ضد من ثرنا.. ضد نظام البشير ام شخصه..!؟!
محمد كبسور :
عدم جدية السلطة الانتقالية في ملف العدالة يظهر اكثر فأكثر يوما بعد يوم..
ومثله عدم جدية السلطة في مسألة تفكيك دولة الإنقاذ نفسها، وفي مكافحة الفساد كذلك.
ومسألة غض الطرف عن أعوان البشير ليست استثناء، فمثلها مجزرة القيادة والمفقودين، وجرائم دارفور وجبال النوبة، وكذلك جرائم التعذيب بواسطة جهاز الأمن والتي ضلت طريقها من القضاء إلي التلفزيون، وغيرها وغيرها.
وحتي الكيزان الذين تم اعتقالهم مؤخرا من أمثال (حسين خوجلي)، هم الآن خارج السجون، وكأنما الأمر كان مسرحية لتهدأة الشارع اكثر من انه رغبة حقيقية لدي السلطة في احتواء النشاط الكيزاني..!!
ثلاثون عاما من الكذب والمسرحيات كافية بالتأكيد لنميّز ما بين الحقيقي والمزيف..
وفي هذا يستوي البشير ومن خلفه في السلطة.
اما فيما يخص حمدوك:
حتي وإن صدق ظن بعضنا فيه، فما سينجزه ستبتلعه دولة الفساد والمليشيات ولا شك، ودونكم الاموال التي تدفقت علي (البشير) علي مدار الثلاثين عاما، او لم يبتلعها ذات الفساد وذات المليشيات والاجهزة الامنية القائمة إلي يومنا هذا بكامل عطالها وعوارها وغسيل الاموال عبر شركاتها..!!
وفيما يخص المد والجزر في الثورات ومنحياتها:
نعم، ربما نعبر إن لم يعتلي صهوة الثورات المتسلقين والانتهازيين ومتسولي الكراسي وصغار القوم من هنا وهناك. والمؤكد ان كل ما تصالح مع البشير ونظامه سابقا، موجود الآن في التركيبة الانتقالية للسلطة عبر بوابة المحاصصات واتفاقيات السلام، ناهيك عن الكيزان والعساكر من ابناء وأعوان البشير الذين لم يتزحزحوا عن السلطة شبرا..!!
ويبقي السؤال قائما:
ضد من ثرنا.. ضد نظام البشير ام شخصه..!!
ووفق الإجابة يتحدد: كم قطعنا في مشوار ثورتنا، وما الذي تحقق وما الذي لم يتحقق..!!
ومع الثمن الباهظ الذي دفعه شعبنا أيام الثورة الأولي مرورا بمجزرة القيادة وما تلاها، من دماء وأرواح ومصابين ومفقودين وممتلكات وشهور طويلة من المعاناة، يحق لنا ان نتساءل إن كان نظام البشير قد سقط فعلا ام انه قد تم تزيينه وتهجينه بآخرين لم يمانعوا قبلا في شراكة البشير ونظامه، بل سعوا إليها عبر عديد الأبواب التي طرقوها ومن ضمنها طبعا الاطروحة المهزلة (المشاركة انتخابات 2020)
المعاناة اليومية وغلاء الأسعار وقطوعات الكهرباء بالساعات وشح الوقود وتمدد السوق الموازي وغياب الأمن والطمأنية وحوداث القتل والنهب اليومي.. كلها لا تصب في مصلحة حكومة حمدوك وشركائه من الاحزاب التي قد نتفق او نختلف عليها.. وقطعا لن يظل الشعب ساكنا وهو يُقتل في كل يوم بأكثر من طريقة..!!
وقطعاً لن تثنيه عبارة (شكرا حمدوك) حينما ينادي المنادي مثلما لم توقفه عبارات (أسد افريقيا) و(البديل منو) وغيرها من أساليب (الجداد) وإن اختلف التوجه الفكري. فالتعويل علي علي الانجاز في ملفات العدالة والأمن ومعاش الناس هي السبيل لإرضاء الشعب، لا البوستات التي تصدح بالشكر والحمد والتأليه لشخص حمدوك او شخص البشير..
اللهم قد بلّغت.. اللهم فاشهد.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …