استيعاب المخاطر في المخاطر

بشرى احمد علي :

تفخيم الالقاب العلمية والمسميات المهنية هو أحد أساليب الكيزان لخداع الرأي العام لتذكير الناس أن قراراتهم هي من لدن لطيف خبير ، والدكتور جبريل ينتمي لمدرسة الكيزان الكلاسيكية ويؤمن باساليبها ومفرداتها وكلما أراه يتكلم في وسائل الإعلام اتذكر بروفيسور التيجاني حسن امين والذي شغل منصب مدير جامعة الجزيرة في عهد التمكين، كان دكتور التيجاني يعتبر نفسه طفرة (leap) ، ولذلك بمناسبة او بدون مناسبة كان يفتخر بشهاداته العلمية ويعتبر نفسه معجزة لانه يملك شهاداتي دكتوراه في الصيدلة والبيطرة..
لم أفهم معنى رئاسة السودان للوكالة الأفريقية للمخاطر، وهل لهذه الوكالة credentials ؟؟
فهل مثل اتحاد الصادق الرزيقي الافريقي المزعوم و الذي رئيسه وينال جائزته عند كل عام؟؟ ام انه مسمى جديد تم دفع مبالغ تحت الطاولة لتمرير ليبدو مهنياً ليضع المزيد من النجوم على كتف الجنرال جبريل، تماماً كما تفعل حركته مع الرتب العسكرية . لكن من ناحية المخاطر يُعتبر السودان كارثة وتعدد المخاطر فيه ما بين الحرب المحتملة مع إثيوبيا أوالغرق بسبب تفجير سد النهضة، وهناك إبادة عرقية تجري في دارفور والله فقط يعلم متى تنتهي ، ولا ننسى انعدام الأدوية وعدم وجود الكهرباء والمياه، وأعتقد أن السودان هو الدولة الوحيدة في أفريقيا التي تعتبر سلة كوارث القارة ، كما أن السودان عاد لحضن الصراع الإقليمي بين قطر والإمارات ونحن نعلم كيف حول هذا الصراع ليبيا من بلد آمن مستقر الي بلد تحكمه المليشيات ..
السودان هو بلد الكوارث ، وحتى حزب الدكتور جبريل هدد بنسف الكباري وتبخير مياه النيل وتدمير كرري، والدكتور جبريل نفسه كان يتولى التحريض ويطلب من جنوده الاستيلاء على عمارات اهل الخرطوم..
السودان هو البلد المناسب لصناعة المخاطر وتجديدها وتصديرها للعالم الحر ، لكنه لا يصلح في استيعاب المخاطر، وحتى هذه التسمية يشوبها خطأ فني لان الصحيح هو تقليل المخاطر ومنعها risk mitigation & deterrence..
اما استيعاب المخاطر risk accommodation ، فهذا مجال تقوم به الدول المتقدمة مثل إيجاد عقار لمرض الكورونا وتحقيق أرباح هائلة بسبب خوف الناس من هذه الجانحة ..
ونحن في السودان نستوعب الكارثة من أجل خدمة مصالحنا الحزبية والشخصية مثل تخزين الدقيق وتهريب الغاز والمحروقات… بهذا الفهم فنحن أحق برئاسة هذا الاتحاد.