مصدر قوة حمدوك

بشرى احمد علي :

مصدر قوة حمدوك هو النفس الطويل، وبانه لا يكشف عن مصادر قوته أمام خصومه الكثر، وبأنك لا تتنبأ بما يفعله..
و الآن مجرد الحساب ونرى ماذا فعل ..
بزيارته للسعودية انتزع هذا الملف الحساس والذي طالما اعتبره العسكر blank cheque في ايديهم بسبب مشاركتهم في حرب اليمن ، الدولة السعودية قررت الآن التعامل مع الدكتور حمدوك الوجه المدني في الحكومة بعد أن وثقت فيه واُعجبت بامانته وعلمت انه يقود دولة المؤسسات السودانية نحو بر الاستقرار، كانت للسعوديين تجارب مرة في مساعدة حكومات فاشلة في اليمن ولبنان، ولذلك كانوا اكثر حذراً في التعامل مع السودان، وارى انهم اليوم مندفعين نحو تطوير تلك العلاقة ورسم خطوط شراكة واضحة.
النجاح الثاني للدكتور حمدوك هو حماية قرارات لجنة تفكيك التمكين بعد أن تم التآمر عليها من قبل الدولة العميقة ، والكل يعلم من هو الشخص الذي أعاد الكيزان للعمل في بنك السودان بعد أن تم فصلهم من قبل لجنة تفكيك التمكين ، القرار لم يكن بيد المحافظ بل القرار صدر من قبل جهة عسكرية رأت ان الوقت قد حان لتبطش بالثورة ولكن قرار الدكتور حمدوك الحاسم جعل ذلك الطرف يتراجع ..
وهناك قانون جديد سوف يصدر قريباً ينظم عملية مقاضاة المواطنين من قبل المسؤولين في الدولة..
العالم بدا يستجيب لمخاوف الدكتور حمدوك، و هناك إشارات دولية حذرت من التمدد العسكري وضعف المكونات المدنية في مقابل زيادة دور العسكر، هذه الأطراف الإقليمية ربطت مساعدتها للسودان بوجود الدكتور حمدوك وحريته في اتخاذ القرارات…
أزمة المناهج كشفت ذكاء الدكتور حمدوك، فهو قد ترك السلفيون والكيزان بلا قضية يركبونها لاثارة الرأي العام على الدولة بحجة حماية الدين ، أحياناً الكرة المرتدة يمكن أن تتحول لهدف قوي يمزق شباك مرمى الخصم ..