عُدتم سريعاً جداً للتعصب الحزبي و الايديَلوجي
ابراهيم الصافي :
شبابيوووو
إن كان هنالك من عتاب و لوم يُجدي قوله، فهو على البعض من رفاقنا الثوار من شباب و طلاب الأحزاب السياسية و الحركات المسلحة (و حتى المنظمات يا سبحان الله! ) بمختلف مدارسهم الفكرية و كُتلهم و تباين أوضاعهم التنظيمية و شفافيتها و التشوهات التي لحقت بها.
عُدتم سريعاً جداً للتعصب الحزبي و الايديَلوجي الذين شكلا ترساً كبيرا في طريق الثورة طوال السنين الماضية، قبل أن تعيدوا على الأقل بناء أحزاب تستحق أن يتعصب الشخص لها و قبل ان تدرسوا و تراجعوا مشاريعكم الفكرية و التنموية و مدى تناسقها و اتساقها مع زماننا و جيلنا هذين.
بالطبع لم تكن الخطة تجاوز الأحزاب السياسية و تدميرها أو إسقاطها بعد إسقاط النظام _كما تخيل بعض القادة الخائفون على مكاناتهم التاريخية_ لأن التسلسل الأجدى و الانفع للبلد أن تسقط، ثم تسقط تاني، (و تسقط تالت في بعض الروايات) ثم نبنيهو (هو) ضمير مستتر راجع إلى الوطن و ليس الحزب، و نبني مؤسسات الدولة، حتى نطمئن على سير عملية البناء و تتفرغوا لبناء أحزابكم و مراجعاتكم الفكرية و تحالفاتكم الثنائية فُيحكم بينكم في صناديق الاقتراع.
لم يسعى هذا الجيل لإلغاء الأحزاب كما تخيلتم، فقط أراد الاستعاضة عنها مؤقتاً بتحالف واحدٍ عريض و شفاف، تخرج قراراته من القواعد ،لا تسقط علينا من الأعلى كالصواريخ. تحالفٌ إسمه الحرية و التغيير يمثل إسمه و يمثلنا جميعاً و نمثله. لكن أراد كل حزب و كتلة و شلة، أن يكونو هم “وحدهم” المنقذون للإنتقالية بسياساتهم و أفكارهم و تقاريرهم الأمنية المغلوطة، تمهيداً للصندوق او طمعا في مناصب، و نرجسية مستعصية في بعض الحالات.
تخليتم عن الثورة _سهواً_ دون قصدٍ عندما تخليتم عن موقع القيادة المشتركة لصالح العجايز الباحثين عن الغفران و تصحيح الماضي، و القيادات الوسيطة المحتارة التي لا تعلم من أي جيل أتت و بأي طريقة تفكر و هل تقود ام تنقاد؟ هل تضمن الفوز للوطن و تترك شعبية الحزب للمجهول؟ أم تحاول صنع مجدها الان و يصبح مصير الوطن في كف عفريت؟
الأمل كل الأمل أن لا تنتقل هذه الأمراض و التشوهات السياسية التي لازمت الأحزاب السودانية من قبل الاستقلال حتى، و تستشري وسط اللجان و الأجسام الشبابية الوليدة حديثاً فنسمع عن نوع جديد من فيروس التعصب السياسي من نوع حلتي و حلتك، نحن ناس حلة كذا قدمنا اكثر من ناس حلة كذا و كذا نحن نستحق هذا و ذاك، ستكون النهاية لحلم نبيل لجيل طبق بكل عفوية حجراً و عزلاً إجبارياً عن الأحزاب و المنظمات المريبة غير الشفافة التي كان من الواضح إصابتها بالامراض، في انتظار شفاءها لتعود لدورها و وضعها الطبيعي في التنظير و التخطيط لتنمية البلاد و تطويرها.
على النخب السياسية القديمة و شبه القديمة أن تفهم أن أبناء و بنات هذا الجيل من خارج المدرسة الكلاسيكية لن يسمحوا بأن تُفرض عليهم إرادة و أن يُمرر عليهم ما لا يقنعهم و يُرضي طموحاتهم مثلما حاول النظام ان يفعل في نهاياته. و على أبناء و بنات هذا الجيل من النخب السياسية الذين واصلوا السير في طريق لم نتفق عليه، أن يُراجعوا مواقفهم من الأجسام الشبابية الحديثة و لجان المقاومة و يعودوا إلى حيث تركوها لوضع مسار جديد و واضحٍ و مدروس.
أما الثوار الفريلانسرز عليهم أن يدركوا، أن الفردانية لم تصنع هذه الثورة و إنتصاراتها التي أُبدِعَ في توثيقها و ترويجها و تصميم شعاراتها و رسم ملاحمها، بل صنعها التنظيم و التخطيط و الوحدة و الثقة المتبادلة.. صنعتها بطولات و صمود الشهداء و نبلهم، و ذكاءهم الواضح في بريق العيون.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …