
في حكايتنا “العصيان”
علاء الدين محمود :
في مثل هذه الأيام عاش الشعب السوداني تجربة العصيان الذي أعقب مرحلة فض الاعتصام، كان ملحمة حقيقية، أكدت رغبة الجماهير وفورانه الثوري، و الذي حدث لم يكن عصيانا بالمعنى التقليدي، ليس أمرا تكتيكيا لتسجيل نقطة صغيرة، الذي حدث هو رفض عظيم، رفض من كل الشعب لنكسير خيارها بسقوط حكومة البشير، رفض لهمجية وبربرية العسكر، رفض للموت، ورفض لحياة يحكمها القتلة فسموا رفضهم لتلك الحياة عصيانا.
لقد صبرت جماهير شعبنا على تكلفة تتمثل في نقص في الثمرات، هذه الثمرات التي لم يجدها الناس فعليا عندما رفعوا عصيانهم والذي كان من المفترض أن يعني عودة الحياة لطبيعتها وهيهات أن تعود، لقد روج مدنيون تورطوا في انهاء حالة الاعتصام لأن الاعتصام باهظ التكاليف على الشعب، فظهروا بمظهر الحادب على الشعب، بل واشاعوا فرية أن العصيان قد بدأ في الفشل، وذلك ليس بصحيح، فالعصيان كان قرار جماهيري ولم يتم تنفيسه، نزلت النسب في العاصمة، لكنه ليس نزولاً مروعا، وكان يمكن الاستمرار فيه، لكن تكالب عليه بعض المدنيين مثلما تكالب العسكر على الاعتصام
إن الذي يرى أن العضيان بلا تكلفة كمن ينوي الصوم بشرط أن لا يجوع ولا يعطش وهذا من المضحكات، إن أقوى دليل على نجاح العصيان أجتذابه قوى ومجموعات كانت خارج دائرة الفعل طوال أيام الثورة، ومن بصدق أن ثالث يوم في العصيات تحتجب فيه ثمانية صحف سياسية، بل من يصدق أن صحف مثل الرأي العام والوطن والمستقلة وآخر لحظة تحتجب عن الصدور ثلاثة أيام استجابة لنداء العصيان، بل من يصدق أن هذه الصحف الثلاثة تحديدا تحتجب طيلة أيام العصيان، ومن يصدق أن تتوسع الدائرة لتشمل البنوك والنفط بل وحتى أقسام الشرطة.
ومن يصدق أن تتشكل مجموعات من ربات البيوت تراقب من يخرج للعمل من أجل تفعيل المقاطعة الاجتماعية؟ ناهيك عن النشاط الذي بدأ يدب في لجان الأحياء والتي صارت هي مركز الفعل.
فمن الذي رفع العصيان؟ ومن ذا الذي يقلب المعادلة ويجعل من استمرار العصيان مزايدة سياسية؟ وهل تصبح كلمة مزايدة وسيلة لضرب المختلفين والأدوات؟
حذاري ثم حذاري أن تتخذ بعض القوى من أدوات المقاومة الشعبية وسائل لتحقيق أهدافها الآنية السياسية.
إن رفع العصيان جاء من بعض الأشخاص من مبتدري المقترحات من النفاجين، لقد بدأت النفاجات في العمل في ذلك الوقت
ممهدا للعبة المصالح وواقفا ضد رغبة الجماهير في الثورة
ولابد من أن يظل السؤال مستيقظا : من الذي أنهى العصيان؟ من مِن المدنيين تورطوا في ذلك الفعل؟ وهل كانوا شركاء في قرار فض الاعتصام كذلك؟ من هم أعداء الثورة؟
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …