ضياء الدين بلال : الحلقة الممنوعة
بشرى احمد علي :
لا زلت معجباً بفلم The firm للممثل توم كروز ، في ذلك الفلم يلعب دور المحامي الذي يلجأ لعقد صفقة مع المافيا من أجل أن يحافظ على حياته ، في إحدى الحوارات قال :
if you get from Mafia, get from their Lawyers
وكذلك ينطبق الحال على الأنظمة الشمولية ، إذا أردت أن تنال من الأنظمة الشمولية عليك أن تنال من الصحفيين الذين يطبلون لها . وكنت أصف ضياء الدين بلال بأنه محامي الشيطان ، وقد أشتهر بعشقه لرجال المخابرات في عهد الإنقاذ والمبالغة في وصفهم ، وقد كان يتقلب بين زورقي الجنرالين قوش وعطا المولى كلما وصل أحدهما إلى المنصب .
لا يُمكن أن اصف ضياء الدين بلال بأنه صحفي ، لكن يمكن القول أنه أصفه بأنه bloggers ، وهذه الدرجة من الكتاب لا تحتاج إلى قيد صحفي أو الخضوع لقواعد ممارسات المهنة ، والكتابة تكون خبرية وليست تحليلية ، وفي كثير من الأحيان تنحدر لإثارة الرأي العام و الدخول في معارك مع بعض الناس ، ويزدهر هذا النوع من الكتابة تحت ظل الأنظمة الشمولية ، فضياء الدين بلال والذي تخرج من جامعة القرآن الكريم بقدرة قادر ، وربما يكون قد استغل نفوذه مثل غيره من الكيزان من أجل الحصول على هذه الشهادة ، وجد نفسه بأنه الصحفي الاول والمقرب لنظام البشير ، فكان يكتب ما يشتهيه النظام ولا يهتم بالقواعد الأخلاقية ولا يؤمن بفكرة الحرية ، كانت كل الابواب الرسمية والقنوات الفضائية تفتح أبوابها لضياء الدين بلال ، ولم يحدث إن قامت الأجهزة الأمنية في عهد البشير بإعتقاله أو مصادرة صحيفته أو منعه من السفر ، ولكن عندما أزفت الآزفة وأيقن بسقوط النظام هرب إلى الخارج ولجأ لدولة قطر ، كان الشارع الثوري قوياً فخشي من المحاسبة لذلك قفز من السفينة الغارقة وظل في الدوحة خائفاً يترقب حتى هدأت الأحوال ثم عاد بعد أن اشتم (رائحة ) الكيزان في عسكر اليوم ، ثم بدأ في جلد الثورة وهو يعتقد أن عقارب الساعة سوف تعود للوراء ، إلى ايام التمكين والسفريات المفتوحة والإستجمام في الفنادق ، وكلما شعر بحجم الخلاف بين المكون العسكري والمدني داخل الحكومة كلما شعر بأن أشواق أحلامه على وشك التحقق.
ومناسبة الحديث هو البكاء والشكوى ان إحدى المحطات منعت حلقة من المفترض أن يظهر فيها وعزا ذلك إلى تدخل حكومي صارخ ، ثم انتشر الخبر في الاسافير وكان عنوان الحلقة هو الحلقة الممنوعة من النشر والتي بدت في التسرب لمواقع التواصل الإجتماعي ، فكان هو والمذيعة إسراء عادل مثل مسرحية روميو وجوليت التي إنتهت بالموت بعد أن خلبت بفصولها الحزينة لب المشاهدين .
وربما قد نسى ضياء الدين بلال أن الصحافة المرئية لم تعد قوية كما كانت في عهد البشير ، وقد عزف الناس عن مشاهدة الفضائيات ، لذلك ان بث تلك الحلقة من عدمه لن يغير من مزاج الناس ، والبشير لن يخرج من سجن كوبر ويسترجع حكمه بسبب مقابلة في التلفزيون ، فحتى المخلوع البشير قد اكتشف معادن الذين كانوا يلتفون حوله وعندما وقعت الواقعة هربوا للخارج حتى لا يلاقوا مصيره .
وهناك بدائل مطروحة لضياء الدين بلال مثل الجزيرة مباشر أو قناة طيبة أو حتى قناة حسين خوجلي ، انتهى عهد الإعلام الموحد ونحن نعيش عهد البدائل مثل التسوق الرقمي الذي انهى حقبة المتاجر.
على الأخ ضياء الدين بلال ان يتعايش مع الواقع الجديد ، ولن تحتاج لمذيعة مثل نجمة السينما لتخاطب المشاهدين.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …