
الحفاظ على “جذوة الثورة” مشتعلة
عمر عثمان :
من مثالب الوثيقة الدستورية إشراك العسكر الذين لم ولن ينالوا ثقة الثورة ولا الثوار للحظة واحدة منذ سقوط النظام وحتي قيام الحكم المدني وما بعده طالما اعتبروا المفاوضات طوق النجاة الوحيد للتشبث بالسلطة بما يمكنهم من الفرار من المساءلة والملاحقة القانونية باعتبار انهم جزء كبير من النظام البائد. لجنته الأمنية. بالتالي شركاء في كل الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوداني منذ الثلاثين من يونيو الأسود، بالإضافة لافتقادهم العقيدة العسكرية المبنية على قيم عليا ظلت قواتنا تفتقدها لثلاثة عقود حالكة حين تبدل الولاء للوطن بالولاء للحزب الحاكم فقزموا الوطن وضخموا حزبهم البائد الذي يعنيهم أمره أكثر من الوطن، ذلك الولاء المبنى على المصالح المشتركة التي ليس من بينها المصلحة العليا وهي مصلحة الوطن الذي يعلو فوق كل حزب وحسم والا لما فقدنا حلائب وأصبحنا غرباء في الفشقة، ولما حلت المليشيات من كل جنس المكانة الرفيعة التي كان تتمتع بها قواتنا في قلب كل سوداني،الذي بات ينظر إليها نظرة الشك والريبة كما طاردتها اللعنات عن سقوط كل شهيد سوداني في الأزقة والحواري وهناك في ساحة القيادة العامة.
فلجنة التفكيك أضحت هي مصدر الثقة الوحيد للثوار ونبراس الثورة لأنها من صنع الثورة والثوار الذين خرجوا لإسقاط المخلوع الذي لم ينتهي بإعلان الحادي عشر من أبريل ولا بإعلان نتائج العملية الانتخابية بل بمحو آخر آثار العهد البائد وذلك لا يتآتي الا برد المظالم ومعاقبة من جنوا في حق الشعب السوداني وبكل تأكيد مثل هذه الأعمال لن يستطيع القيام بها من كان قلبه وسيفه مع المخلوع حتى السقوط فإذا سقط السيف عنوة واقتدارا فإن القلب لازال معلق بامجاد فقدوها.
فالعسكر لايملكون روح الثورة ولم يتشبعوا بمبادئها لذا من المعيب اخذ مشورتهم وليس تكليفهم بالتواجد في اللجان الثورية وكل ماهو رامي إلى إزالة النظام البائد الذي كانوا جزءا منه وهي حقيقة لاتقبل الجدال بالإضافة لامانيهم المرتبطة بدفن صفحات ذلك الماضي المتواجدين بين سطوره الملطخة بالدماء.
فحماية الثورة الان في حماية لجنة التفكيك وحماية اللجان المساعدة لها من التنمر الممنهج الذي يتفق فيه عساكر لجنة المخلوع الأمنية وفلول النظام البائد الذين أنشئت هذه اللجان من أجل كنسهم واسترداد عافية الوطن التي ادخروها لخاصتهم واختزلوا كل ثرواته في بطونهم التي لا تشبع.
فالصراخ والهياج عن الفلول له مبرراته إذ لايمكن أن يقابلوا قرارات لجنة التفكيك بالورود والذبائح طالما ستجردهم من كل مال سحت حصلوا عليه خلال الثلاثة عقود ، والفتور الذي يقابل به عساكر لجنة المخلوع الأمنية قرارات لجنة التفكيك أيضا مبرر طالما ستفتح اللجنة دفاتر الماضي الذي كانوا جزءاً منه كما اسلفت دون أن تتخطى صفحة واحدة أو تتجاهلها لمجرد وجود اسم شريك ثقيل الظل.
لأجل كل هذا فإن لجنة التفكيك تظل خطأ احمر عند الثوار لأنها دون سواها من ترد كرامة الشعب السوداني وتذل من اذاقوه العذاب وتسقيهم من نفس الكأس الذي جرعوا ملايين الأسر السودانية الكريمة منه سما بعد أن سرقوا كل جميل فيه ولم تسلم منهم حتى البراءة في عيون الأطفال ولا الابتسامة في شفاه الأمهات ولا الكرامة في جباه الرجال.
استمرار لجنة التفكيك يعني استمرار الثورة ويجب على الثوار التحرك لحمايتها ومايحدث الان من محاولات لإضعافها من قبل شركاء السوء والفلول هو دلالة على أنها في الطريق الصحيح ولن يزيدها ذلك الا قوة.
“” ثوب الثورة أكثر سخونة في اختيار المصداقية فهناك من نزعه منذ أول وهلة وهناك من يخلعه بعد حين كل ما اشتدت سخونته يتساقطون والصادقون فقط هم من يصبح لهم كفنا.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












