
من شرق القاهرة إلى شرق لندن
اميرة احمد :
وصلت إلى لندن من القاهرة في سبتمبر 2004، ومعي حلمي الأكبر الذي أصبح تحقيقه قاب قوسين أو أدنى، حلم أن أكون طالبة دكتوراة، أحصلها ولا ما أحصلها ده موضوع تاني! ف مجرد كوني طالبة وقد إندرج إسمها في قوائم المسجلين للدكتوراة، كان هذا أشبه بالواقعية السحرية!
لم تكن لندن حنينة في إستقبالها لي، بل كانت عنيدة متحدية وجودي بين أروقة حضارتها وطغيانها الإستعماري الذي ربما لم يرق له وجودي الندى، وأنا “الفتاة القروية” بحسب تعبير أحد الأصدقاء ذوي الطرفة و أضحت لندن تضعني كل يوم في إختبار جديد، وكان شح الخيارات هو من وضعني في حرب غير متكافئة وفرض على بالتأكيد خوضها.
لهذه الحرب تفاصيلها، ولكن واحات السلم لم تكن أقل سطوة، بل كانت دافعة ورائعة، لا سيما رعاية مشرفتي اليهودية الفمنست الأشهر، التي رفضت أنا من حيث المبدأ وجودها ضمن لجنة الإشراف، هكذا بحجة أنها يهودية – رغم إسمها الداوي، ثم عدلت عن رأيي بعد أن حاورتها ولامست قربها من قضايا العدالة وحقوق الإنسان والنساء في العالم، وعلمها الغزير الناقد الذكي حول قضايا تخيلت أنا واهمة إني أحق منها بسبر أغوارها وأحقيتي في الحديث عنها لمجرد الإنتماء المتوارث الذي لم يكن لي فيه يد.
عشت في شرق لندن، وكنت أمر بشكل متكرر ب حي “ستامفورد هيل” ، معقل اليهود الأرثوذكس، حيث كل شيء هناك يهوي. الأطفال والكبار والأزياء والشوارع والمدارس والمعابد وأيام السبت وطقوسه العجيبة.. حيث لا تكنولوجيا ولا كهرباء ولا مواصلات ولا تلفونات. مشهد لا شبيه له سوى الأفلام التاريخية القديمة المصورة في فترة ما قبل اختراع الألوان.. وطبعا أنا المتفرجة.
التنقل بين شرق القاهرة التي تبنت ثقافتها وثقافتي خطاب معادي لليهود، وليس إسرائيل وحدها، جملة وتفصيلا. وبين شرق لندن، التي رأيت فيها يهود يجنحون للعيش التكافلي والسلم، و يتقدمون صفوف الرافضين للصهيونية ودولة إسرائيل، بل يدافعون عن حقوق الفلسطينين في العيش والحرية، ويمزقون بطاقات هوياتهم التي تربطهم بالكيان الصهيوني، في مسيرات نظموها ووصلوا إليها متقدمين الصفوف في وسط لندن وميدانها الأشهر ذو الطرف الأغر… فتح ذهني على عوالم جديدة، وعزز لدي الاعتقاد بأن العالم واسع جدا، ولا كره ولا محبة مشروعة في هذا الكون دون أن تقترن بقيم العدل والمساواة والإنصاف.
شرق لندن “ستامفورد هيل” متروسة يهود وأنا بتعجبني طريقة حياتهم،. وهذا يمكن مما يدعم موقفي ضد التطبيع..
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …












