية بكجم [قضم ]مساحة الحريات واستمرار مصادرة الحق في الحياة في كل المدن والارياف، [وهم من مقتل بهاء لا يعتبرون] ، والشركاء حين لا يفتح الله عليهم بإدانة مايجري في دارفور فإنهم يتخبطون، يصل من تجرأ بالذهاب اليها من موقعي اتفاق المحاصصة في جوبا للتبشير بالسلام فيجدون كرينديق وقد احترقت. ولا غرو أن إعتصم رحل دارفور فهم ايضاً ضحايا للحروب.

اننا نعلم الثوار حين نقول من تجاربنا:
الدرس الاول: لا تقبل بحكم العسكر فالعسكر مأجورة.
الدرس الثاني: التحرير الاقتصادي لن يُحسن المعيشة و لن يتيح العيش الكريم بل سيفاقم الازمة وإن اتاك به من يقال بأنهم الشيوعيون ستنتج هذه السياسات مزيد من الفقر والآلام وستكون وبالاً وجوع.
الدرس الثالث: التبعية تظل عائقاً امام تحرر الشعوب واستقلالها ونيلها لحقوقها، وستقف بالضرورة عائقاً امام نمائها سواءً تبعنا المحور الاقليمي ام تم توصيلنا مباشرة بقيادة السنتكوم.

هل نشطط ونتطرف حين نتعلم من الثوار:
الدرس الاول: لا للتحالف مع اليمين، ما ذا جنينا من أحلاف اليمين والعروبيين (ياخي ديل مطبعين) فجميعهم حاكمين ولسياسات البك الدولي منفذين، يا عمك لا تسمح لليبراليين بإختطاف المنابر ولا حتى البنابر فسيقولون قولك في العلن لكن سيقفون ضد المسحوقين في الخفاء، سيتحاصصون ومن ثم سيعلنون بيعك في اقتصاد السوق. لا تثق بالبراجزة المثقفين فهم اول البائعين وهرجلة الجداد المستكين، لا تثق بقادة المسلحين وإن إدعوا اليسار فمن يمنحه السلاح عينه على ارض الوطن حدود الوطن وثروات الوطن وسلاحه حتماً بثمن. ثق بنفسك وبفرصتك في تغيير واقعك. تقدم ايها الثائر فقدام تتسع لكل الشرفاء وبها طوبى للشهداء.
الدرس الثاني: لا تقبل بالعسكر نقطة انقلاب جديد، [ويظل الجنرال في خدمة الراسمال] الجنرالات ولائهم لأمراء الامارات كما قال جبريل او لجنرالات مصر ، وطموحهم ان يتدربوا ويصبحوا مليشيات الافريكوم.
الدرس الثالث: تسقط لمن تظبط؛ الثورة المستمرة في مواجهة الدولة العميقة، التغيير حتمي وممكن ولو تراص العساكر والهابطون معاً، وبكرة حنبنيهو مهما تآمروا!

هذا الشعب معلم!
قلت لي قوش صانع التغيير اه وين يا،….
متى كفر الشيوعين بفكرهم ليكونوا حاكمين بسياسات الطفيليين؟! نحن الشيوعيون ندعوا لاسقاطها ولسه يجيك عبقري كده يقول ليك الشيوعين حاكمين!
يعري الموقف القائد مناوي فهو يقول اخرجوا الحوار السري مع الكيزان الى العلن فالمصالحة الوطنية ضرورية ،… لكن مهلاً متى تخاصمتم! نعم اذكر لقد تقاتلتم ! لكن فيما تقاتلتم!،… قبل ان تصالحوا الكيزان، لكن قبلها اخبرونا ما مصير من سال من الدماء هل كل القتلي هباء أم فداء لملككم، تقبلوا انفسكم وتصالحوا مع ذاتكم وأعلنوا عن ولاءكم للتبعية والصندوق وإخلاصكم للاقوى منكم. اما نحن ففي صفوف شعبنا باقون نقطة موكب جديد نقطة إعتصام جديد نقطة حصار جديد. الثورة تتمد والفتيل يتسع لكل من يتذاكى على شعبنا ويظن أن بوسعه تغفيل الجماهير وتضليل وعيها بالاكاذيب.

انتم لا تعرفون اي القيود كسرها شعبنا ، اي مقدرة على التمييز قد اكتسبتها الجماهير ، اني أومن بعد ربي بالعقل الجمعي بذكاء الفطرة وبان التغيير قادم مهما قطعوا الطريق.

نعم نال المتسلقون الفرص لكنهم سيتساقطون كالاوراق الذابلة سيتعري الجميع امام شفافية الثوار ، ولا طهرانية فكل إناء بمافيه سينضح وسيبقي الذي لن ينعصر وسيبقي الذي لم ينكسر.

اذن كيف يتم اسقاط السلطة الحالية؟ فهي معبرة عن مصالح الرأسمالية الطفيلية وتعمل على تحقيق المصالح الاجنبية، وتحول دون التغيير، بل الخطير هي تسوق البلاد بسرعة الصاروخ نحو التفتيت والفوضى، كيف يمكن تصحيح مسار الثورة السودانية لتحقيق التغيير والتعبير عن مصالح غالبية شعبنا من الفقراء والمسحوقين.

الحل في البل؛
إعادة تكوين مجلس السيادة ليكون خالي من اللجنة الامنية والمليشيات المسلحة ويكون تشريفيا فقط، تكوين مجلس وزراء يعبر عن الالتزام ببرنامج الثورة ويعمل إحداث التغيير، وتكملة هياكل السلطة: مجلس تشريعي من الثوار وتكوين المفوضيات وتحقيق مهام الانتقال وعلى رأسها تفكيك وتصفية ومحاسبة نظام ٣٠ يونيو الاجرامي.

*الحبة الحمراء*
كيف يستطيع الثوار اسقاط اللجنة الامنية وتصحيح ما أفسدناه؟
كيف السبيل بعد ان نجحت قوى الهبوط الناعم في الاصطفاف باسم إقتصاد السوق ضد مصالح المسحوقين، علينا دائماً أن نتعلم من تجربتنا ونتعلم من جماهير شعبنا ونعلمها عما في ذهننا ومافي تقديرنا.

الدرس والعظة والعبرة في ٣٠ يونيو ٢٠١٩:
فلقد كانت معركة الجماهير نحو الخلاص ولكنها اليوم هي الدرس! أكرر ما قلته اكثر من مرة: إبتدر الدعوة لمواكب الحداد الصديق د. عبد الله جعفر ، وتلقفتها لجان المقاومة، عبر حزبنا عن دعمه لحراك الشعب، واعترضت كعادتها قوى الهبوط الناعم التي رفضت من قبل مواصلة جداول التصعيد ، وطلبت فض الاعتصام طواعية، ورفضت الاضراب ورفضت العصيان المدني ورفضت المواكب بل رفضت تنسيقية الثورة وعملت على تقويضها بتكوين المجلس المركزي لقحت واتهمتنا (الشيوعيون) بالسعي نحو المواجهة والتصعيد وعرفت لنا دور السياسي بالحكمة وضرورة حقن الدماء وكادت قوى إعلان الحرية والتغيير أن تنقسم، اتهمونا بأننا سنورد الجماهير الهلاك، وسيقتل العسكر الثوار، قلنا: سنتقدم الصفوف ونموت معهم. قالوا: “انتم تبحثون عن الانتحار؟”، قلنا: “نبحث عن الحياة لشعبنا” لم نكن نعلم انذاك ان ممثلين عنهم كانوا قد بايعوا شيوخ الامارات قبل شهرين على أن يحكم السودان حميدتي والبرهان: ربما لبناء امارة دقلو العشائرية لمدهم بمنجم الذهب، ولم نكن نعلم أنهم في ذات الاجتماع الذي نحاججهم بضرورة ان تتبني الحرية والتغيير مواكب ٣٠ يونيو ١٩، كانوا يخرجون ويتهامسون خلف الباب قبولاً لوليمة العشاء مع الجنرالات القتلة بضيافة الراسمال ، وبحضور سفراء المحور وبقية الشركاء لصنع شراكة الدم. عموماً خلصنا أن نبقي على وحدة قوى الحرية والتغيير وان نتبنى معاً المواكب.
في ظهر ٣٠ يونيو اتصل بي الزملاء في لجنة الميدان وقالوا كما توقعوا شعبنا برمته حضر في الموعد، وسألوا عن مسار المواكب وقلت نحو حصار القصر بأمر الشعب وكما تأمر الجماهير، فليحاصر الثوار القصر ولتفتح لجنة الميدان مساراً للعسكر لينسحبوا نحو القيادة (ثكناتهم) وعندما يحكم الشعب الحصار نجتمع ونقرر معاً. كان العسكر قد قطع الانترنت والاتصالات مقطوعة بين الجميع، أعلنت صفحة المهنيين (منبر الثورة) مسار المواكب نحو القصر الجمهوري، ثم بعد الاعلان عن ذلك بدقائق تم مسح الاعلان عن توجه المواكب نحو القصر وتم الاعلان عن مخطط تفريق المواكب نحو الميادين العامة لتخاطبها قيادات الحرية والتغيير، وعلمت أن المهندسين عمر الدقير وخالد سلك كانوا قد قطعو الطريق على مواكب شارع المطار واستوقفوها مخاطبين ان “الرسالة قد وصلت” [ربما من باب الصدفة ان يقول دقلو ٢ ذات العبارة أمس في اعتصام الجنينة “الرسالة قد وصلت” مع اقراره بفض ٦ اعتصامات] طلب الاثنان من الجماهير العودة.
علمت بعد حين ان أحد اداريي صفحة التجمع كان قد استحوذ على كلمة المرور للصفحة وأقصى بقية الاداريين ووضع رسالة مفادها أن على المواكب التوجه نحو الميادين والساحات العامة لتخاطبها قيادات الحرية والتغيير. بالطبع لم يكن هنالك تريب لمثل هذا وإجتهدت بعض القيادات في مخاطبة المواكب. اقف اليوم متأكداً أن الانقسام في ثورتنا هو تمايز طبقي، والاصطفاف واضح لقوى الهبوط الناعم مع الثورة المضادة لقطع الطريق امام التغيير.

النتيجة:
“انا لا أعلم إن كان موقفهم هذا حقناً للدماء، أم مكيدة لبيع اشلاء الشهداء، لكني متأكد أن انقسامهم هذا اصل ما وصلنا له من شقاء”.

العبرة:
العبرة تكمن في العودة لمنصة التأسيس فطريقة الاسقاط واضحة التي كنا سندفع كلفتها حياتنا أو حياة بعضنا قد ازدادت وستزداد كلما تأخرنا والان دقلو١ يتوعد العمارات بالكدايس و دقلو ٢ يتوعد الاعتصامات بالفض ويتوعدونا علناً بالدم السريع.

(سلمية سلمية ضد الحرامية) إن من يتحاصصون اليوم هم من يقطعون الطريق بين الشعب وحقوله الخضراء وبتروله واطنانه من الذهب ليتقاسمها الجنرال في خدمة الرأسمال!

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …