خادمة بيوت و افتخر

كريمة أنتوني :

الناس بتظن أنها بتقلل من شأني او ينقصوا من صورتي قدام نفسي لمجرد انهم يقولو لي امشي ي خدامة أو خادمة في بيوت العرب ….
الكلام دا سمعتوا مما كنت في الجامعة من زميلاتي سواء جنوبيين(الكان وضعهم كويس انذاك
أو من بعض الشمالين بتحديد (البنات ) الذين هم بطبع ا كانوا حسن حالا مننا (لي بتشتغلوا في البيوت ) أو كان في المواصلات اثناء الشجار أو الشارع يناديك (زول ) دون اي مقدمات و يقول لك ي بت تعالي عندي شغل(غسيل أو مكوة أو نظافة…..)
ما كنت بزعل لاني ببساطة نازحة وكادحة وبتشتغل في البيوت عشان أوفر حق الاكل والمدرسة والخ
لي ذكريات في بعض البيوت في (الرياض و الشجرة ة اركويت ) و لبعض منهم الاحترام و التقدير لانو كان يع
بدوني فرصة امشي جامعتي و احضر محاضراتي و ارجع في الاجازة اشتغل بدون مايقطعوا رزقي
انا بالحال دا لحدي ما لقيت فرصة شغل كمعلمة
……. باليومية مع منظمة كنسية تعمل مع الاطفال ( المتشردين و المنفصلين من أسرهم ) و انا في تالت جامعه …

تالته ورابعة جامعة كانت أكبر ضغطة في حياتي
ومابنسي لمن
يحاول بعض الاستاذة تغير جدول المحاضرات كنت برفع يدي و اقول انا ما بقدر احضر ي استاذ لاني شغاله
وكنت بدي
جدول محاضراتي من بداية السنة لأصحاب العمل وبيتفهموني بكل تقبل وسرور…

كنت اقول في أركان النقاش دون خوف أو خجل انا من السودانيين الذين لم يحسوا يوم بانها مواطنة متساوية مع الآخرين لاني مازلت انا و اسرتي في السودان (الشمالي ) في مدنية سنار في بيت قش و لا يوجد لدينا لا كهرباء و لا مروحة ولا تلاجة و لا سخان !!! دوما كنت اصحي بدري لاساعد أمي في تخبي الخمر !!!!!!! و امشي اقراء في مكان يسمي وراء الزلط عبارة عن مساحات لزراعة الزرة و يستخدمها بعض سكان الحي (حمامات ) لقضاء حاجتهم الانسانية.
و ايام الامتحان كنت امشي انا و صحبتي عند واحدة قريبنا و كان زوجها ضابط مرور انذاك و عندهم كهرباء و بيت جميل و عندما يخلص الامتحان ارجع الي بيتنا ، بينما أمي مازلت البوليس يطاردها ليل و نهار لتوفر لي و لإخواني لقمة عيش الشريف …
الكثيرين منا مثلي لم يورثوا اي شي من أسرهم لا نقود و لا بيوت ولكن القليلة منهم و منهن انا ورث حبهم و دعمهم المالي البسيط و النفسي لإكمال مسيرتي التعليمية ….

امي إمرأة غير متعلمة و لكنها عظيمة ، علمتني القراية و الكتابة من عمل الخمور البلدية، (المريسة )و علمتني أن الاثني الحرة تجوع و لا تأكل بثديها ….
عملتي أن اكون شجاعة و مثابرة و أعرف الفيصل بين حقي و حق الناس و أن اكون قوية و أن لا اخجل من اي عمل طلما شريفة و يحفظ كرامتي و سمعتي …
لم أتخيل يوم ما أني ح اشتغل موظفة و امسك مرتب محترم جنية و دولارات او يجي يوم اقيف فيها قدام بوتيك فخم وكبير و اشتري منها فستان و كم جزمة و يكون عندي بيت باسمي و كم حاجات كنت فقط كنت ارءها و اسمعها في التلفزيون و يكون الحصيلة من عرق جبيني و ادفع لاسرتي و لإخواني .
ومهما كانت الظروف صعبة أو سيئة تمسكوا بخيوط العنكبوت كما يقول (جيفارا ) و اجتهدوا و لكل مجتهد نصيب و لا تجعلوا اليأس و البؤس ياكل طموحتكم و عزيمتكم و لا تجعل ما يملكه الاخرين مصدر احساس بقله حيلة و يروح تحليلك بما تمر بيه بوصفها /ه قصور من اهلك و يضعفك او يجرفك الفقر بإدخال نفسك في اعمال و سلوك سهلة كسب العيش و المال و اشياء كتيرة جميلة و لكن في النهاية يفقدك كرامتك و صوتك و كينونتك …

استفيد و إستثمر اي فرصة opportunities في الحياة بطريقة كويسة حتي الفرص المزعجة و المرهقة بدنيا و نفسيا و جسديا لانها قد توصلك و كللها بالأمل و الصبر و الإصرار