هواء طلق… كيف يعتقد هؤلاء انهم لا يزالون نزيهين ؟

فتحي البحيري :

لا ينتبه كثير من السياسيين والناشطين انهم يتواطئون بشكل فعلي في افلات مجرمي مجزرة فض الاعتصام من العقوبة! والموضوع هنا ليس سياسة ولا تكتيك ولا مناورة. الموضوع هنا محض نزاهة اخلاقية ووطنية وانسانية .. او عدمها. كيف يعتقد من يعمل ليل نهار في مساعدة مجرمين على الافلات من العقوبة انه لا يزال نزيها؟ كيف ؟؟

ولو كان الامر لا يتعلق بثورة وطنية شعبية عارمة مجيدة لقلنا انه عدم نزاهة عادي معرضون جميعنا للوقوع في براثنه وكل ابن ٱدم خطاء …لكن عدم النزاهة في التواطؤ مع هؤلاء المجرمين بالذات خطيئة موجهة ضد مستقبل دولة باكملها وباجيالها الحالية واللاحقة .. كيف ينظر هؤلاء المتواطئون الملس بالله عليكم الي وجوههم الملطخة بالعار في المرايا وغيرها؟؟؟

هذا التواطؤ المقيت لن ينفع معه اي سعي لتلتيق الاقتصاد او ترقيع البنية السياسية او المدنية كما شهدنا ولمسنا من وقائع ما مضى من تنفيذ ما سمي بالوثيقة الدستورية التي مثلت اطار هذه الخطيئة التي لن تغتفر.

ولا يخدعك المتواطئون الذين فارقوا النزاهة في هذا السياق .. فلم ينتج ابدا من خطيئتهم الا اضعاف الثورة واهلها وقواها .. وتقوية اعداءها بالمقابل … فعند الثلاثين من يونيو 2019 .. بعد 4 اسابيع فقط من تاريخ المجزرة البشعة كان الشعب والثورة في اقوى وافضل الحالات وكان المجرمون مذعورين خائرة قواهم وكانوا قاب قوسين او ادنى من المقصلة والجزاء الوفاق على ما اقترفت ايديهم بحق هذا الشعب الثائر الصامد الابي
جاءت الوثيقة الخطيئة ولا نتاج لها اليوم سوى انها وضعت يد المذعورين على السلطة والموارد من جديد ومكنتهم من اذاقة هذا الشعب الثائر الصامد الابي الامرين من جديد قهرا وقمعا وتجويعا وتدميرا لمعاشه واقتصاده وكرامته واحلامه مثلما كانوا يفعلون قبل الثورة واكثر

لا ينتبه كثير من السياسيين والناشطين انهم سيظلون يتواطئون بشكل فعلي في افلات مجرمي مجزرة فض الاعتصام من العقوبة مالم ينتفضوا الان ويخرجوا عن طوع هؤلاء القتلة علانية ويقودوا الشعب الى فعل ثوري ينتهي بشنق كل قاتل مجرم منهم وحينها وحينها فقط يمكن ان تبدأ الفترة الانتقالية ويبدأ حل مشاكل الكهرباء والوقود والمعيشة والاسعار وازالة التمكين ورد الاعتبار لكل من قدم التضحيات وكل الذين من اجلنا ارتادوا المنون ولمثل هذا اليوم كانوا يعملون.

حتى ذلك الحين يظل كل متعاون ومتعامل مع مجرمي فض الاعتصام في منزلة الفاقد لنزاهته حتى اشعار اخر