فرصة انتقال لا تشبه سابقاتها
مدني عباس مدني :
سلامي للجميع :
حكي لي أحد الأساتذة المحترمين انه جاء لنادي أساتذة جامعة الخرطوم بعد انقلاب ٣٠ يونيو ٨٩ م مباشرة، اندهش استاذنا الفاضل بروح الشماتة عند البعض من الأساتذة الوطنيين، الكانوا بفتكروا انه في ما حدث ما يشفي صدورهم المليانة بالغضب على الأحزاب التقليدية التي يظن انها حصدت مجهودات القوي الحديثة في إنجاز انتفاضة أبريل ١٩٨٥م ، كانت هنالك تصورات للقوى النقابية والحديثة حول الفترة الانتقالية ومدتها التي يجب أن لا تقل عن ٣ سنين، وبفتكروا أن الأحزاب استعجلت علشان تصل السلطة سريع، انا هنا ما داير اناقش الكلام دا في منطقه بقدر ما داير اذكر حقيقة انو بعد أشهر بسيطة كان اغلب هؤلاء الأساتذة الشرفاء اما مفصولين للصالح العام وأما معتقلين، ومنهم من جمع بين الاثنين.
القصة أعلاه توضح واحد من خيبات الانتقال الذي لم يكتمل في السودان، فالانتقال لا يكتمل بإقامة الانتخابات ولكن بترسبخ دعائم النظام الديمقراطي وديمومة التحول نحوه، ما حدث في السودان منذ الاستقلال وحتى يومنا هذا محاولات انتقال فاشلة، نحن الآن أمام فرصة انتقال ناجحة عندها تحديات كبيرة (حاحاول اكتب في تحديات الانتقال في مرات قادمة بتفصيل لكل تحدي انا شايفه) وهي فرصة انتقال لا تشبه سابقاتها من حيث طول الفترة الانتقالية ومن حيث انه الفترة نفسها بتشمل صراع اضداد بين طموحات واحلام الجديد وبين القديم وتحالفاته البتحاول ترجع عقارب الساعة، الفترة ذاتها بتشهد داخل معسكر التغيير طيف واسع من التنوع مابين دعاة أحداث قطيعة كاملة مع الماضي مع مجموعات تود الاكتفاء بتغييرات محدودة وبين الاتجاهين ديل في النص في عشرات الاتجاهات.
مع التعقيد والجوطة دي كلها والارتباك، والتنقل عند الناس بين الإيمان بحتمية الفجر و انو الثورة اتسرقت، من المهم تكون في حاجات رئيسية بتحكمنا، منها انو هدفنا هو إكمال عملية الانتقال في ميقاتها المحدد، وانو عدونا ماهم من نختلف معهم في التكتيك بل عدونا من يعمل على تعطيل الانتقال، َ وفي ظل سعينا لإكمال الانتقال دا لازم نشنعل كل حسب الحتة الهو فيها، الانتقال دا ما قصة الحكومة التنفيذية لوحدها بل هو برضو مسؤولية منابر الوعي والتغيير الما إستفادت للان من متاحات العمل في ظل جو بتيح على الأقل حرية التعبير، ومسؤولية كل مواطن هدفه الديمقراطية والتغيير . خلق الوعي الديمقراطي دا هو السلاح الوحيد البتقفل به الطريق أمام أي متامر محلي أو إقليمي أو دولي على التغيير في السودان، ودا البخلي أي جهة بتتخيل انها ممكن تخلق جو يمهد للانقلاب عن طريق تزيين الاستبداد تتراجع عن مخططها.
خلق المجتمع المدني الحقيقي، استعادة التجربة النقابية، دي خطوات مهمة في إنجاح الانتقال الديمقراطي المره دي، اي شخص أو مجموعة عندها دور لا يقل عن الفاعلين الساسة في دا، والكويس انو ثورة ديسمبر المجيدة خلقت أعلى نسبة مشاركة سياسية في تاريخ السوداني، وهو مالم يتحقق في كل المحاولات الانتقالية السابقة، حماية الانتقال وحماية التحول الديمقراطي دا بقدر ماهو مهمة جماعية فهو التزام فردي اي واحد بيدعي للتغيير لازم يكون عنده دور الخاص العارفه وملتزم به هنا بحصل التغيير المنشود رغم حشد اباطيل الطغاة المحتملين والأعيبهم .
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …