الكنداكات حررن الشعب من الخوف

الطيب بشير :

قبل ملحمة الإعتصام وبسالات الشفاتة والكتداكات وعدد محدود من صغار الضباط، كانت هناك التظاهرات الباذخة والزغاريد الجسورة، وقمة الرجالة في تحديد المكان والزمان ومسار التظاهرة!!.. فهم جديد للقهر اللاعنيف والقوة السلمية التي زلزلت أركان الطاغية بهتاف وزغرودة..
وجئتُ أنا المغترب… تبِعتُ المكان المعلن (صينية القندول)… وقلت أشوف البداية، وصلت هناك زي اطناشر ونص … عملت جولة سريعة إستنفرتُ فيها الحس الشرطي والإعلامي والحدس الصوفي وكل قرون الاستشعار
وددتُ تحديد مُطلِق الهتاف الجريء الأولاني وصاحبة الزغرودة التي تنطلق دوماً في الواحدة تماماً… بعد دورتين كاملتين، وقع اختياري على (وليد رهيفوني) أيوااااا بس… هو ذاتو…. الثورجي ما فاضي يعمل كريشة زي بتاعتي دي راقبتو من بعيد عندو تفيفة لا بأس بها وبنطلون جينز مستعمل جداً…. وصدق حدسي، أخرج جزء من الساعة من جيبه ونظر فيها بحذر ثم أعادها… أيوااااااا… هو أنت إذن….
كان الميدان يعجُ بالتاتشرات البذيئة
يتدلى من غداراتها رصاص خائن في عقد يستثير الرعب
لكن الوليد الرهيفوني قفز في ركيزة براندة وصاح كأجمل ما تكون الجرأة
حرية سلام وعدالة
جاءه رد النداء من الشارع المقابل
والثورة خيار الشعب
كان النداءان يشقان عنان السماء بالهتاف المدوزن
تتخلله زغاريد الكنداكات شاهقة باسقة
تسبقه
تعقبه
تصاحبه
تقدمو وتبرا
لوحة بديعة لا يمكن أن ينساها من شهدها
تخلل ذلك بمبان خسيس….
واعتقالات هنا وهناك
الكنداكات حرووا الشعب من الخوف
وحرروا (مواعيد السودانيين) من وصمة التأخير
وحرروا كل الشعب من وصمة الكسل
وقتها…. كان كل قيادات العسكر من شرطة وجيش وغيرهم
يسبحون بحمد البشير
ويغضون البصر الخاسيء الحسير
عن التجاوزات والاغتصابات والقتل والتدمير
حتى إذا جاءهم خبر التحرير
نفضوا الغبار عن الدبابير
وبعثوا في المدائن حاشرين
قالوا
سنجلد الكنداكات بالسياط
خسئتم يا أنصاف الرجال
أهلنا الجعليين يوم ينجلدوا بالسوط بيملصوا
انتو
يوم تمسكوا السوط للكنداكات
تغطوا وجوهكم بي طرح أخواتكم؟
هسع دي رجالتكم؟
الكنداكة لا تهزم
وستعيش… لا منهورة…. لا مقهورة