يتخيل انو ممكن يرجِّع كنداكات البلد لي بيت حبس النظام العام !!
عاطف انيس :
لن أنسى ما حييت ، صوت تلك البنت الجسورة.
ايام اعتصام القيادة و في يوم ٨ رمضان كان المفروض اغني في خيمة المهندسين (على ما اظن) .. انا الجاي من هجرتي الإنجبرتَ عليها مليان أناشيد و اشواق بالحرية لي بلدي .. فرحان و مشروق بالبنيات و الوليدات الصغار المليانين حياة و أحلام و كأني عايش في منام ، ده بالظبط كان احساسي كل يوم لحدما ركبت الطيارة راجع.
اتذكر في تلك الأمسية مشيت نادي الخرطوم جنوب بعد الافطار مباشرة و منها ماشي القيادة أغني.
و انا في النادي اتصل علي رقم ما بعرفو ، قلت برجع ليهو بعد شوية، اتصل تاني ، رديت :
– ألو يا مراحب
– يا استاذ ما تجي
( في الخلفية و بوضوح جدا كان في صوت رصاص يلعلع و اصوات حشد من الناس و خطوات فزعة و صراخ )
– انتي منو و ده شنو ؟
– انا مكلفة انسق معاك حفلتنا ، بس اسه في ضرب نار دوَّر ، و في ناس انضربوا و ميدان الاعتصام اسه جايط جدا و خطر ، فارجو انك ما تجي.
– و انتي اسه وين ؟ زحي من الحتة الانتي فيها دي و حاولي امرقي .
– (بصوت مليان جسارة) لا لا ما تخاف علي نحنا ورا الترس راقدين في الواطة ما بتجينا عوجة بس انت ما تجي ، المهم ده التكليف الشايلاهو ليك من اللجنة.
طوال المكالمة كان صوت الرصاص متواصلا كأبيخ خلفية و كان صوت هذه البنت يقهر الرصاص و الخوف و الارتباك ليصل إلي انقى من البلور لتبلغني بما حدث و توصيني بعدم المجئ.
ياخ انا لحدي اسه لمن اتذكر المكالمة دي شعرة جلدي تقوم و بتمسكني حالة ما بعرف اوصفها.
التحية للبت دي أينما كانت.
الجسارة القدموها بنات و اولاد الشعب السوداني دايرة ليها سيناريست خطير عشان تتعمل منها افلام تهز الدنيا.
و يجي مدير شرطة اصنج يتخيل انو ممكن يرجِّع كنداكات البلد لي بيت حبس النظام العام !!
لا بالله !
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …