أنا أبوك يا آمني
ماريل محجوب :
أنا إبنة نساء عظيمات. نساء جليلات، لدرجة ان عظمتهن في الغالب هي التي تقف عقبة أمام الكتابة عنهن و إليهن فلربما لست أنا من تستطيع أن تكتب عنهن كما يجب، لكني سأفعل.
أمي آمنة بت عبد الرحمن فتح الرحمن الشهير ب المرين ود رحمة ، اهلها ٠ينطقونها (( آمني)) هكذا ف الإمالة في آخر الكلمات من أشهر سمات ثقافة الشايقية. عندما توفيت أمي حمل شيخ عمر إمام المسجد لافتة سوداء حزينة كتب عليها ((قبر المرحومة آمني بت المرين)) و غرسها عند رجليها و غادر.
إمرأة سمراء جميلة كريمة و حكيمة. لها عيون رمادية حادة البصر والذكاء و انف مستقيم صغير و جميل و شفاه صادقة و قلب شجاع. لم تذهب أمي في يوم من الأيام الي المدرسة و لم تحظى بالجلوس داخل غرفة الدراسة، لكن و لشدة ذكائها الذي ورثته عن أبيها فقد تعلمت اللغتين العربية والانجليزية بطلاقة لوحدها فقط من متابعة دراسة اشقائها الذكور و شقيقتها الاصغر. عندما تزوجت و انجبتنا كانت هي المُدرس والمعلم و أُصبت أنا بالذهول عندما جاء جدي في يوم من الايام ووجدها تراجع معي درس في اللغة الانجليزية فأخبرني أن امي لم تذهب في يوم من الايام للمدرسة وانها قامت بتعليم نفسها من كراسات و كتب اشقائها.
كان جدي فخور بأمي اكثر من اي شئ آخر و رغم انه رجل عالم و متعلم كان قاضي و رئيس لجنة المصالحات في الولاية الشمالية بأكملها لم يجلس، جدي يوما في مسألة صلح و مصالحة و يخرج منها صِفرأ و كان صاحب جاه و أموال و وأراضي ممتدة و زرع و ضرع و له عشرة من الابناء الذكور الفرسان الشجعان و ثمانية من البنات الجليلات الجميلات و الذين أنجبوا له عشرات الاحفاد والحفيدات وابناء الاحفاد والحفيدات، رغم كل ذلك كان جدي اذا اراد أن يفتخر بنفسه يقول جملته المشهورة((أنا أبوك يا آمني)) فقد كانت في نظره غاية الفخر و منتهى البهاء.
قصاصة من رواية قيد الإصدار
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …