خواطر رمضانية … مشاهد من كمبالا 2
سالم الامين :
موظف البنك ظل يطاردني بالاتصال مذكرا بالحضور لإكمال إجراءات ال (لون) أو المرابحة أو الدين . كنت اتعلل بالأنشغال ، و في الحقيقة أنني منشغلا بالتفكير في الخيار المناسب ، هل أوافق فأكمل إجراءات المرابحة التي كنت في أشد الحاجة لها لضخ النشاط و الحيوية في رأسمال العمل في مشروع الجبنة الذي نعمل فيه يومها، أم استجيب لنداءات عقلي بإيقاف هذه الإجراءات التزاما بوصية قديمة لوالدي قبل أن أغادر البيت !! .
البنك الدولي كان قد أودي العام 2011 مبالغ كبيرة في البنك المركزي الأوغندي كقرض لدعم المشروعات الصغيرة و تنمية المجتمعات الريفية بمرابحات طويلة و متوسطة الأجل … يأتي موظفوا البنك إلى أماكن العمل في المزارع و المراعي و المصانع لإجراء مسح كامل لتقدير حجم العمل و تأثيره على الاقتصاد و على تنمية و تطوير المجتمع . بعد أن يأخذ الاستبيان الميداني يقوم الموظف بتوزيع استمارات للحصول على معلومات شاملة عن نشاط الشركة و موقفها الضريبي و الحسابات المالية و المراجعة و غيرها من المعلومات التي تختص بالعلاقة بين البنك و العميل وتساعد في إكمال المرابحة أو القرض …
أكملنا كافة الإجراءات التي تخصنا و دفعنا بها إلى الموظف الذي إتصل بنا و حدد موعدا لاستلام الاستبيان و المعلومات .
بعدها يقوم البنك بدراسة المشروع بواسطة لجنة يتم تكوينها لذات الغرض . و بين الحين و الآخر يتصل أحدهم لتوضيح معلومة غائبة أو غير واضحة .
بعد أقل من شهر اتصل بي موظف البنك ليبلغني بأنه تم التصديق لنا بمبلغ عشرة الف دولار بنسبة فائدة 18% تسدد خلال ثلاث سنوات ، على أن تكون فترة السماح ستة أشهر . بعدها يقسم المبلغ على ثلاثين شهرا ، و تزيد نسبة الأرباح كلما تأخر السداد بدون سبب مقنع ، حيث حدد البنك بعض العوائق الطارئة التي تسمح بتأخير السداد لشهر أو اثنان بعد اقتناع لجنة تكون لهذا الأمر بأسباب التأجيل …
على كل ، كنا في أشد الحاجة لهذا المبلغ لضخه في شرايين عملنا في تلك الأيام ، فقد أرسلنا إلى جوبا عدد كبير من جرادل الجبنة التي ننتجها في منطقة أمبرارا غرب يوغندا عل بعد 400 ك من العاصمة كمبالا ، لكن للأسف صادفت وقتها ورود كمية كبيرة من الأجبان من الخرطوم إلى جوبا . وقتها في حالة وجود و توفر سلع الخرطوم فإن سلع يوغندا و كينيا تنزوي و تحفظ في المخازن إلى حين انقطاع بضائع الخرطوم فنجد فرصتنا للتوزيع . بالرغم من جودة منتجاتنا إلا عقلية و ثقافة الجنوبين كانت مرتبطة بالسلع و الثقافة السودانية في الشمال ، فنبيع منتجاتنا الأوغندية وقتها بما بفارق سعر يصل إلى 30% عن منتجات الخرطوم …
كنا نشتري الألبان من الجمعية التعاونية في القرية التي نعمل فيها ، فكل قرية فيها جمعية تعاونية تعنى بالمجال الحيواني من الألف إلى الياء . و نسدد قيمة الألبان للمحاسب كل أسبوعين في بداية الشهر و في المنتصف . و بدوره يقوم محاسب الجمعية بتوزيع قيمة الألبان للمواطنين ، كل حسب الكمية التي وردها خلال الأسبوعين . و يستمر العمل بسلاسة و بدون تأخير ..
هؤلاء البسطاء لا يقبلون أي عذر لتأخير دفع قيمة الألبان ، فالابقار و الملاك يعتمدون عليها ، لذا لا توجد أي فرصة لتأخير أو التسويف .
كنت مهموما جدا بكيفية دفع المبلغ ، لأن البضاعة مكدسة في المخزن في جوبا لم يتم بيعها بسبب توفر أجبان الخرطوم ، و الشهر يقترب من نهاياته و المطالبة أصبحت حاضرة حتى في أحلامي .
قرض البنك كان يمكن أن يحل لي المشكلة تماما ، لولا وصية لوالدي أوصاني بها اول دخولي إلى السوق تاجرا .
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …