‫الرئيسية‬ آخر الأخبار قراءات في ” الاصداء العالمية للثوره المهدية”
آخر الأخبار - ثقاقة - مارس 12, 2021

قراءات في ” الاصداء العالمية للثوره المهدية”

عيسى الحلو :

صدر هذا الكتاب الجديد عن دار المصورات بالخرطوم خلال الشهر المنصرم سبتمر ٢٠٢٠م من هذا العام ..وهو بقلم الدكتور الباحث محمدالمصطفي موسي .عمل طبيبا جراحا بعدد من مدن إيرلندا ويعمل الان بالمملكة المتحدة .له اسهامات في كتابة القصة القصيرة الادبية الي جانب اسهاماته البحثية في علم التاريخ.

قدم للكتاب كل من الكاتبيين الدكتور عبدالله علي ابراهيم والدكتور احمدابراهيم ابوشوك..مقالة الدكتور عبدالله .كانت مقدمة تحليلية شاملة ركز فيها علي منهج الباحث المؤلف مركزا علي الجهد البحثي وتعدد المصادر من الصحافة الايرلندية في ذاك الزمن البعيد الذي حدثت فيه موقعة(كرري ) وهو ذات الزمان الذي اشتعلت فيه أوزار حرب المقاومة الايرلندية ضد الاستعمار البريطاني في ذات الوقت ،، وهي شهادة واضحة لتضامن شعوب العالم تحت فكرة الحرية ،السياسة القومية.. وضد الاستبداد وقمع الشعوب.. وهذا ماجاء في ذات الزمان من تضامن الحزب الشيوعي في موسكو ( وقتذاك) وبقدر ماكانت مقدمة الدكتور عبدالله ابراهيم شاملة وذات محاور متعددة كانت مقدمة الدكتور ابوشوك منحصرة في تقنية هذا البحث في فضاءاته التاريخية ومدي صرامة هذا المنهج المتخذ في معالحة البحث .

مقدمة الدكتور عبدالله وهي شاملة وطارحة في نفس الوقت ملاحظات منهجبة جديرة بالوقوف عندها، منها وضوح منهج الباحث المؤلف الدكتور محمد المصطفي موسي وصبره ودقته في إختيار المادة البحثية ،، وعرضها ومناقشتها وفق خط منهجي واضح ومتماسك الا ان اهمية هذه المقدمة تتركز في نقاط هامة منها رفض الدكتور لإعادة كتابة التاريخ والتي راجت ابان حكم الرئيس السابق جعفر نميري ، بحسبان انها دعوة تسعي لتزييف حقائق التاريخ ( اختراع نصوص مزيفة) تنفي احداث وتثبت احداث،وهذا مرفوضا بشكل قاطع ، ولكن إعادة تحليل المادة التاريخية ( تحليل وتفكيك الاحداث تكشف عن اسبابها الجدليه التي صنعتها بهذه الصورة لا تلك فهو امر بحثي مطلوب للحوار حول الوقائع التاريخية .. ولماذا وقعت علي هذه الصورة ..لا علي تلك التي تناولتها البحوث القديمة الموجودة بالفعل في النصوص التاربخية التي كتبت أبان الفترات السياسبة والتاريخية والفكرية الماضبة.

وهناك ملاحظة لابد من الوقوف عندها بتركيز شدبد ومناقشتها بصدق وجرأة فكرية واخلاقية وأريد هنا اقف حولها علها تجد جدلا حقيقيا من المهتمين بتدوين تاريخ السودان الحديث .. خاصة في فترات الحكم العسكري الدكتاتوري،،،فترة الرئيس نميري(مايو) وفترة الرئيس البشبر (يونيو) ..وهما الدولتان في تاريخ السودان الحديث اللتان جعلتا من الفكر الاسلامي وضعا سياسبا تم علي اساسه تفكيك الدولة الديمقراطية وتحويلها من دولة المواطنة التي تمثل طيوف شتي العقائد وتنوع الثقافات والتي كان افقها السياسي يقوم علي فكرة ( دولة التنوع والتعدد الثقافي) لان القومية الثقافية السودانية تقوم علي هذه الفكرة في عمقها المبدئي الاساسي ..سياسيا وعقائديا واجتماعيا .

لهذا بالضبط .. هنا… اريد أن اركز هنا ،، انه (يجب علينا) عندما نتحدث عن الاسلام علينا ان نحدد حدود دولة المواطنة ( دولة سياسة دستوريا للجمبع) وبين دولة تقوم علي الدستور الاسلامي.. كما حدث في نهايات دولة نميري ، وكما حدث في عهد البشبر طوال الثلاثين عاما الماضيه،،

حيث تمت كثير من المآسي والفجائع في دارفور وفي وسط السودان تمت ملاحقة كثير من المعارضيين السياسين، وكان محمود محمد طه اول شهيد سياسي لهذا التطرف الفكري والسباسي الذي يستغل سماحة الاسلام وعدله وديمقراطيته في تنفيذ اجندة سياسبة وفكرية لجماعات ارهابية دموية مثل داعش وغيرهم من التنظيمات ذات التركيبة العدوانية تلك التي تضمر صورة الانسان الفردي ذو النزوع المدمر الذي يعرفه علم النفس ب ( المتوحد او الذئب المنفرد)

ان الاسلام دين سلام ومحبة وعدل ومساواة وهو الكيمياء الانسانية الراسخه في الوجدان وهو يدعو للتعايش لا للتباغض والاختلاف .

عندي ان هذا جهد بحثي من اهم البحوث التي قدمت خلال الثقافة السودانية المعاصرة.. كتاب بحثي ذو منهج علمي مكتوب برصانة علمية عالية وحب عميق للوطن الجميل ،،،هذا السودان طوال كل عهوده حيث يتوهج ضميره السياسي والثقافي والاجتماعي بهذا الاشعاع المتوهج طوال حقب التاربخ المختلفة ،السهل منها والصعب .

كنت اتوقع من كاتب البحث الدكتور محمد المصطفي موسي ان يؤكد ماذهبت اليه ،، وما المهدية الا رمز للدولة المواطنه وان شابتها بعض النواقص وهي دولة اتت لخدمة المواطن وتخليصه من الاستعمار والاستعباد

هنالك ايضا نقطة اخري اريد الوقوف عندها هو انه كان علي المؤلف الباحث الدكتور محمد المصطفي ،،ان يؤكد علي هذا المعني الشامل لمعني الاسلام طوال كل فترات ازدهاره في فترة الخلفاء ( الراشديين) رضوان الله عليهم وفي فترات متقطعة اخري ابان طلوع الدولة الاسلامية ايام اﻷئمة الصالحين ..عمرعبدالعزيز وبعض الخلفاء العباسببن والامويبن وهم قطعا ليسوا من جنس اولئك الطغاة ،،،ايام سيادة دولة الدويلات.

في النهاية هذا كتاب جدير حقا بالقراءة ،،، وهي كتابة تحترم جهود القراءة الجادة ،،شكرا لمؤلف الكتاب وشكرا لمقدمي الكتاب الدكتور عبدالله علي ابراهبم والدكتور احمدابراهبم ابوشوك

يبقي القول الاخير ان هذا الكتاب ليس الغرض منه الاحتفال بالوطن كيفما كان جميلا ! ولكن من ضمن ما اكده الكتاب هو امر بالغ الاهمية وهو حوار الثقافات الانسانية بين شعوب العالم اسيا وافريقياو اوربا والامربكتين واستراليا …اذ ينبه بقوة لاهمبة الحوار الثفافي العالمي.. لاشاعة السلام ولتبادل سبل العيش الكريم اقتصاديا وثقافيا وتبادل المعلومات التقنية والعلمية وكل مداخل الجمال والخير والعدل والحق.

.

‫شاهد أيضًا‬

الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش

كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …