العلم والوعي قبله

الرفاعي عبد العاطي حجر :

نحن جيل الذكورية بامتياز، جيل العلاقات الشائهة بالنصف الآخر للمجتمع، كل ذلك مع خليط من الجهل.
تربينا على مفاهيم كلها خاطئة وسلم تعليمي ركيك، اورثنا ما نعاني الآن مرارته .
لم افصل مطلقا تصرف والد سماح وما سماح غير ضحية مجتمع غير متسق في ذاته، مجتمع يغفر للذكر كل أخطائه ويعاقب الأنثى مطلقا.
في حلتك لو بنت كانت جريئة ومقدامة وشجاعة تزود عن حقها في الحياة، كل الحلة ح تسميها مطلوقة، وهذا تخفيف تتطلبه الكتابة، لكن سيوصمونها بكل انحطاط.
لو ولد الجيران شاغل البنات وانتظرهم عند المدرسة، ح يجد الف عذر، مراهق طائش بكرة يعقل…. إلخ من التبريرات.
ثم ان هناك خطاب آخر أخلاقي يتحكم عبر العاطفة، لا يعقلون مطلقا خطاب المجتمع ولا يمكن أن ينطلق من زاوية نظر للخطأ من منطلق انه خطأ، لكن هناك فرز، خطأ البنت جريمة توقع بها في افحش الأوصاف، وخطأ الولد ربما يصيره بطل.
العقد دي كلها يتحمل وزرها التعليم، التربية التمييز فيما يختص بالنوع.
للأسف نحن فعلا نحتاج إلى أن تنطلق الثورة لتصير ثورة شاملة، ثورة على كل السائد، ثورة ترتب الأفكار وتعيد ترتيب المجتمع.
الثورة تلك العظيمة التي لا تزال تتشكل في مظاهر الرفض الانتقائية تحتاج أن تكون ثورة شاملة، اي عواليق نخليها، فلنبحث عن تفكيك ذلك الشارع ونضعه أمامنا، فلتنتظم حملات الوعي، هنا تبرز أدوار مهمة جداً، للمجتمع واحزابه ومنظماته المدنية من أجل إبراز كل أشكال التخلف، لا نرفض العنف هكذا نحن نقطع صفقة من شجرة تخلف ماكنة قاعدة جوانا، ذات الأنثى التي تطلق زغرودتها لانطلاق المواكب تعاني ويلات، كنت اندهش في أن شعب أنجز ثورة شعبية عظيمة كثورة ديسمبر بشابه عو ذات الشعب الذي يرمي بالقمامة في قارعة الطريق، ذاته الذي منه وفيه متحرش وهو نفسه الذي يرى أن خروج البنت عيب، ويسرح بعمق في ترتيب أوصاف للمرأة التي تختار مثلا شريك حياتها، أليس ذلك منهج، ف التربية الأبوية تلزم طرف وتترك طرف.
قال محدثي أن شقيقه طلق زوجته، اي زوجة محدثي وهو فخور بذلك، لانه هو وليها في غيابه؟!!!! لو أطلقنا العنان لحكاوي الشباب أو الرجال أو العنصر المهيمن سنجد اننا نغوص كمجتمع في بحار وامواج متلاطمة للتناقض، ذات الرجل المنفتح والذي ينهض باعباء الوعي يجلس في خطبة الجمعة لمن هو دونه ليسمعه أحكام لا تتسق ومجريات الواقع، ذات المدرس الذي يدرس مادة الأخلاق هو في الغرف المغلقة بلا أخلاق، ذات الشاب الذي يحرس اخته ويخشى حد القتل أن يتحرش احد باخته هو في الظلام وعبر الدوائر المغلقة متحرش، نحن نحتاج أن نفتح عقولنا للنقد وتقويم الخطأ.
نحن يا سادة ندين رجل محاط بقيم ندعمها ليلا وننكرها نهارا، أين الأزمة ووين مكانها؟
الموضوع طويل ومحتاج عصف المختصين.

قتلتنا الرِدّة.. قتلتنا الرِدة
ان الواحد منّا يحمل في الداخلِ
ضدّه

* مظفر النواب.