عفواً الفريق عبدالرحيم دقلو، فإن لنا كلمة
العميد ركن (م) حيدر المشرف :
ولأنه لا خير فينا إن لم نقلها، وهذه الثورة التي بين أيدينا قد مهرت بدماء خيرة أبناء وبنات الوطن, ولا خير فيكم إن لم تسمعوها. ومن أجل ذلك, وحول مقابلتكم الأخيرة في صحيفة (الشرق الأوسط) اللندنية، سأتناول الجزئية الخاصة بإفاداتكم حول وضعية قوات الدعم السريع داخل المؤسسة العسكرية.
وهي في تقديري الجزئية الأهم في ذلك اللقاء الطويل، لأنها وببساطة تتعلق بحاضر ومستقبل الوطن، ووثيقة الصلة بأهداف ثورة ديسمبر المجيدة وطموحات التغيير نحو دولة سودانية حديثة، وبناء وطني سليم ومعافى، وتؤسس لاستيعاب قوات الكفاح المسلح وفقاً لأصولية (fundamental) ومرجعية عسكرية يعتمد عليها.
وأما ما عدا ذلك، في اللقاء الصحفي، فهو يحكي عن الماضي وسرديات ليس لنا الإلمام الكافي بها، حول اللحظات الأخيرة لسقوط النظام السابق، وما صاحب تلك اللحظات من أحداث، وما إلى ذلك.
في تلك المقابلة ذكرت:
أن قوات الدعم السريع ليست حركة مسلحة أو مليشيا، وإنما قوات نظامية، (ونتفق حول ذلك).
كما أن قوات الدعم السريع، هي قوات تتبع للقوات المسلحة، تأتمر بأوامرها وأمر القائد العام، (وهنا بالتحديد لنا كلمة).
إن الوضع الملتبس لعلاقات قوات الدعم السريع مع القوات المسلحة خلق الكثير من الارتباكات، مما يستدعي مقاربتها بصورة علمية عسكرية ومنهجية صارمة من أجل تقويمها كما في كل مؤسسات العالم العسكرية, ولعل السؤال المفتاحي الذي يتوجب علينا طرحه هو: إذا كانت هذه القوات تتبع للقوات المسلحة، فما هي العلاقات القيادية التي تجمعها بالقوات المسلحة ككل، وبرئاسة الأركان ووزارة الدفاع والقائد العام؟!
نحن نعلم كعسكريين محترفين، يا سيادة الفريق، أنه لا توجد تبعية تطلق على عواهنها، ولكنها تبعية مقيدة بالقانون وتفويض السلطات، ودرجات الإسناد العملياتي والإداري واللوجيستي التي توفرها هذه التبعية.
وأنت بالتأكيد تعلم أن هنالك ثلاث درجات إسناد عملياتية رئيسة هي: (تحت القيادة المطلقة)، و(وتحت القيادة لأغراض العمليات) و(تحت السيطرة لأغراض العمليات). وهي بالمصطلحات الآتية تواليا (Under command) (Operational command – OPCOM) and (Operational Control – OPCON). كما توجد درجات قيادة وسيطرة إدارية لا مجال لها هنا ولكن يحق لنا تماماً السؤال، ونحن في هذه اللحظات المفصلية من عمر الوطن:
إلى أي تابعية من أعلاه تتبع قواتكم؟
وما هي آليات العمل مع القيادات الأعلى والأدنى والمماثلة والجانبية (العلاقة مع القوات البرية على سبيل المثال)؟!
وهناك مسألة أخرى تتعلق بإفادة الفريق عبد الرحيم دقلو لصحيفة (الشرق الأوسط)، إذ أفاد بأن قوات الدعم السريع تعمل وفقاً لقانون إجازه المجلس التشريعي للنظام البائد. وأنا وغيري من المتابعين نعلم جيداً أن ذلك القانون قد تم تفصيله ليتلاءم مع تابعية الدعم السريع لرئاسة الجمهورية آنذاك، بعيداً عن سلطة القوات المسلحة.
وإذا كان ذلك صحيحاً، فقوات الدعم السريع في حاجة ماسة لقانون جديد، وإن كان ذلك القانون يؤكد تابعية قوات الدعم السريع للقوات المسلحة، فعلي هذه القوات الاصطفاف في التنظيم الحالي للقوات المسلحة في المستوى الأفقي تماماً مثل الصنوف الرئيسية: (برية – جوية – بحرية – دفاع جوي)، وبالتالي تكون قوات الدعم السريع تحت القيادة المباشرة للقائد الأعلى أو من يفوضه مثل رئيس الأركان، أو حتى وزير الدفاع في بعض قضايا الحرب والسلام.
لكل ذلك ترجماته على أرض الواقع، ففي هذه الحالة ستعمل قوات الدعم السريع وفقاً لعقيدة استراتيجية وتكتيكية مشتركة، وبموجب واجبات يحددها القائد العام، ومن ثم تنظيمات مشتركة وانفتاح استراتيجي، وفقاً للتهديدات المتوقعة.
أعلاه حالة أو خيار، والحالة أو الخيار الثاني، هي أن تعمل قوات الدعم السريع كقوة نظامية مستقلة مثل المخابرات والشرطة والقوات المسلحة, لذلك مقتضياته وأصوله وواجباته (يوجب درجة تسليح مختلف وعقيدة دفاعية تتناسب وتنظيمها، وذلك فقط على سبيل المثال).
خلاصة القول:
آن الأوان للاختيار بالنسبة لقيادات الدعم السريع (الإخوة دقلو)، أن يكونوا جزءاً من القوات المسلحة بصورة تامة وصحيحة بالمفاهيم العسكرية، وعلى مستوى الأصناف الرئيسية: (برية – جوية – بحرية – دفاع جوي). وتحت قيادة القائد العام ووفقاً لقوانين القوات المسلحة وتنظيمها ولوائحها وأوامرها المستدامة. هذا أو أن تعمل هذه القوات بعقيدة ومهام وتنظيمات وتسليح يتلاءم مع مهمة (Mission) مختلفة عن مهام القوات المسلحة القتالية وإسنادنها النيراني واللوجيستي.
،——،——–،
عميد ركن (م) حيدر بابكر المشرف
*ماجستير علوم عسكرية – الولايات المتحدة الأمريكية
*ماجستير علوم عسكرية – السودان
*معلم سابق في مدارس المشاة في السودان والإمارات وقطر
*معلم سابق بالكلية الحربية وكلية القادة والأركان السودانية.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …