نصيحة في شكل ونسة للسيد رئيس مجلس السيادة
محمد فاروق سلمان :
في محاولة متأخرة جدا لإعادة تعريف المصلحة!
يا سيادة رئيس المجلس: “مقاضاة الدوش” لا بتحوق ولا بتلحق تلبس عورة الباطل تياب الحق؛ حقو توقِّف خطاويك العلى الوجع عديتا في السكة المشيتها غلط!
يا سيادة رئيس مجلس السيادة: الاعتصام الاتفض دا ما اتفض في الخرطوم؛ في ١٣ اعتصام اتفضوا في ذات الآن في كل السودان؛ وبعض الفض انت قريت بيان صفرج باللعبة دي كلها وقال للناس فرتقوا وتعالوا انتخابات بعد سنة. الحصل دا في أفضل الأحوال تفسيرو إنو انقلاب فاشل. ولو “كولمبيا” فسرت فض اعتصام الخرطوم ما بتفسر فض اعتصامات باقي المدن.
الحصل في السودان بعد ٣ يونيو عار في جبين القوات المسلحة لن ينمحي عنها إلا بدخول منسوبيها ذات يوم؛ وهو قريب مهما بدا بعيدا؛ في عملية عدالة انتقالية كبداية في تحويل المنطق السلطوي لآلة عنف الدولة السودانية الجاي من ١٨٢١ بتحويلها من آلة موجهة لإرهاب وتقتيل الشعب السوداني لآلة موجهة لحمايته وحفظ أمنه وحقه في الحياة.
يا سيادة رئيس المجلس، مع كامل احترامي، المنقوص ابتداء، ليك، انت ما قاري الحاجات صح! ما قاري الاقتصاد السياسي الجابك ودا شي خاليك تتمادى في خيارات المشي في السكة البديتها غلط.
آلة العنف المسلطة على رقاب السودانيين من ١٨٢١ والبقا قرارها في يدك دي بيحصل تقدم في أعلى هرمها في دول ما بعد الاستعمار دي بي واحد من طريقتين؛ يا عبر الثورة ولا الانقلاب. الاقتصاد السياسي للعسكري الجابتو الثورة ما زي الاقتصاد السياسي للعسكري الجابو الانقلاب. في فرق بنيوي بين وضع سوار الدهب وطنطاوي من جهة ووضع البشير والسيسي من جهة. شروط بقاء اي واحد في السلطة وفرصه في الفاعلية في المجال العام مختلفة جدا.
انت الله ابتلاك كونو الاقدار ختتك في التراتبية العسكرية في الحتة البيحصل ليك فيها تقدم بالثورة ما بالانقلاب. لأنو دا يعني انو بنيويا شروط حصولك على السلطة محدودة. لأنو الثورة ما بتتسرق ونارها حية؛ بتتسرق بعد نارها تموت؛ والعسكري البيسرقها ما ممكن يكون هو نفس العسكري الانحاز ليها. وانت حاولت وفشلت. فوضعك مختلف جدا من العسكري القاعد تحتك حسع مثلا بي رتبتين. دا من حيث البنية الاقتصادوسياسية فرصو في السلطة كبيرة. ممكن من حسع يكون مضرب على انو الانتقال دا يصفرج وشغال سوق سياسة أسود مع مية جهاز مخابرات في العالم دا ومية جهة معارضة عشان بعد تصفرج يجي يكشك انت والحرية والتغيير ويقول لينا الناس ديل سرقوا ثورتكم وينزل بعدها انتخابات زي السيسي ولا يسوقها سداري زي النميري والبشير.
انت زول الاقتصاد السياسي لي كرسيك دا جابتو ثورة انت بتدعي انك انحزت ليها. فهنا إذا كان مسعى الإنسان المادي في الحياة هو السلطة والمال والجاه؛ فانت أقدار الله، عبر الاقتصاد السياسي لي كرسيك حرمتك السلطة؛ لكن لو كنت اخترت الخيارات الصح، فالله أداك فرصة مبالغ فيها في المال والجاه، انت فوتها وكل مرة ماشي بي خياراتك الغلط تفوتها. لمن سعيت للسلطة شنكبت معاك؛ ولو داير تحكم السودان دا حتحكمو مفرتق حتة حتة ونهايتك أفضلها حالا حال الرئيس البشير وأسوأها حالا حال القذافي وعلي عبد الله صالح.
سألت صديق مهتم بالعلاقات الدولية بعد فض الاعتصام. قلت ليهو انت لي الأمريكان انفعلوا كدا معانا وورسلوا لينا صبحية تيبور ناجي وعملوا قصة؟! طبعا انت يا سيادة رئيس المجلس سألت السؤال دا تيبور ناجي، زي ما هو قال في لقاء صحفي، فأجابك بي إنو: “لأنها ثورة جذبت خيال العالم: it caught the world imagination”. دا كلام جرايد ساي وونسة طبعا. السبب في الحقيقة انو العالم الغربي، أمريكا على اتحاد أوربي، ما داير السودان يصفرج ويتففت لي مصالح خاصة بيهو هو ما عندها شغلة بينا؛ مصالح متعلقة بالهجرة والإرهاب واستقرار أسواقهم. وزي ما قال لي الصديق دا، لمن تعاين بالأقمار الصناعية بعد ٣ يونيو وتلقى الجيش السوداني فعليا محاصر بالتروس في نص العاصمة والشعب يكون عمل عصيان وقف المطار ذات نفسو، فالنتيجة البيطلع بيها اي متخذ قرار في الدول دي مباشرةً هي إنو الانتقال تحت حكم عسكري مهدد لاستقرار السودان. دا السبب الخلا الناس ديل في وقت إدارة ترمب يرسلوا ناسهم تاني يوم؛ ويتكلموا عن انتقال بقيادة حكومة مدنية وما تبع ذلك من لوازم زي قانون الانتقال الديمقراطي. دا الأنا قاصدو بي انو الاقتصاد السياسي لي كرسيك بالتعريف ما بيديك فرقة في السلطة لانو جابتك ليهو ثورة؛ وما أي ثورة؛ واحدة من أعظم الثورات في القرون الأخيرة؛ والغرِّير فقط هو من يحاول سرقة ثورة بهذه العظمة؛ ثورة هي من اتت به على رأس آلة عنف دولتها. فيا سيادة رئيس مجلس السيادة؛ الشعب السوداني بلغ نصاب الحرية؛ خمسة ثورات في قرن؛ وحسع ما فضل ليهو غير ينظم روحو بس عشان يتقدم تجاه حلمو واستعادة مصيره المختطف من الصغار الذين طالما خذلوه!
انت يا سيادة رئيس المجلس أفضل استثمار ليك في المال والجاه لو حسبتها صح ما في السلطة. دربك درب سوار الدهب عليه رحمة الله. أنا لو محلك كنت أقول للمدنيين ديل أمسكوا مجلس السيادة دا كلو، لكن في ملفات خلوها لينا نحن العساكر ديل. أولا، التسوية المدنية العسكرية بي أني اتصدر ملف العدالة الانتقالية وتفكيك المنطق السلطوي لآلة عنف الدولة السودانية بإعادة هيكلة كل القوات النظامية؛ تانيا، قيادة الترتيبات الأمنية في عملية السلام ودمج الحركات المسلحة؛ ثالثا؛ بناء جيش وطني حديث مصادر تمويله الذاتية مدمجة ضمن ولاية المالية؛ رابعا، ودا تعملو تحت تحت، تلعب الدعم السريع شوية شوية لأنو ماف جيش محترم بيقبل مهزلة زي دي.
والله يا رئيس مجلس السيادة؛ كان دا كان فعلك كان الشعب دا سمى أولادو كلهم عليك؛ وشكرا حمدوك دي بقت شكرا برهان؛ وفي احتمال كبير جدا لمن تكتم كان الناس تحرك ليك موكب عنوانو “تمسكها انت”؛ زي ما قالوا لي محمد صديق في القيادة؛ والكنتة تكون إنو لمن يجوك تقول ليهم: مدنيااااااو؛ تمسكوها انتو ديل! من حيث الجاه؛ زي سوار الدهب وأكتر؛ كان أي منظمة في السودان لمن تموت دايرك تبقى رئيس مجلس أمنائها؛ كان ضمنت لي أحفاد أحفادك في السودان دا وضع اجتماعي مرموق جدا! كان أي بكا وأي عقد معزوم ليهو؛ أي سوداني يشوفك في حتة داير احشش معاك؛ أي مؤتمر عن التحول الديمقراطي في العالم مدعو ليهو؛ اي زول داير يألف كتاب عن التحول الديمقراطي دايرك تكتب ليهو المقدمة؛ عضوية في مئات المنظمات الدولية؛ ومئات من الجوائز العالمية! كدا الله بيكون حرمك السلطة لكن أداك من الجاه والمال ما الله به عليم: وانت ماشي في خيارات لا بتديك سلطة لا مال لا جاه!
لكن نقول شنو الله غلبت عليك شقوتك؛ وانت ما براك؛ دي خيارات كل النخبة السياسية من الاستقلال؛ بما فيها الرئيس السبقك والحزب الكان معاهو وحلفائك الحاليين في الحرية والتغيير! الله ابتلى السودان دا بي نخبة عسكرية سياسية اقتصادية مجبولة على الخيارات الخاطئة!
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …