خط الثورة وناقوس الخطر
ريم عثمان :
تمنحنا الحياة دوماً فسحة من الأمل حين يصل بنا الأمر لمرحلة اليأس من حدوث تغيرات تجلب لنا الراحة والاستقرار والسعادة، وهذا ما حدث مع بواكير ثورة ديسمبر المجيدة، والتي تفاءل بها الجميع خيراً واستنهض الغالبية العزم وعلي رأسهم الشباب لإحداث تغيير ايجابي يقود المجتمع لبر الأمان.
لكن بعض ما يحدث الآن لا يشبه من قريب أو بعيد تطلعاتنا لما يسعى له كل حادب علي مصلحة الوطن.
تخبطات في القرارات تفقد الدولة هيبتها، قرارات تأتي بلا دراسة تشتم فيها روائح أجندات خفية تخص مصالح خاصة، عدم متابعة في تنفيذ القرارات بل وخرقها أحياناً بصورة سافرة تفقد مطلقيها هيبتهم وتفتح الباب علي مصراعيه لكل الفلول للتمادي حتى بات سعيهم لإدارة مفاصل الدولة علنياً وارتفع صوتهم عالياً وحتى ذلك الخوف الذي جعلهم يصمتون في بداية الثورة قد تلاشى.
والناظر لقرار الإغلاق الذي صدر قبل أيام قلائل يقرأ بوضوح الحال الذي آل إليه الأمر، دون شك يحتاج الأمر لقرارات صارمة في شأن الكورونا فالموت يحصد عبرها الكثيرون والأمر ماض في تزايد ولا إمكانيات لدينا لدرءه، لكن التوقيت والفردية في القرار دون الرجوع للمتأثرين أضعف القرار وجعل الأمر يبدو وكأن وراءه أجندة خفية رغم أن ذلك قد لا يكون صحيحاً، والقرارات التي صدرت بعده بالمعالجات كان من الأجدى أن تصاحبه كاستثناءات ليأتي القرار قوياً لا مجال لخرقه كما يحدث الآن.
يا من تحملوا المسؤولية، التاريخ لا يرحم، ولتكن لكم العظة في سيرة من سبقوكم، لا تجعلوا الطامعين يعوسون في البلاد فساداً ويبدلون مصلحتهم الشخصية أو الحزبية علي مصلحة الوطن والمواطن البسيط، قد وضعنا ثقتنا فيكم وبرغم كل شئ لا زلنا نضعها فلا تخذلونا، لا زال الأمر بيدكم فأحسنوا العمل وأحسنوا الاختيار وتنازلوا عن انتماءاتكم الأخرى ولتبقي الولاء للسودان فهو يستحق أن يتصدر بكل ما يحتويه وبإنسانه الذي تميز دوماً في كل المجالات.
ليتحلي بالشجاعة من يري أنه لن يستطيع إحداث تغيير ايجابي ويترجل عن ركب القيادة، وسيكون ذلك أجدي له فالشعب الآن لن يسمح بالخذلان وسيقوم بإزاحة الفاشلين بنفسه إن لم يفعلوا هم.
ندق الآن ناقوس الخطر ونتراجع لتنظيم خطواتنا للعودة من جديد والترتيب لما فيه رفعة السودان، ومن أتي بالثورة العظيمة قادر علي حمايتها والوصول بها لما بذلت من أجله دماء شهدائنا الأكارم والتي تبقي ديناً واجب السداد ولا يحتمل التلاعب.
نشد على أيادي أولئك الذين يبذلون كل طاقاتهم للتغيير الايجابي ونثمن لهم ذلك ونظل ندعمهم ونقف بجانبهم بكل ما نملك بنفس القدر الذي نخاطب به المتخاذلين ونعدهم بأن مزبلة التاريخ في انتظارهم إن لم يعودوا للالتزام بخط الثورة المحمي من ثوارنا.
الدعم السريع يفرج عن 28 من عناصر الجيش
كادقلي – الشاهد: أطلقت قوات الدعم السريع سراح 28 من الجيش تم أسرهم قبل نحو اسبوع في …