نداء المرحلة.. تحالف سياسي جديد
وائل محجوب :
ما تشهده الساحة السياسية من تفكك في القوى وتضعضع في الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية، واستئثار قلة بالقرار السياسي في البلاد، وتسابق هذه القلة نحو مواقع السلطة دون حتى مراعاة لشروط ومعايير التأهيل للمواقع، والتراخي في إنفاذ العدالة وملاحقة المفسدين، وما نتج عنه من تمدد لعناصر النظام البائد بعد التهاون في التعامل معهم، تشير كل تلك المعطيات بوضوح الى اننا ابعدنا النجعة عن أهداف وشعارات ومبادئ ثورة ديسمبر، وطالما حدث ذلك يحق للجميع التساؤل الى أين نمضي..؟!
هذا الفراغ السياسي العريض ترك البلاد نهبا للتفلتات الأمنية، والإختراقات الخارجية للجبهة الداخلية، للتأثير على القرار السياسي للدولة، ويمكن التدليل بعدد من الحالات الواضحة، والعبث بواسطة عناصر النظام البائد الذين ترك لهم الحبل على الغارب، بمعايش الناس والخدمات التي تقدمها الدولة لهم في قطاعات البترول والطاقة والخبز وغيرها، مثلما ظل يحدث طيلة الفترة الماضية.
حانت اللحظة الفارقة؛ واضحت العودة لمنصة التأسيس واجبا ملحا لخلق اصطفاف جديد، وعلى أسس جديدة، تحالف يجمع اصحاب المظالم والقضايا العادلة، من مهجرين قسريا وضحايا السدود ومفصولي الصالح العام في الخدمتين المدنية والعسكرية، وتنظيمات الحركة النسائية، وممثلي ضحايا وشهداء العهد البائد، وحتى أسر شهداء ثورة ديسمبر ومفقوديها، مع فصائل الحركة الطلابية، ولجان النقابات الناهضة في تحالف تمتد قواه في كل أنحاء السودان، يلتحم بالقوى الثورية التي قادت الثورة من لجان مقاومة وتجمع مهنيين وخلافها من قوى الثورة، التي اضحت مقصية عن كل المواقع، بما في ذلك تحالف الحرية والتغيير الذي صعد على اكتافها للسلطة، وسيتم اقصاءها حتى من المجلس التشريعي ما لم تنهض جبهة واسعة تمتد في كل انحاء السودان، وتعيد تنظيم الحركة الجماهيرية وفق اعلان سياسي جديد، ووفق استراتيجية نضالية تصطحب كل القضايا وتخوض غمار النضال المدني السلمي لتحقيقها، وفرضها كأجندة سياسية لا يمكن التهرب من إنجازها وتحقيق استحقاقاتها.. ويستعيد التوازن لمصلحة الحركة الجماهيرية، ويملأ هذا الفراغ السياسي الذي تنمو وتتمدد في احشائه دعايات الثورة المضادة، ويتم تمرير التلاعب بأهداف الثورة في ظله
الركون لليأس والإحباط والإكتفاء بنقد الراهن لن يقود لتغييره، ولابد من استعادة زمام المبادرة، والتحلي بقدر أعلى من الثقة في قوتنا الجماعية، وإعادة توحيد الجبهة الداخلية التي اضحت مكشوفة يتحرك فيها العملاء من كل شاكلة وجنس، وقيادة هذه المرحلة الانتقالية وفق جدار لا ينقض من التكاتف الشعبي لتحجيم تطلعات المراهنين على الإنقلابات، وتقويم اعوجاج المدنيين الذي يكاد يقصم ظهر الثورة، وإلزام الجميع بجادة طريق “ديسمبر”، وما زال في جراب السلمية كروت عدة حانت لحظة تطويعها لإستعادة طريق الثورة وزخمها، وفي ابريل دروس وعبر لكل من أراد أن يعتبر، ولمحة عما يمكن أن يفعله توحد الجماهير حول أهدافها وقدرتها الغلابة التي لا تصد ولا ترد.
• كسرة؛
تحالف جديد ينبغي أن يشاد كجدار صد كبير، وهذه مهمة المرحلة العاجلة وأولويتها الملحة، فلنتصدى لذلك.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …